انضم الإنجليزي ديفيد بيكام لقائمة تضم أربعة لاعبين فقط يحملون الجنسية الإنجليزية، بعدما شارك مع منتخب بلاده في مباراة أقيمت في باريس أمام "الديوك"، ليتوج مشوارا طويلا تغلب خلاله بإصرار على صعوبات كثيرة، لكنه لم يكتف بذلك، بل يبحث عن المزيد.
وارتدى بيكام (32 عاما) قميص المنتخب الإنجليزي للمرة الأولى في الثالث من سبتمبر/ أيلول 1996، عندما لعب كبديل أمام منتخب مولدوفا في التصفيات المؤهلة لمونديال فرنسا، وفازت إنجلترا آنذاك بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.
واستمر بيكام في الدفاع عن ألوان بلاده لأكثر من 11 عاما حتى شارك في المباراة 99 في مباراة شهدت ذكرى مؤلمة لكافة عشاق المنتخب الإنجليزي، إذ خسر الفريق على أرضه باستاد ويمبلي 3-2 أمام منتخب كرواتيا، ليفشل في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2008، ويرحل ستيف مكلارين ويأتي المخضرم الإيطالي فابيو كابيلو لتولى "المهمة الأصعب في العالم".
لا للتكريم
وكانت أولى مباريات إنجلترا تحت قيادة كابيلو أمام منتخب سويسرا مستضيف يورو 2008 مع سويسرا في مباراة ودية باستاد ويمبلي، وفي الوقت الذي توقع بيكام أن يشارك في مباراته المئة، وجد التجاهل من "دون" فابيو، لتبدأ تساؤلات عديدة بشأن إمكانية احتفال "قدم" بيكام بالمئوية.
وردا على تساؤل من الصحافة الإنجليزية التي "لا ترحم" لكابيلو عن سبب استبعاد بيكام، وعن أيضا إمكانية اختياره في المستقبل، قال المدرب الإيطالي حينها: "لن أضم بيكام من أجل تكريمه. سأضمه فقط عندما يكون لائقا للمشاركة في المباريات"، وأبدى اللاعب الإنجليزي صاحب العقود الإعلانية الضخمة موافقته على قرار المدرب.
متابعة عن قرب
وأرسل كابيلو منذ أيام مساعده فرانكو بالديني إلى الولايات المتحدة خصيصا لمتابعة بيكام في مباراة ودية شارك فيها اللاعب الإنجليزي بأكملها ودخل في شجار مع لاعبين من المنافس، ورغم أنه لم يسدد أية كرة على حارس المرمى، إلا أن بالديني وطالب بإعادة استدعاء اللاعب بعدما اقتنع بمستواه.
وحتى بعد ضمه لتشكيلة المنتخب الإنجليزي، لم تصمت التكهنات عن بيكام، وردا على تساؤل بشأن إشراك اللاعب، قال كابيلو قبل المباراة: "سأشركه بكل تأكيد في جزء من المباراة، فلن أجعله يأتي من الولايات المتحدة دون أن يلعب".
بيكام شارك وفيرديناند ارتدى الشارةوباعتبار بيكام يحتفل بحدث نادرا ما يتكرر، فقد عرض زميله السابق ريو فيرديناند قائد المنتخب الإنجليزي، الذي اختاره كابيلو قبل المباراة لتولي المهمة، على بيكام بأن يرتدي شارة القيادة بدلا منه، لكنه أمر لم يحدث.
ولم يفصح عن السبب الرئيسي وراء ذلك، فهل رفض بيكام ارتداء شارة القيادة، أم أن كابيلو هو من تدخل وطالب فيرديناند بالالتزام بتعليماته.
الـ100 غير كافية
التألق في الدوري الأمريكي طريق استمرار بيكاموبقت التكهنات مستمرة حتى زفت صحيفة "ذا صن" قبل المباراة بساعتين بشرى للجماهير الإنجليزي أن بيكام في التشكيلة الأساسية، ليعلن رسميا مع انطلاق المباراة دخول لاعب لوس أنجليس جالاكسي لنادي المئة الإنجليزي الذي يضم بيتر شيلتون (125) وبوبي مور (108) وبوبي تشارلتون (106) وبيلي رايت (105).
ورغم الخسارة بهدف نظيف أمام فرنسا في المباراة التي شهدت احتفال بيكام بإنجاز يطمع إليه كثيرون، إلا أنه شدد أنه لن يكتفي بذلك الأمر، فهو يتطلع للمشاركة بانتظام مع المنتخب الإنجليزي، ولا تراوده فكرة اعتزال اللعب الدولي، ليس ذلك فقط، بل قال إنه يريد المشاركة في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.
وإذا كانت رغبة بيكام أثبتت قوتها وقدرتها على الوصول لأهدافها، فإن رأي كابيلو يبقى هو الأهم بالطبع، وفي ذلك قال كابيلو: "اللاعبون أمثال بيكام يستطيعون الاستمرار لفترات طويلة في الملاعب".
وأضاف المدرب الإيطالي الذي سبق قيامه باستبعاد بيكام عندما كان مدربه في ريال مدريد الإسباني قبل أن يعتمد عليه في نهاية الأمر: "أعرف بيكام جيدا، وأعلم أنه قادر على اللعب في مباريات أخرى مع المنتخب الإنجليزي".
فلاش باك
- أحرز بيكام أول هدف مع المنتخب الإنجليزي في مباراته الدولية رقم 17، وكان بالمصادفة أيضا على الأراضي الفرنسية، عندما سجل في شباك كولومبيا بكأس العالم 1998.
- ارتدى بيكام شارة قيادة المنتخب الإنجليزي في 57 مباراة من مباراته المئة كان المرة الأولى في عام 2000.
- يعتبر بيكام أول لاعب إنجليزيّ يحصل على بطاقة حمراء مرتين، الأولى في كأس العالم 1998 أمام الأرجنتين، وخرج منتخب بلاده من البطولة لتحمله الجماهير المسؤولية، حتى إن بعضهم حمل لافتات في الكنائس مكتوب عيلها: "الرب يسامح الجميع.. حتى بيكام" في إشارة إلى الخطأ الفادح الذي ارتكبه، والثانية أمام النمسا في مباراة بتصفيات مونديال 2006.
- خلص بيكام من أحزان 1998 وقاد مانشستر يونايتد بشكل رائع للفوز بالثلاثية في إنجلترا، وهي الدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.
- أصبح بيكام أول لاعب إنجليزي يسجل في ثلاث نهائيات كأس العالم، بعدما سجل في 1998 و2002 (في الأرجنتين) و2006 (في الإكوادور).
- شهدت المباراة المئة لبيكام الخسارة بهدف نظيف أمام منتخب فرنسا، فيما شهدت المباراة 50 التعادل مع السويد بكأس العالم 2002.
مواقع النشر (المفضلة)