دونوا " يومياتكم " بتفاصيلها المملة إن أردتم ، مرفقةً بالتاريخ والساعة ، أو باليوم فقط . واجعلوا الحديث سلساً فصيحاً وكما تشاؤون أغدقوه بأفكاركم . لا شروط ؛ فنحنُ هنا في المنتدى الثقافي لنكتب بثقافة وأدب..والموضوع حصري لمنتديات الحصن الأردنية الرجاء عدم النقل .فمذكراتنا ملكنا نهديها لمنتدانا فقط ..وليس سواه
احلام
مشرفة المنتدى الثقافي سابقاً
بسم الله نبدأ
1 - ايلول-2010 الموافق 22 رمضان
الساعَة : السادسة والنصف صباحاً..
صَوت فيروَز .. تَشدو هُنا وهُنَاك ..
وأردِد معهَا .. { ربما نلتقي غداً ونغني .. لحنَ حُبٍ غِناؤهُ مستطاب ..جميلَة هي تِلك الكِلمَات .. لطالمَا راقَت لي ..
وكيفَ وهيَ مِن كلِمَات الراحِل جُبران خليَل .. أسطورَة الأدَب كما أحِب أن أسميَه ..
وألحَان العِملاق .. محمَد بن عبد الوهَاب !
بقيتُ بالامس وحيدَة طوال ساعاتِ الصُبحِ الأولَى .. وكان الهُدؤ هوَ المُخيم على تِلك الأجواء الكئيبَة نوعاً ما ..
امسكتُ الهاتِف وأصبحتُ ابحَث مِن بينِ الأرقَام عَن ذاك الرَقم .. والذي كُنت أحفظه يوماً ما .. وعَن ظهرِ قَلب
ولَم أظُن أن ثلاث أعوام مضَت .. قَد تكون كفيلَة لِ نسيانِه بَل مَحوِه .. !
حتى لم أظُن ان ذَكرى تِلكَ الأيَام قد لأتُمحَى .. ولا تزول ..
تِلكَ الملامِح الصامِدَة والتي شهِدَت أخِر لِقاءٌ بيننَا .. ( يومَ وفَاة والِدتِهَا ) ..!
لَم أكُن أرغَب في البقاء .. حينمَا هممتُ مَع والِدتي لِ زيارتِهِم وتقديم واجِب العزاءِ لهَا .. كانَت كما عهدتُها صامِدَة مُحتسبَة .. ظننتُ ان ذلِك قوَة وعزيمَة كما عهدتُهَا دائِماً
ايزاء المواقِف الصعبَة .. ولم أعلَم انهَا الصدمَة ! ..
لم تتجاوَز زيارتي دقائِق معدودَة .. حتى طلبَت مني والِدتي النُهوض والأنصِراف
ضممتُها إلي .. وكانَ الِقاء الأخير بيننَا .. مرت أيَام الحُزن سريعَة في ذاك الوَقت .. وبعدَ إنتِهَاء ايام العزى بِ وَقت .. هاتفتُها
لِ أطمئِنَ عليهَا .. ففَاجأتني بِ طريقَة أخرى .. وصوت أخر .. وأسلوَب مُختلِف .. حتى صرخَت بي .. وأصبحَت تبكي
ويتبَع ذاك البُكَاء نشيَج مُتقطِع .. حاولت الهُدؤ والتماسُك أكثَر .. كنت أريد أن أعلَم مابِهَا .. حتى أسمعتني تِلكَ الكلِمَات والتي تمنيت المَوت
على أن تخترِق سَمعي .. تحدثَثت عن تقصيري معهَا وإهمالي لهَا في ظرفٍ صَعب كوفَاة الوَطنِ ( والِدتَها ) ..
علمت حينهَا بِ أني على خطأ وماكُنتُ أراه مِن ذاك الصمود لم يكُن سِوى صدمَه وليسَ قوَة ..
أعلم حَجمَ إهمالي لهَا في تِلك الفترَة والتي كانَت أحوَج لي مِن غيرِهَا ..
ولكِن هل يحُق لهَا في هذا أن تتهِمني بِ البُروَد .. هَل استطاعَت ان تنسى كُلَ العهوَد ؟ لِ تتهِم صداقتي بِهَا منذُ ايَام الطفولَة وحتى الِكبَر !
تسليَة ولعِب ! ..
مررتُ حينهَا بِ الكثير مِن الألَم والنَدم لِ اهمالي لهَا تِلك الأيَام ورؤياي للأمر بِعَكس ماهوَ عَليَه !
في تِلك الأيَام .. وقبل الثلاثِ أعوام .. هاتفتُها مِراراً وتِكراراً وكانَت تتعمَد أسلوب ( البُرودِ معي ) لا أعلَم هَل هو عِتاب أم هوَ إنتِقام .. أم تعامُل بِ المُثل لِ تُشعِرني بِحجم الخطأ الذي أرتكَبت
حاولت بِ شتى الطرق أن أصلِح ماكُسِر بيننَا .. ولكِن لافائِدَة !
حَتى كانَ التِحاقي بِالجامِعَة .. ودخولي إلى عالَم أخَر .. والمسؤوليَة أصبحَت أكبَر ..
فأصبحَت تِلكَ المُحاولات تتلاشى شيئاً فَ شيء .. كُلمَا قابلني البرود .. الذي كان يواجِه حمَاسي في إِعادَة المياه إلى مجاريهَا كُلَ مرَه
أنستني الأيَام ومشاغِلهَا تِلكَ الملامِح !
وهاهيَ الذِكرَى تعوَد إلي مرَه أخرى .. بِ نفس الحنيَن .. وفي تِلكَ الساعَة تحديداً ..
وما إن همَمت للإتصَال حتى أصبحَت الأفكَار تتزاحَم في رأسي ..
هَل كانَت الثلاثَة أعوام كفيلَة لِ نسيَاني !
أم كانَت كفيلَة في نسيَان ردَة الفِعلِ تِلك .. !
لا أعلَم .. ! ولكِن ما افهمه جيداً هو أني أصبحتُ أقَل جُرأة مِن ذي قَبل ..
وَ أُكمِل .. { وَغداً تنتبت الرياض زهوراً .. ويعودُ الهَوى لنا والشباب .. كُلمَا طال بُعدنا زِدتٌ قٌرباً .. يجمَع الحرف بيننا والخِطاب .. !
انتهى
أتمنى أن تكون هذة المساحة في منتدانا دفتر مذكراتكم الالكتروني ..
بانتظاركم احبتي
احلام
مواقع النشر (المفضلة)