غزة-دنيا الوطن
قال الصحفي العراقي منتظر الزيدي، صاحب رمية الحذاء الشهير على الرئيس الأمريكي جورج بوش، إنه خطط لعمل مشرف يواجه به بوش ويدخله التاريخ، وذلك في رسالة تركها لأصدقائه قبل ذهابه للمؤتمر الصحفي- كما أكد مصدر عراقي مطلع لـ"العربية.نت".
وفي تطورات قضية الزيدي، قال نقيب الصحفيين العراقيين فقد أكد لـ"العربية.نت" إنه علم من مصادر رفيعة بإحالة الصحفي منتظر الزيدي من قناة "البغدادية" إلى القضاء دون توضيح طبيعة التهم الموجهة إليه، فيما ذكر مصدر عراقي مطلع إن الزيدي تعرض للضرب الشديد وتم خلع ملابسه مع 4 مع زملائه من القناة أطلق سراحهم لاحقا بعد تدخل السفارة الأمريكية من أجلهم.
رسالة الزيدي
وكشف مصدر عراقي مطلع للعربية.نت إن منتظر الزيدي معتقل لدى الأمن التابع لرئيس الحكومة، مشيرا إلى أن موضوع الإحالة للقضاء لا تعلم به قناة البغدادية والتي رغم ذلك تبرعت بأربعة محامين أجانب واثنين من العرب للدفاع عن الزيدي، كما تبرع وجهاء عشائر بمحامين للدفاع عنه.
وقال المصدر " إن الزيدي لم يكن مكلفا بالذهاب إلى المؤتمر الصحفي، إلا أنه قرر اللحاق بأربعة من زملائه، وكان قد ترك قبل أيام رسالة لأصدقائه محتواها أن سيقوم بعمل يذكره التاريخ عليه بين أصدقائه وفي الوطن العربي وأن سيقوم بعمل مشرف للعراقيين عند دخول بوش للعراق بأي لحظة".
واشار المصدر إلى أن والدة منتظر دخلت المستشفى بعد تدهور وضعها الصحي اليوم، كاشفا عن أن عملية الاعتقال شملت أربعة أخرين من قناة البغدادية حضروا المؤتمر الصحفي وهم مصوران ومراسلان غير الزيدي، وأحد المصورين هو نجل الفنان الكوميدي العراقي جاسم شرف".
وأوضح " لقد تعرضوا جميعا للضرب الشديد وتمت تعريتهم ، وتدخلت السفارة الأمريكية لإطلاقهم باستثناء منتظر الذي بقي معتقلا فيما أطلق الأخرون".
وأكد المصدر أن الزيدي "شيوعي لا علاقة له بالتيار الصدري إلا أن تغطيته الصحفية لمعارك جيش المهدي مع الاحتلال في مدينة الصدر جعلت الناس تعتقد أن من المحسوبين على التيار الصدري".
إحالته للقضاء
وصرّح مؤيد اللامي، نقيب الصحفيين العراقيين، "للعربية.نت" أنه علم من مصادر رسمية رفيعة بإحالة الصحفي منتظر الزيدي للقضاء العراقي دون أن التمكن من معرفة طبيعة التهم الموجهة ضده.
وأضاف متحدثا عن موقف النقابة مما جرى " نسعى للحفاظ على حياته وكرامته ونحن نعمل لحريته وفق قانون العفو العام ومنتظر لم يسجل في ماضيه أنه اساء لأحد". وتابع " ما حصل يعبر عن احتقان شخصي رغم أنه ليس من أدوات العمل الصحفي، وطلبت زيارته وأنتظر الجواب".
تاريخ الضرب بالحذاء
وفي سياق ردود الفعل الصحفية على حادثة إلقاء الحذاء على جورج بوش من قبل صحفي ترك أدواته الصحفية ولجأ للحذاء، تنوعت هذه الردود بين مؤيد ومعارض لها رغم التأكيد على وجود تقليد لدى العراقيين باللجوء للحذاء في مناسبات عديدة.
وفي إطار حديثه عن "تقليد" الضرب بالحذاء في العراق، قال الصحفي العراقي نجاح محمد علي لـ"العربية.نت" إنه في "في عام 1999 بعد قتل آية الله العظمة محمد صادق الصدر ابو مقتدى تعرض السيد محمد باقر الحكيم إلى اعتداء بالأحذية في مسجد في قم، عندما كان حاضرا في مجلس فاتحة لتأبين السيد الصدر، وقيل آنذاك أن رجال المخابرات العراقية وراء هذا الموقف لتحريض أنصار الصدر، وقيل أيضا أنهم أنصار الصدر، وحينها عفا الحكيم عنهم وسامحهم لذلك على الحكومة العراقية العفو عن الزيدي".
وتابع "كذلك هناك شخصية أبو تحسين الشهيرة الذي أخذ بضرب صورة صدام حسين عند سقوط النظام وهو تعبير انفعالي، كما أن النظام سبق له أن قام برسم صورة لبوش الأب في مدخل فندق الرشيد من أجل الدوس عليها ".
واشار أيضا " إلى رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي الذي تعرض للضرب بالأحذية من قبل التيار الصدري".
وقال نجاح علي "الزيدي فعل ذلك من كونه مواطنا وليس صحفيا حيث استفز من قبل بوش الذي كان يتحدث عن انتصار وهمي خاصة أن هذا الصحفي من منطقة مهمشة هي مدينة الصدر المدينة الأكثر بؤسا في العراق..وأنا كصحفي أرفض هذا الاسلوب لكن اطالب بالافراج عنه والتعامل معه بروج إيجابية وإدانة الاعتداء الذي حصل عليه".
وبدوره قال فايز الصايغ، رئيس التحرير السابق لصحيفة "الثورة" الحكومية في سوريا، للعربية.نت إنه "لكل موقف ظروفه الخاصة وما كان في صدر هذا الصحفي لا يعرفه إلا هو، وفي لحظة تتالت تداعياته النفسية وهو يرى رئيس الدولة التي احتلت أرضه وشردت شعبه في أخر زيارة وداع فيبدو أنه لم يجد وسيلة للتعبير عن سخطه وسخط أبناء بلده إلا هذه الطريقة ،وتسجل هذه الواقعة له بصرف النظر عن الاسلوب".
وأضاف " ما دام الرئيس الأمريكي قال بأن هذه الطريقة ديمقراطية بزمن ديمقراطيته التي يريدها هو، لذا عليهم أن يتعاملوا مع الرجل بديمقراطية ولكن هذا لم يحصل تم دوسه بأحذيتهم كما شاهدنا ".
وتابع " كصحفيين نتضامن معه ونطالب بالإفاراج عنه ومحاكمته طليقا ..والراي عام برر له هذا الاسلوب بسبب احتلال بلده ".
وأما أمين قمورية، من صحيفة "النهار" اللبنانية، فقال للعربية.نت إنه " الصحفي العراقي تصرف كإنسان يعاني من الاحتلال وفي ظل هذه الظروف لم تعد الكلمة تنفع خاصة أن سبق وتم سجنه، فلا بد من طريقة ما يعبر عما يجري ".
وقال "لا أؤيد مثل هذه الطرق ولكن بالعراق وفلسطين لا يوجد منطق وبالتالي أي سلوك سوف يصبح سلوكا طبيعيا.. ولكن بنفس الوقت لا ألومه وأتمنى لو كنت مكانه فالاستبداد بكل أنواع في المنطقة يجعل رد الصحفيين غير طبيعي بسبب غياب المنطق".
مواقع النشر (المفضلة)