علق جاكيته
علق جاكيته يمه علق جاكيته ,لقد درجت مثل هذه الأغاني من قبلُ, في مرحلةٍ من مراحل الأردن النضالية مع العدو الغاشم, وكان لهذه الأهازيج دور في بعث النشوة والسرور في نفس المواطن ثم دغدغة مشاعره وتنمية سمو الروح انتماءً و ولاءً لديه ـ المواطن ـ ليبقى زاهيا , وواكب هذه الترانيم مغناة محكية واقصوصة شعرية ( تخسى ياجبان منت ولفٍ لي ولفي شاري الموت لابس عسكري) . لكن سرعان ما تحولت هذه الاهازيج الى دروس عملية مهينة في الحياة الأجتماعية ونمى للجاكيت مفاهيم تعليقية اكثر من تلك المتداولة عزةً وكرامة حتى اصبح تعليق الجاكيت رمزا للظلام بعد النور ,الهروب بعد البسالة, الكسل بعد الكد, التملق بعد الصدق, الأسراف بعد الأقتصاد, التبذير بعد التدبير, النفاق بعد الصراحة , الحزن بعد الفرح , الألم بعد الأمل ,حيث يقوم هذا الموظف بتعليق جاكيت قديم (بالة) على العلاقة في المكتب ليوهم المراجعين انه موجود والدليل هذه هي جاكيته وينتظر المراجع صاحب الحاجة ويطول الأنتظار وهو يناظر الجاكيت وهو يقول بلسان حاله " يا عمار على الجاكيت ويا عمار على اهلها, يا عمار عليك يافلان, ويا عمار عليك يا فلان ,وصاحب الجاكيت لم يأتِ, واخيرا يتضح ان صاحب الجاكيت مجاز. واذا بهذا المراجع من اصحاب ذكريات الجاكيت الذي عُلق على الشجرة اثناء حفر الخنادق ,و الذي عُلق على بوز المدفع, وهو الذي (لوح بالجاكيت تلويحة العودة تلويحة النصر) اذا فأن الأنتظار ليس لصاحب الجاكيت بل للجاكيت. هل ستعود ايام الجاكيت والتلويح به؟ وللأسف قليل من يعرف سر تعليق الجاكيت الذي هو كناية عن تشمير الساعد والتفرغ للعمل وعودة النصر, وخدمة الأردن وفلسطين والأمة,وهي الجاكيت العسكرية جاكيت الشرف والرفعة والعزة والنصر جاكيت الذين ما توانو عن نصرة الأردن وفلسطين والعراق وسوريا, هي جاكيت الذين ماتوا قتلوا ضحوا شهداء دفاعا عن اعراض الأمة وترابها من الهاشميين ومحبيهم ومريديهم وانصارهم,هي الجاكيت التي اعاقت حركة لابسها وصاحبها فخلعها ليقول (هيا ارض الجدود),هي تلك الجاكيت التي علقت في 1948و1967 و 1968و1973 وحرب الخليج الأولى والثانية,ليقول اهلها ولابسوها (لبيك ارض الأشرف),نعم لم ولن يمرغ مفهوم ولن تطال ثقافة هذا الجاكيت ,وسيبقى ثمنه ورمزه واسمه في الأعالي, لأنه لم يكن يوما على المزاد ولم يكن يوما للبيع ولا للأستئجار او للضمان او حتى للقياس او التجربه ,لم يكن هذا الجاكيت للمبادلة او المحاصصه, بل للمشاركة و لكل من اراد الدفأ باحثا عن والأمن الأمان, انه جاكيت اهل العزم, ازراره مصفوفة كأهل الهمة والثورة الكبرى, صوفه من جبة هاشم, اكمامه من الأردنيين في طابور اركان الشرف والتضحية, حجمه مقاس واحد لكل الأردنيين من ادناها لاقصاها من عرب وعجم, جاكيت متجدد لن يبلى على مر الأزمان والأحداث بصفاء لونه ونقاء خيوطه وبريق ازرته,البس هذا الجاكيت ففيه الوفى والدفى والكفى والعفى.(جاكيت كلنا الأردن)
القلمي جعفر المعايطه
مواقع النشر (المفضلة)