الملك يستمع إلى رد مجلس الأمة على خطاب العرش السامي



الأعيان) و(النواب) يقدرون الجهود الملكية للنهوض بالوطن

عمان -بترا - رفع مجلس الأمة امس رده على خطاب العرش السامي الذي تفضل جلالة الملك عبدالله الثاني بإلقائه في الخامس من تشرين الأول الجاري، إيذاناً بافتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة الخامس عشر.

مجلس الاعيان
وقال رئيس مجلس الأعيان زيد الرفاعي في رد المجلس الذي القاه أمام جلالة الملك عبدالله الثاني في قاعة العرش في قصر رغدان العامر، أن مجلس الأعيان سيكون الداعم والسند للحكومة لتتمكن وبتوجيهاتكم السامية وبمساندة الشعب الأردني الوفي كله، وبالتعاون والتنسيق والتشاور مع السلطة التشريعية، من تنفيذ جميع برامجها في المحاور ذات الأولوية.
وأكد أن مجلس الأعيان يقدر عاليا رؤية جلالة الملك بضرورة ربط التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالتنمية السياسية، من أجل توسيع قاعدة المشاركة في عملية صنع القرار وتنفيذه، وتعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة وتكافؤ الفرص، بانتهاج أسلوب إدارة محلية لا مركزي.



وقال إن مجلس الأعيان يشيد بتأكيد جلالتكم على أن الإصلاح الاقتصادي سيبقى من الركائز الرئيسة والأساسية لبناء اقتصاد وطني قوي ينعكس بشكل إيجابي على مستوى معيشة الأردنيين.
وأوضح أن توسيع المشاركة السياسية على المستوى الوطني الشامل هو أحد الأهداف الرئيسة لمسيرة التنمية والعطاء التي يقودها جلالة الملك.
وقال لقد بذلتم جلالتكم جهودا خيرة من أجل حث مختلف فئات المجتمع وبخاصة قطاعي المرأة والشباب على المشاركة والانتخاب ودخول ميادين العمل العام.
وقال رئيس مجلس الأعيان أن الأردن بقيادتكم الهاشمية هو الأمين على مبادئ الثورة العربية الكبرى، الحريص برسالته ومكانته على استثمار علاقاته الدولية وتوظيفها لخدمة قضايا أمتيه العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية لافتا إلى حرص جلالته على دعم الشعب العراقي الشقيق.
وفيما يلي نص رد مجلس الأعيان على خطاب العرش السامي:- بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله النبي العربي الهاشمي الأمين حضرة صاحب الجلالة الملك الهاشمي عبد الله الثاني إبن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه ، وأعز ملكه وأيده بنصره : يتشرف مجلس الأعيان، وهو يمثل بين يدي جلالتكم في عرين الهاشميين، وبيت الأردنيين الأوفياء المخلصين لجلالتكم ولعرشكم الهاشمي الخالد، أن يرفع إلى مقام جلالة سيدنا وافر الشكر، وعميق الامتنان والعرفان لتفضلكم بافتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة الخامس عشر، بإلقاء خطبة العرش السامي التي حددت معالم المرحلة المقبلة، ومنهجية التعامل مع متطلباتها،معاهدين جلالتكم أن نكون كوكبة طلائعية متقدمة في ركب العـطاء الذي تقودونه بعزيمة وتصميم واقتدار ، وعلى السير قُدما بقيادتكم المُلهَمة ، للإسهام في بناء دولة المؤسسات، التي ورثت رسالة الثورة العربية الكبرى، بقيادة أحفاد هذه الثورة العظيمة وريادتهم، الذين نذروا أنفسهم من اجل رفعة الأمة والوطن، وكرامة شعبه المخلص ، الوفي لمبادئ تلك الثورة ورسالتها النبيلة ، مستمدين من شجاعتكم وحكمتكم وسعة أفقكم ورؤاكم الخيرة النبيلة العزم والعزيمة للمضي نحو المستقبل الواعد الذي أراده الهاشميون الأبرار ، الذين توارثوا حمل الراية ، وصنعوا لأمتهم مجدا سيبقى على الدوام مبعث فخر واعتزاز.
كما يعاهد المجلس جلالتكم أن يكون الداعم والسند لحكومتكم الرشيدة ، لتتمكن ، بعون الله وبتوجيهاتكم السامية وبمساندة الشعب الأردني الوفي كله، وبالتعاون والتنسيق والتشاور مع السلطة التشريعية، من تنفيذ جميع برامجها في المحاور ذات الأولوية.
صاحب الجلالة الملك المعظم.
لقد أكدتم جلالتكم في خطبة العرش السامي ان الجانب الاقتصادي ، وبخاصة في بعده الإجتماعي ، ما يزال يتصدر أولوياتكم ومحور اهتماماتكم ، فالتحديات في هذا المجال كبيرة ومتعددة، وقد أفرزت جزءا منها موجة الغلاء العالمية ، وسلسلة الزلازل الاقتصادية والمالية التي تضرب العالـم كله.
إننا ، يا صاحب الجلالة ، نقدر عاليا جهود جلالتكم التي بذلتموها ، وماتزالون ، داخليا وخارجيا ، والتي هيأت لمملكتنا العزيزة كل مستلزمات السير على الطريق الصحيح ، باتجاه النهضة الشاملة ، التي هي ثمرة عطاءاتكم الخيرة ، وجوهـر رؤاكم الثاقبة.
جلالة قائدنا الغالي .
إن مجلس الأعيان يشيد بتأكيد جلالتكم على ان الإصلاح الاقتصادي سيبقى من الركائز الرئيسة والأساسية لبناء اقتصاد وطني قوي ، ينعكس بشكل ايجابي على مستوى معيشة الأردنيين.
كما يشيد المجلس بالتزام حكومتكم بتقديم الخدمات الأساسية، وبأفضل المستويات ، للمواطنين وبالشكل الذي يلبي احتياجاتهم وأولوياتهم ، والعمل لتوحيد مستوى الخدمات الصحية والتعليمية في العاصمة والريف والبادية والمخيمات ، وضمان توزيع جغرافي عادل لعوائد التنمية ومشاريع البنى التحتية ، وتطوير علاقـة وزارة العمل بصندوق المعونة الوطنية ، بحيث يتم إشراك أبناء الأسر المستفيدة في برامج التدريب المهني لتأهيلهم لدخول سوق العمل ، والمساهمة في كل الأنشطة الاقتصادية.
إن تأكيد خطبة العرش السامي ، يا صاحب الجلالة ، بأن الحكومة ستلتزم بكل ما يوفر الاستقرار والطمأنينة للمواطن الأردني ، وتنفيذ منظومة الأمان الاجتماعي ، وتوسيع مظلة التأمين الصحي ، والاستمرار بالمبادرة التي أطلقتموها جلالتكم سكن كريم لعيش كريم وبقيتم تتابعونها لحظة بلحظة وخطوة بعـد خطوة ، مصرين على إتمامها خلال السنوات الخمس المقبلة ، تشكل جميعها لبنات صلبة في إعلاء بنيان وطننا العزيز.
لقد أكدتم جلالتكم أن الإزدهار الإقتصادي يتطلب تنفيذا فوريا لمجموعة من الإجراءات التي تضمن الإستقرار المالي، وتعزز البيئة الإستثمارية.
وكما تفضلتم جلالتكم، فإنه لا بد من ضبط مستويات التضخم لحماية المواطن من زيادة تكاليف المعيشة، وربط مستويات الرواتب والتقاعد بمعدلات التضخم، وتفعيل سياسات مصرفية تضمن سلامة الأجهزة المصرفية وسمعتها ، والتقدم إلى مجلس الأمة بقانون ضريبة جديد يحفز القطاعات الواعدة ، ويساهم في تعزيز البيئة الاستثمارية ، مع اتخاذ الخطوات الضرورية للاستمـرار في تشجيع الاستثمارات وجذبها ، وبخاصة العربية الخليجية ، وتوفير كافة متطلبات البنى التحتية في المناطق التنموية في معظم أرجاء المملكة ، إضافة إلى إعتماد أسلـوب التخطيط الوظيفي في القطاع العام ، القائم على مبادئ الجدارة في الترقية ، وتعيين ذوي الكفاءات والمواهب المتميزة من مختلف محافظات المملكة ، مع الإعتمـاد على التقييم المستمر والتدريب المتواصل.
وما مبادرة جلالتكم الكريمة، وأنتم تعيشون هموم شعبكم ، وتسهرون على رعايته ، بتوجيه الحكومة لزيادة الرواتب إبتداء من مطلع العام المقبل ، وتثبيت هذه الزيادة في موازنة عام 2009 بالإضافة إلى رفع الحد الأدنى للأجور بما يوفر عيشا كريما لشريحة واسعة من المواطنين ، إلا إحدى مبادراتكم المباركة الخيرة التي مازلتم تنعمون بها على أبناء شعبكم الوفي.
صاحب الجلالة الملك المعظم.
إن تحقيق الأمن الغذائي الذي أكدتم عليه جلالتكم ، واعتبرتموه من أهم الأولويات ، هو احد أركان الاستقرار وإن ما يعزز هذا الاستقرار في وطننا الأغلى هو حرص جلالتكم الكريم على رعاية المزارعين والعاملين في مجال الثروة الحيوانية ، وتأكيدكم الحازم على تنفيذ البرنامج الشامل لتطوير البادية الأردنية ، وعلى مواصلة حكومتكم الرشيدة دعم الخبز ، وضرورة تكامل الأمن الغذائي مع الأمن المائي، وعلى الإسراع في تنفيذ برنامج الطاقة النووية للأغراض السلمية، وتنفيذ مشروع الصخر الزيتي، مما سينعكس إيجابا على الأردنيين جميعا ، الملتفين حول قائدهم بتفان وإخلاص.
جلالة سيدنا المفدى.
ان تركيز جلالتكم على أن أي تقدم يرتبط بوجود بيئة قانونية وقضائية ، تضمن سيادة القانون ونزاهة القضاء واستقلاله ، بالإضافة إلى وضع التشريعات الكفيلة بتسريع إجراءات التقاضي، والإلتزام بمبدأ الفصل بين السلطات، هو تأكيد على أن المملكة الأردنية الهاشمية هي دولة الدستور والقانون والمؤسسات.
يا صاحب الجلالة.
ان مجلس الأعيان ، يقدّر عاليا ، رؤية جلالتكم بضرورة ربط التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالتنمية السياسية، من أجل توسيع قاعدة المشاركة في عملية صنـع القرار وتنفيذه ، وتعزيـز مبادئ الشفافية والمساءلة وتكافؤ الفرص ، بانتهـاج أسلوب إدارة محلية لا مركزي.
وكما وجهتم جلالتكم ، فان مجلس الأعيان سيتعاون مع الحكومة على إعادة دراسة توصيات لجنة الأقاليم ، ووضع تشريع يستند إلى هذه التوصيات بهدف تمكين المجتمعات المحلية من تحديد احتياجاتها التنموية، ومتابعة تنفيذ برامجها.
ان توسيع المشاركة السياسية على المستوى الوطني الشامل هو احد الأهداف الرئيسة لمسيرة التنمية والعطاء التي تقودونها جلالتكم وقد بذلتم جهودا خيرة من اجل حث مختلف فئات المجتمع ، وبخاصة قطاعي المرأة و الشباب ، على المشاركة والانتخاب ودخول ميادين العمل العام.
ويتطلب هذا الأمر ، كما تفضلتم جلالتكم ، من جميع المكونات الاجتماعية ، والأحزاب والمنظمات غير الحكومية المساهمة في ترسيخ ثقافة الديمقراطية، واعتماد الحوار وسيلة للتواصل الحضاري، ورعاية حرية الفكر والإبداع، وتعظيم المشاركة الشعبية.
وفي هذا المجال فان جزءا من المسؤولية يقع على كاهل الإعلام الوطني، الذي عليه أن يتمسك بمبادئ المهنية والموضوعية، باعتباره احد ركائز مجتمعنا الديمقراطي، مع التأكيد على أن الصحافة مهنة رفيعة، لها رسالتها النبيلة، ودورها الهام في صون المصلحة الوطنية العليا وحمايتها، بعيدا عـن التضليل ، وتحويل الرأي الشخصي إلى حقيقة عامة.
صاحب الجلالة القائد الأعلى.
إن قواتنا المسلحة ، الجيش العربي المصطفوي، ومعها الأجهزة الأمنية، وهي مـدرسة الشجاعة والوطنية والكفاءة والمناقبية، ومفخرة الأردن ودرع الوطن وسياجه المنيع، والعيون الساهرة على أمن الوطن والمواطن، وحارس المسيرة والمنجزات، وصاحبة دور تنموي محوري، ستبقى موضع احترام مجلس الأعيان وتقديره.
ويتوجه المجلس الى جلالة القائد الأعلى، وإلى قواتـه الباسلة وأجهزته الأمنية المخلصة، بتحية التقدير والاعتزاز، مباركا دعم جلالتكم ورعايتكم جيشنا العربي المصطفوي، وأجهزتنا الأمنية، وتزويدها بكل ما تحتاج إليه من أحدث الأسلحة والمعدات وأعلى مستويات التدريب والتأهيل، وتوفير الحياة الكريمة لمنتسبيها كافة وعائلاتهم.
صاحب الجلالة قائد الوطن.
ان المواقف القومية الثابتة التي تقفها المملكة الأردنية الهاشمية بقيادتكم الحكيمة ، وتمسكها بعمقها العربي الذي يشكل محيطها الحيوي ، ودورها في العمل العربي المشترك هي مواقف معروفة للجميع فالأردن ، بقيادتكم الهاشمية ، هو الأمين على مبادئ الثورة العربية الكبرى ، الحريص برسالته ومكانته على استثمار علاقاته الدولية وتوظيفها لخدمة قضايا أمتيه العربية والإسلامية ، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
فالهاشميون الغر الميامين ، قدموا من أجل هذه القضية تضحيات لا حدود لها وإن إيمان جلالتكم بضرورة إيجاد توافق وإجماع عربي مؤسسي لدعم الأشقاء الفلسطينيين ، وحرصكم على مواصلة دعمهم بكل السبل ليتمكنوا من الوصول إلى حقوقهم المشروعة ، وإقامة دولتهم المستقلة ذات الســــــيادة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشريف ، هو التزام عربي أردني هاشمي ثابت أصيل.
كما أن حرص جلالتكم على دعم الشعب العراقي الشقيق ، وزيارتكم السامية الشجاعة إلى العراق ، وهي أول زيارة عربية على هذا المستوى الرفيع ، ووقوفكم إلى جانبه حتى يعود هذا البلد العربي الشقيق إلى مكانته الطبيعية في محيطه العربي والإسلامي ، وينعم أهله بالأمن والاستقرار، والتقدم والازدهار ، هو فخر لكل أردني ولكل عربي صادق ، ملتزم بأهداف أمته العربية وتطلعاتها.
وإننا في مجلس الأعيان ، يا صاحب الجلالة ، مع شعبكم الأردني كله ، نعتز ونلتزم بموقف جلالتكم العربي الهاشمي الشريف إزاء الأشقاء العراقيين المقيمين بيننا.
مولانا الغالي المفدى.
جلالتكم رائد الإصلاح، وقائد التنمية، ومنارة هذا الوطن العزيز ، وحامل شعلة التحديث والديمقراطية ، الساهر ليلا ونهاراً على رعاية أبناء شعبكم الوفي النبيل ، الساعي دائما لجمع شمل العرب وتوحيد كلمتهم .
نبتهل إلى الله، جلت قدرته، أن يحمي جلالتكم ويحفظكم بكل خير، ويكلأكم بعين رعايته وتوفيقه، ويمد في عمركم، ويوفقكم في كل جهودكم ومساعيكم الخيرة.
والسلام على عميد آل البيت الأبرار، جلالة سيدنا وقائدنا المفدى ، ورحمة الله وبركاته.




المجالي: تعزيز المشاركة السياسية وتحقيق العدالة الاجتماعية



مجلس النواب
وأكد رئيس مجلس النواب المهندس عبدالهادي المجالي في رد المجلس على خطاب العرش السامي الذي القاه أمام جلالة الملك عبدالله الثاني في قاعة العرش في قصر رغدان العامر، وقوف المجلس إلى جانب السلطتين التنفيذية والقضائية، شريكا فاعلا وجزءا من فريق عمل واحد، للوصول إلى وضع اقتصادي قوي وبيئة استثمارية مناسبة ينعكسان بشكل إيجابي على مستوى معيشة المواطن.
وقال إن مجلس النواب مع رؤى جلالة الملك لكل الإجراءات التي تمهد الطريق للوصول إلى الازدهار الاقتصادي لافتا إلى أن هذه الإجراءات التي تضمن الاستقرار المالي وتعين على تعزيز البيئة الاستثمارية، كفيلة بأن تضع الأردن في طليعة الدول القادرة على تجاوز الاضطرابات المالية والهزات الاقتصادية.
وأضاف إن رؤية جلالتكم بأن تفعيل مفهوم الحكم المحلي هو من أفضل السبل لتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية وتعزيز التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إنما هي رؤية حكيمة فنحن معها يا مولاي، وسيعمل المجلس بالتنسيق والتشاور مع الحكومة لإعادة دراسة وتقييم توصيات لجنة الأقاليم، تمهيداً لوضع التشريعات المناسبة المستندة على هذه التوصيات.
وأوضح أن المجلس يتطلع إلى فتح حوار وطني لبحث الخطوات المستقبلية التي يمكن التقدم نحوها لتعزيز المشاركة السياسية ومواجهة متطلبات المرحلة السياسية القادمة على ضوء المتغيرات والمستجدات في المنطقة والإقليم.
وأكد المجالي أن الأردن عرف بمواقفه المبدئية وانحيازه الكامل لصالح وحدة الصف العربي.
وقال إن هذه قيم حملها الهاشميون رسالة خالدة وعقيدة راسخة.
مثمنا جهود جلالة الملك من أجل القضايا العربية بعامة وقضيتي فلسطين والعراق بخاصة.
وفيما يلي نص رد مجلس النواب على خطاب العرش السامي.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيّ الهدى والرحمة العربي الهاشمي الأمين رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات صدق الله العظيم سيدي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم أعزه الله وأدام ملكه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، يتشرف نواب الأمة، ممثلو شعبكم الوفي برفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقامكم السامي، لتفضلكم بافتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة الخامسة عشر، وقد شرفنا يا مولاي، بالاستماع إلى خطاب العرش السامي الذي ترجم رؤى جلالتكم وحرصكم على ترسيخ وتعزيز النهج الديمقراطي الذي رعته القيادة الهاشمية الفذة.
وان مجلس النواب إذ يتشرف برفع رده على خطاب العرش السامي ليؤكد لمولانا المعظم راعي مسيرتنا المباركة، أن ورثة مبادئ الثورة العربية الكبرى ماضون على عهد الآباء والأجداد، أمناء مخلصين حريصين، على رفعة الوطن، وأمنه واستقراره، ومنعته وعزه، وأن القيادة الهاشمية عنوان عزتنا ومجدنا، نفتديها بالمهج والأرواح.
سيدي صاحب الجلالة.
يدرك مجلسنا أن الجانب الاقتصادي على رأس الأولويات، وأنه همكم وهاجسكم، ومكان عنايتكم المتواصلة، ومن هنا فإننا نؤكد على وقوفنا إلى جانب السلطتين التنفيذية والقضائية شريكا فاعلا، وجزءا من فريق عمل واحد يعمل بروح واحدة للوصول إلى وضع اقتصادي قوي وبيئة استثمارية مناسبة ينعكسان بشكل ايجابي على مستوى معيشة المواطن الأردني أينما كان في مدنه وريفه ومخيماته وباديته فالتنمية الاقتصادية وزيادة الإنتاجية وتنمية الموارد الذاتية هي سبيلنا لمعالجة مشكلتي الفقر والبطالة والسبيل الوحيد للاعتماد على الذات وتحسين مستوى معيشة أهلنا كما سيتابع المجلس بصفته شريكا فاعلا في دفع عجلة التنمية الشاملة مع الحكومة وتحقيق العدالة في توزيع عوائد التنمية.
وبارتياح بالغ تلقى المجلس توجيه جلالتكم بضرورة تطوير علاقة وزارة العمل بصندوق المعونة الوطنية، حتى تصبح الأسر المستفيدة من هذه المعونة أداة إنتاج وبناء من خلال إشراك أبنائها في التدريب المهني ويؤكد المجلس دعمه لأي سياسات في هذا الاتجاه.
يا صاحب الجلالة.
إن منظومة الأمان الاجتماعي التي تفضلتم جلالتكم بتوجيه الحكومة لتبنيها، تشكل خطوة عملية لنقل المواطن من حالة القلق والخوف من قسوة الفقر إلى جو آمن تحت مظلة اقتصادية اجتماعية توفر له عيشاً كريما ورعاية صحية مطمئنة وان مبادرة جلالتكم: سكن كريم لعيش كريم والتي جاءت تحقيقاً لتطلعاتكم السامية ليكون عام ألفين وثمانية عاما للإسكان، إنما هي خطوة رائدة في مجال الإصلاح والبناء.
يا صاحب الجلالة.
إن مجلس النواب مع رؤى جلالتكم لكل الإجراءات التي تمهد الطريق أمامنا للوصول إلى الهدف الكبير، والغاية الأسمى، إلى الازدهار الاقتصادي، فهذه الإجراءات التي تضمن الاستقرار المالي من جهة وتعين على تعزيز البيئة الاستثمارية من جهة ثانية كفيلة بان تضع الأردن في طليعة الدول القادرة على تجاوز الاضطرابات المالية والهزات الاقتصادية.
وإذا كان الأردن - كما أشرتم يا مولاي - يسير وبحمد الله في الطريق الصحيح على الرغم من كل المعيقات والتحديات الاقتصادية فما ذلك إلا بتوفيق من الله ثم بفضل قيادة ملهمة راشدة، مخلصة رائدة، إنها قيادتكم آل البيت الأطهار، أنها عزيمتكم يا صاحب الجلالة.
وان المجلس، إذ يثمن التفاتة جلالتكم للواقع المصرفي، فانه يعلن تأييده لتفعيل سياسات مصرفية تضمن سلامة الأجهزة المصرفية وسمعتها وتحفظ حقوق المودعين والمتعاملين.
وان المجلس يراقب باهتمام وحذر ويدعو لاستلهام الدروس والعبر مما يدور في العالم من حولنا بخاصة في الدول الكبرى من هزات في عالم الاقتصاد والمصارف ويؤكد المجلس على دور أكثر فاعلية لأجهزة الرقابة الاستثمارية المالية والمصرفية لحماية البيئة الاستثمارية من استغلال البعض للانفتاح الاقتصادي.
صاحب الجلالة.
بشعور من الارتياح والرضى تلقى المجلس توجيه جلالتكم للحكومة باتخاذ الإجراءات الكفيلة لضبط مستويات التضخم لحماية المواطن من زيادة تكاليف المعيشة، وان ممثلي شعبكم الوفي وهم يدركون معاناة الغالبية العظمى من أبناء هذا الشعب يرفعون إلى مقام جلالتكم عظيم الامتنان وبالغ الشكر على توجيهاتكم السامية للحكومة بربط الرواتب بمعدلات التضخم وزيادة الرواتب مطلع العام القادم وتثبيت هذه الزيادة في موازنة عام ألفيـن وتسعة، فمزن الخير تتوالى، وبشائر الأمل ما فتئت تزفها لشعبكم الكريم أياديكم البيضاء.
يا صاحب الجلالة إن المجلس معكم يا مولاي في كل ما من شانه الإسهام في تعزيز البيئة الاستثمارية، فبشعور الرضى والاطمئنان ينتظر المجلس قانوناً جديداً للإصلاح الضريبي يستند إلى الدستور في تحقيق العدالة الاجتماعية ويحفز القطاعات الواعدة وبالشعور نفسه.
نبارك توجيه جلالتكم للحكومة لاعتماد أسلوب للتخطيط الوظيفي في مؤسسات القطاع العام يستند على مبادئ الجدارة في الترقية، والإفادة من الكفاءات والمواهب، بتعيينها في المكان المناسب، واعتماد مبدأ التقييم والتدريب المستمر، وإن المجلس مع كل خطوة تعمل على تشجيع وجذب الاستثمارات بخاصة العربية والخليجية معتمدين على المناخ الاستثماري الجاذب والآمن، وينتظر المجلس قيام الحكومة باتخاذ الإجراءات الضرورية، لتوفير كافة المتطلبات لدفع الاستثمار في المناطق التنموية، في المفرق واربد ومعان وكافة مناطق المملكة.
يا صاحب الجلالة.
لقد وضعتم يدكم على موضع الألم، فكانت بلسماً شافياً وانتم تؤكدون حرصكم على رعاية المزارعين، ومربي الثروة الحيوانية سواء بتوجيه الحكومة بدعم الأعلاف أو بإخراج مشروع المراعي الطبيعية إلى حيز التنفيذ أو بالاستمرار في دعم الخبز وقد سرنا يا مولاي إعلانكم بأن عام ألفين وتسعة سيكون عام الزراعة، وإننا نستبشر خيراً من هذه التوجيهات الملكية السامية، وسنبذل أقصى درجات التعاون مع الحكومة لترجمتها إلى إجراءات وقرارات وتشريعات جريئة، تعيد الاعتبار لقطاع الزراعة والمزارعين.
وإننا نتطلع أن تنهض الحكومة بالعمل على تحقيق رؤيتكم الرائدة بتعزيز الأمن المائي وتوفير الطاقة وتحديد وتنفيذ استراتيجية، توفر نصيبا مائياً عادلاً للمواطن، وتعمل على زيادة القدرات التخزينية، وتطوير المصادر المائية الموجودة.
وسيقوم المجلس - بعون الله - بدوره بالتعاون مع السلطة التنفيذية في مسعاها للبحث عن مصادر متجددة وبديلة للطاقة في ظل الارتفاعات والتقلبات في أسعار النفط، مؤيدين تنفيذ مشروعات الطاقة النوويـــــــــة والصخـر الزيتي والرياح والطاقة الشمسية.
يا صاحب الجلالة.
قضاؤنا العادل محط فخرنا واعتزازنا، وإذا كان للقضاء كل الدعم في استقلاليته لضمان سيادة القانون ونزاهة القضاء، فإننا مع استصدار تشريعات لتسريع إجراءات التقاضي.
وأما في مجال التنمية السياسية، فان رؤية جلالتكم بان تفعيل مفهوم الحكم المحلي هو من أفضل السبل لتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية وتعزيز التنمـيــــــــــــة السياسية والاقتصادية والاجتماعية إنما هي رؤية حكيمة فنحن معها يا مولاي، وسيعمل المجلس بالتنسيق والتشاور مع الحكومة لإعادة دراسة وتقييم توصيات لجنة الأقاليم تمهيداً لوضع التشريعات المناسبة المستندة على هذه التوصيات.
والمجلس يا مولاي يدرك أهمية المشاركة السياسية لكل الفئات بخاصة الشباب والمرأة، لذا فهو يبارك العمل على تشجيعهم لدخول ميادين العمل العام والمشاركة في قيادته.
ويتطلع المجلس لفتح حوار وطني لبحث الخطوات المستقبلية التي يمكن التقدم نحوها لتعزيز المشاركة السياسية ومواجهة متطلبات المرحلة السياسية القادمة على ضوء المتغيرات والمستجدات في المنطقة والإقليم.
يا صاحب الجلالة.
للإعلام الوطني دور رائد في ترسيخ ثقافة الديمقراطية، وتعظيم المشاركة الشعبية واعتماد الحوار وسيلة للتواصل الحضاري، وهو المعني بتهيئة بيئة للحوار تسودها قيم التسامح وحرية الفكر، ولما كان هذا الإعلام إحدى ركائز مجتمعنا الديمقراطي فإن المجلس يؤكد على ضرورة الحفاظ على التوازن بين الحريات الصحفية والحقوق الشخصية.
وإننا إذ نؤمن بقدسية رسالة الصحافة وحريتها، لنؤكد على أن المصلحة العامة للوطن مقدمة على كل شيء، والمجلس سند وعون لكل صحفي مخلص يبحث عن الحقيقة ويقدمها بصورتها النقية مبتعداً عن التضليل أو الشخصنة أو تحويل الرأي الشخصي أو الرؤية الفردية إلى حقيقة عامة، ويؤكد المجلس على حق الصحافة في الوصول إلى المعلومة للحد من الإشاعة المغرضة والتفسيرات الضارة تحصيناً للحقيقة وتعزيزاً للثقة بمؤسسات وأجهزة الدولة.
يا صاحب الجلالة.
نقف وقفة إجلال وإكبار، ونزجيها تحية فخر واعتزاز لقواتنــــــا المسلحــــة الجيش العربي المصطفوي ، حامل راية الثورة العربية الكبرى المدافع عن مبادئها ، المؤتمن على أسسها الداعية لوحدة الأمة المنادية بقيم التسامح، ولأجهزتنا الأمنية كل التقدير والتأييد ونكبر يا مولاي الدور الريادي التنموي الكبير الذي تنهض به قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية الى جانب واجبها المقدس في الحفاظ على امن البلاد واستقرارها وهو محاربة البطالة من خلال الشركة الوطنية للتشغيل، انهم يستحقون الدعم كل الدعم، فنحن خلف جلالتكم معهم واليهم وبوركت همم البواسل بناة المجد وحماة الديار وصناع الأمن والاستقرار.
يا صاحب الجلالة.
لقد عرف الأردن بمواقفه المبدئية وانحيازه الكامل لصالح وحدة الصف العربي، وهذه قيم حملها الهاشميون رسالة خالدة وعقيدة راسخة، فالمجلس مع التنسيق المتواصل مع الأشقاء، ومع العمل المشترك لصالح قضايا الأمة.
ونثمن هنا جهود جلالتكم من اجل القضايا العربية بعامة وقضيتي فلسطين والعراق بخاصة والمجلس مع كل خطوة تسهم في إزالة الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الأشقاء الفلسطينيين من الوصول إلى حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
كما يتطلع المجلس بكل الرغبة والدعم ليتجاوز العراق الشقيق محنته وينتظم في محيطه العربي والإسلامي، ينعم أهله بالأمن والاستقرار، ونقول يا مولاي أهلاً بضيوف عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، أهلاً بالإخوة العراقيين ضيوفا أعزاء مكرمين وإخوة أشقاء معززين حتى تنجلي الغيمة وينتهي الاحتلال.
يا صاحب الجلالة.
نؤكد لجلالتكم ونعاهدكم أن تكون هذه الدورة - إن شاء الله- كما أردتموها جلالتكم دورة العمل الجاد والعطاء المخلص، ولن تسود إلا روح التعاون، ولن يقدم شيء على المصلحة العامة.
حفظكم الله يا مولاي وحفظ أردننا الحبيب آمنا مستقراً في ظل قيادتكم الهاشمية الملهمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وحضر تلاوة الرد على خطاب العرش السامي أصحاب السمو الأمراء، ورئيس الوزراء، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ومستشارو جلالة الملك، ووزير الدولة للشؤون البرلمانية.
وبعد الاستماع إلى ردي مجلس الأعيان والنواب على خطبة العرش السامي، أقام جلالة الملك عبدالله الثاني، في قصر بسمان العامر، مأدبة غداء لرئيسي وأعضاء مجلسي الأعيان والنواب، حضرها أصحاب السمو الأمراء ورئيس الوزراء، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشارو جلالة الملك، ووزير الدولة للشؤون البرلمانية.


منقول عن جريدة الرأي