يا ذكرى الهجرة علمينا"إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (التوبة40)؟
وتمضي بنا الساعات والأيام والسنون حتى نحط ركابنا في عام هجري جديد نتذكر فيه الحبيب محمد " صلى الله عليه وسلم " صاحب الهجرة وصاحبه أبا بكر رضي الله عنه ودمع العين في المقلتين محتبس.
ها نحن اليوم في أكناف عام هجري جديد , ومسرى صاحب الهجرة مأسور حزين, مهدد في كل ساعة بالزوال , وأمة صاحب الهجرة تقف مكتوفة الأيدي, تسطر العبارات على الفضائيات ,وتزخرفها في الجرائد وتدونها في المجلات .
ها نحن اليوم في أكناف عام هجري جديد , وبلاد للمسلمين لا زالت مغتصبة , وأولها قرة العين ونبض القلب فلسطين, الضائعة منذ سنين ولا محرر لها إلى الآن.
ومن بيت جنبات القلب الحزين , هنالك نبضة لا يقف نزفها أبدا ,على غزة الشاكية المتألمة التي تشكو إلى رب الشكايات الفقر والقلة والحصار والخذلان , وتشكو الايامى , والأرامل , واليتامى , والمساكين.
فكم من طفل لا مأوى له , ينام في العراء , لا غطاء له إلا الحرمان , والأحزان , وكم من جائع ليس له إلا فتات الخبز اليابس من على الطرقات , وكم من أم ثكلى فقدت ابناءها , وكم من مريض يئن على ارض المشافي , فلا أسرة شفاء قد بقيت له , وكم من رجل يبكي بكاء النساء على ضعف حاله , وكم من أسير يتجرع الموت في كل يوم في سجون الاحتلال .
وعلى ضفاف القلب المتجرع صنوف الهموم, بلد مسلم انهار تاريخه وحضارته , وأصبحت الفتن تأكل أوصاله,هو عراق الألم والأحزان.
ومن بين كل هذه الجنبات الحزينة , تطل علينا اليوم ذكرى مولد نور الخير سيد البشرية , لتعيد لنا نورا جديدا في آفاق بلاد المسلمين , تبشر بأمل جديد , وبخير وفير , ورزق من رب العالمين ,بصدق اليقين بالله وحسن التوكل عليه.
آه يا ذكرى الهجرة الطاهرة .. بلغي صاحب الهجرة أننا نتوق لان نكون ذرات غبار فوق ذرات الغبار التي تعلق بقدميه الطاهرتين صلى الله عليه وسلم.
بلغيه أننا نتوق أن نتعلم من صبره وتحمله في هجرته من مكة إلى المدينة, لأجل رفعة هذا الدين وانظر إلى شباب المسلمين , فالعين الأولى تبكي فرحا ببعضهم ممن ساروا على نهج نبيهم واتخذوا من الهجرة نبراسا يخطون عليه سائر أعمالهم ,
والعين الأخرى تبكي ألما على حال البعض الاخر , فهم ضائعون لا منهج لهم إلا ملذات الدنيا وحب المال وإتباع الشهوات.وارفع كفيَّ إلى الله مبتهلة بقلب المؤمنة العابدة أن يهدي شباب المسلمين لأجل النبي صاحب الهجرة صلى الله عليه وسلم الذي عانى ما عانى لأجل أمته.
فيا رب حقق أمانينا في العام الجديد هذا بنصر للمسلمين يعاد فيه الأقصى إلى المسلمين ليصبح درة عامنا الجديد هذا واملأ قلوب الأمهات فرحا في غزة بفك الحصار عنها وأشفِ مرضاها وحرر أسراها واوي من لا بيت له من الغزيين واكس العريان منهم وارحم شهداءهم ووحد كلمتهم واجمع صفهم واخذل عدوهم انك قدير إذا أردت شيئا قلت له كن فيكون .
وفرّحنا يا رب بهداية شباب المسلمين أينما كانوا وارزق بلاد المسلمين النصر والرفعة والعزة اللهم آمين
مواقع النشر (المفضلة)