نظرت نهله الى نفسها بالمرأة وسط نظرات الجميع ورات انعاكس صورتها فابتسمت وكانها ترى نفسها لاول مرة بحياتها كل شي متناسق مكياجها طرحتها البيضاء حتى مكستها ذات الزهور الحمراء كلها متناسقها ، ارادت ان تقول لنعكاس صورتها على المراة: شكرا، لكنها صمتت واستدارت لترى عيون النساء من حولها قد امتلئن بالدموع ، تجرنا الحياه دوما داخل دومات لم تكن في الحسبان ،
حين التقته
كانت تسير مع احدى صديقاتها تذكر انها لمحت من بعيد ينظر اليها فتراهنت معها على انه ينظر اليها ام لصديقتها وتجاهلت الموضوع تماما ودخلت محاضراتها دون ان تنظر لوجهه تماما ، يذكر انه عندما رأها اول مرة لم يستطع ان يزيح عيونه عنها كانت كشيء دافئ غطى روحهه والقت حول اجنحت قلبه ، وكانها اسرته ووضعت حول عيونه وروحه اغلال من عشق للابد .
من بعيد بدات عشقه ينمو لا لم يرد ان يعرف اسمها ولا ماذا تدرس وكانه فضل ان يعشها بدون اسماء ، ماذا سيكون اسمها ؟ وهل لتلك الروح الطائرة البريئة اسم كالبشر ؟، ثم شئ فشئ بدا يقترب منها هيه لا تذكر متى وكيف لكن نظراته التي بدات تخنقها بدات تضايقها
فقررت ان تختفي من امامه ولم تكن تعلم بانها تحرمه من انعاش روحه اليومية ، وهيه ايضا علمت انها بدات تشتاق لتلك النظرات
وكانه روحها اعتادت على ان ترقب من بعيد ، انتظرته يوميا لكنه لم يكن هناك بحثت عينيها عنه وعندما راته قد جاء لم تستطع ان تخفي ابتسامت علت وجهها وكانها تأكدت انه هنا من جديد لاجلها .
وبدات تلك القصة كان طالبا في السنة الثانية وكانت هيه كذلك والحياة الصعبه امامها لا معيل له ليزوجه ولن ترضى عائلتها به كعريس لها كانت حقيقه معروفة ، لكنهما تجاهلاها وعاشا حبهما .
اقتربت امها منها وضمتها قائلتا لها : مبارك يا عمري اخيرا اراكي عروس
لم تتكلم بل اخذت تسمع التهنئات من الجميع ثم خرجت لتجلس على اللوج .
اما حسان كان ينظر سيارته بفارغ الصبر وعندما جاء اخوة بالسيارة المزينة اخذ يقول ضاحكا : ماذا ا عريس ؟ اتاخرت ؟
نظرت اليه وجلس بالسيارة غاضبا وهو يقول : اين الجميع اليس من المفروض ان نكون بالفاردة؟
ابتسم اخوه واخذ يقود ، عندما جاء حسان ليطلب يدها كانت نهله تعلم ماسيدحث تعلم انه سيرفض لكنهما خاطرا
تقدم هو بطلبها و رد والدها بانه ليس عنده فتيات بسن الزواج
يومها بكت بحرقة بكت واحست انه روحها انتشلت منها عندما ارسل لها رساله ليقول لها انها سيسافر وان عليها ان تنساه
احست انه تخلى عن احلامها عند اول عائق وانها هيه التي وعدته ان تبقى قربه وان تقاتل معه ، لم ترد على رسالته
انتظر ان تشتمه ان تقول له لا ترحل ان تودعه لكنها لم ترد على رسالته لم ينم طوال تلك اليلة وفي الصباح حمل حقائبه وغادر بيته
كان يقود و بقربه اخوه الصغير لم يتكلم معه ولا كلمة طوال المسافه وعندما بل كان ينظر لهاتفه هل سيرن هل ستودعه؟
نظر الى اخوه الذي قال له : انت جبان
نظر حسان اليه وتفاجئ لكنه لم يكن يقوى على ان يدافع عن نفسه ،لقد تخرج ولم يجد اي وظيفه انتظر 6 شهور لكن الخطاب الذين بدؤوا بالتوافد لمنزل نهله جعلوه يقدم على خطوة خطبتها الفاشله ، والان بعد ان تم رفضه وتبدد حلمه لماذا يبقى ويربطها به للابد
اراد ان يهاتفها ويسمع صوتها للمرة الاخيره لكنه لم يستطع ،كل شيء ضده العادات والتقاليد والمادة والده لا يستطيع ان يزوجه فتكاليف دراسته وحدها كانت مكلفه ،وقبل ان يصل الى المطار كانت صورتها قد علقت امام عيونه ، هل سيطيع فعلا ان يكون بهذا الجبن ويترك حلمه ؟
هل هذه النهاية؟
غير مسار سيارته ولم يناقشه اخاه ابدا بل ابتسم ،كانت نهله تجلس في غرفتها ولم تكلم احدا كانت تعلم انه ان غادر البلاد ستحس بذلك
كانت نتنظر منه ان يهاتفها ولو للمرة الاخيرة ان يطلب منها ان تنتظره وتقسم له حتى لو كذبا بانه ان عاد يوما سيجدها ، هيه اعتادت على وجوده قربها ولم تتقن شيئا يوما غير حبه، لم تعد تذكر كيف كانت حياتها في السابق بدونه ، هل يعقل انه سيغادر حتى دون ان تتعلم كيف هيه السماء الزرقاء بدون حبها له ، وكيف هو الليل بدون حلمها به ، ايعقل انها اقوى منه لدرجة انه سيغادر تاركا معها كل شيء حتى اماكن لقائهما ؟
كانت تلك الاسئلة تقتلها لا تسال داخلها ، لا تذكر بماذا شعرت عندما سمعت فجئة صوتا من الخارج ينادي عليها باسمها وبصوت عالي : نهله اانتي هنا اخرجي الان ان كنتي تسمعيني .
لوهله توقعت انها بدات تهذي او انها جنت فعلا : خرجت للشرفة فكان هو حسان يقف في الاسفل
تجمع الكل في شرفاتهم وهيه نظرت اليه مصدومة واخذ يقول : انا اسف حبيتي ، كنت ساتركك واغادر كنت ساخون عهد قطعته يوما لك بان لا اكون سوى لك ، لا يهمني ان لم المك المال الان ولا الوظيفة ولا يهمني ماذا سلاقي حتى ابقى معك ما اعرفه اني ساكون لك وانتي لي سمعتني جيدا ، لن اسافر ولن اتركك ولن يقترب من منزلك خاطب .
نظر والد نهله اليه والى ابنته التي بدأت عينيها تشرقان من جديد .
نزل حسان من سيارة العرس وانتظر نزول نساء الفاردة من بيت العروس ، كانت نهله تمسك يد والدها بثوبها الابيض تحمل زهورا حمراء ، لم يصدق عينه ابدا من هذه اللحظة ستكون له ، نظر لعينها وقال لها بقلبه : اتسمعيني ؟ تبدين جميلة جدا يا عمري .
استغربت للحظة ثم قالت: نعم اسمعك ؟ كيف اسمعك وسط هذه اللجة وبدون ان تتكلم ؟وان تحرك لسانك؟
_ لا داعي بعد اليوم يا حبيبتي ان نستخدم الحورف دوما ، ها انت تقتربين مني وبعد لحظات سامسك يدك .
_ هل ستكون الامور بخير ؟
_ هذه حياه لا اعدك بشيء الا ان اكون معك .
_ سنواجهه احيانا المرض والحزن
_ ونواجه الفرح ساعات والامل
_ وسيكون لدينا بيتنا
_ واحلامنا
_ هل ستبقى تسمعني بهذه الطريقة ام سياتي يوم تصاب بالصمم حتى لو استخدم الحورف ونطقتها ؟
_ ان نسي احدنا كيف يسمع قلبه المتحدث على احدنا ان يعلمه من جديد
_ والكمال ؟
_ لست بالرجل الذي يتصف بالكمال لكن بوجودك ان انسان كامل
واقترب والد نهال ووضع يدها بيده ، كانا يعلمان جيدا انها البداية لكل شيء وانه الحياه ستخبئ لهما دوما احزنان مختلفة
لكنهما معا ومن منا يكره ان يتالم وهو قرب من يحب ، سارا معا وركبا السيارة وسط موكب من الفرح والزاغريد
هي قربه تعلم ان الحياه لن تكون دوما وردية وهو قربها يعلم انها امانة برقبته ،هي تعلم انها عليها ان تضحي لاجله احيانا
وهو يعلم انه سيخسره جزءا منه احيانا اخرى ، لكنهما الان معا اتحدت احلامهما وتوحدت ارواحمها ، لا احد يعلم ما حدث بعدها ولا يهم
فيكفي انهما الان معا بقدر احلامهما وبقدر امانهما هما معا .
فالحب الذي يتوج بالزواج هو حب سرمدي محاط باغشية من الاحلام تولد كل يوم من جديد ، وتغطى كل يوم باغطية من عشق ملون بأرواح كل من احب ولم ينل .
أميرة قوس النصر
مواقع النشر (المفضلة)