ـ 7 ـ
أريد أن ألثم يديك ...
قبل أن تفرغ أكواز العسل
و أن أتصالح مع شفتيك .
قبل أن يرحل موسم شقائق النعمان ..
و أن أعلمك أوزان الشعر
قبل أن يقتلوا الخليل بن أحمد الفراهيدي ! ! ...
ـ 8 ـ
أريد ...
أن أنام في جوف راحتيك الصغيرتين ...
قبل أن نصبح ـ أنت و أنا ـ
أعضاء في نادي العراة
و أقلية مضطهدة
في وطن يتدحرج ككرة البلياردو
تحت سواحل البحر الميت .
ـ 9 ـ
أريد ...
أن أسمعك قصيدة حب واحدة ..
فهذه فرصتي الثقافية الأخيرة
قبل أن يسجلوا صوتي
و يراقبوا هاتفي ..
ويراقبوا هاتفي ...
ويختموا بالشمع الأحمر ذاكرتي ...
هذه فرصتي الأخيرة ...
حتى أدافع عنك ... وعن حريتي
وعن زمن الشعر ... و الياسمين ...
ـ 10 ـ
أريد أن أحتفظ بآخر قميص كبرياء ألبسه
قبل أن يرموني كيوسف في غيابة الجب ...
و يكتموا خبر موتي ... عن أبي ...
ـ 11 ـ
أريد أن ألتصق بك قليلا ..
حتى أشعر بشيء من الدفء
وشيء من الأمان
وشيء من الكبرياء
و حتى أشعر أن هناك امرأة ...
تستطيع أن ترمم هذا الخراب
الذي يتراكم فوق قلبي ...
وفوق دفاتري ..
ـ 12 ـ
ربما كان الحب يا سيدتي
تعويضا عادلا .. عن هذا السقوط القومي
الكبير ...
وربما كان زورق النجاة الأخير ...
في بحر الكراهية العربي ...
وطوفان الشعوبية الجديدة ...
ـ 13 ـ
إن العالم كله يدور من حولي
و الصفقات المالية تعقد من ورائي
و المقاولون يملأون فنادق المنطقة ...
و البيع و الشراء في أوجه
و الدولارات تتناثر ...
و الضمائر تتناثر ...
و السماسرة يعدون الوثائق الرسمية ...
لبيع التاريخ ...
ـ 14 ـ
إن المشهد سينمائي حقا ...
فثمة دولة من أقاصي الخليج
لم يسبق لها أن جرحت إصبعها
في أية حرب مع إسرائيل ...
تتبرع بكتابة أول رسالة غزل مكشوف إليها ...
قبل عيد فالنتاين بوقت طويل ...
ـ 15 ـ
وثمة دول ...
أخذتها نوبة من النوستالجيا
إلى رحاب المسجد الأقصى
فرمت سفراءها بالباراشوت ...
ليحطوا سلاما على حائط المبكى ...
باعتبارهم من أهل العروس ! ! ...
حتى لا تضيع عليهم علبة الملبس ...
وفرصة التقاط الصور التذكارية ! ! ...
مواقع النشر (المفضلة)