أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن السنوات العشر الماضية "كانت استمرارا لمسيرة البناء والتنمية، التي بدأها الآباء والأجداد وقد حققنا خلالها الكثير من الإنجازات.
إلا أنه ما زال أمامنا الكثير من العمل والأهداف التي نسعى لتحقيقها".
وقال جلالته في كلمة متلفزة وجهها اليوم الى شعبه الأردني بمناسبة الذكرى العاشرة لتولي جلالته سلطاته الدستورية "نحن عازمون في المرحلة القادمة، على مراجعة شاملة لتقييم تجربتنا في السنوات الماضية، وتجنب الأخطاء والتقصير أينما كان، وتفعيل دور المؤسسات وأدائها، لتسريع عملية الإصلاح والتحديث والتنمية، التي تنعكس آثارها على المواطن، وتجعل من الأردن الوطن القوي المزدهر".
وقال جلالته "لقد كانت ومازالت أولى أولوياتنا، هي تحسين مستوى معيشة المواطن ومعالجة مشاكل الفقر والبطالة، وتقديم أفضل الخدمات الصحية والتعليمية للمواطن".
وأضاف قائلا "لقد بنينا رؤيتنا لأردن المستقبل، على الاستثمار في الإنسان الأردني وفي تعليمه وتدريبه، وتوفير فرص العمل لكل الشباب، ومأسسة المشاركة في صنع القرار، وإعتماد مبدأ اللامركزية في الإدارة، وترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة والمحاسبة، وتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع".
وأكد جلالته أن الأردن سيظل على وفائه للقضية الفلسطينية، وقال "فهي قضية الأردن والأردنيين، مثلما هي قضية الفلسطينيين، وقد قدمنا في سبيلها قوافل الشهداء مثلما قدموا، وتقاسمنا لقمة العيش معا، وتحملنا معهم ما هو فوق طاقتنا، ومن حقهم علينا أن نستمر في دعمهم، حتى يقيموا دولتهم المستقلة على ترابهم الفلسطيني، فهم أهلنا وأشقاؤنا، ونحن الأقرب إليهم في الدم والقربى والمعاناة والمصير".
وفيما يلي نص كلمة جلالته:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي العربي الهاشمي الأمين.
أيها الإخوة والأخوات الأردنيون الأوفياء،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فقد رأيت أن أتحدث إليكم اليوم، وأنتم تحتفلون بمرور عشر سنوات على تسلمي أمانة المسؤولية الأولى بينكم، وقيادة مسيرة الأردن العزيز الغالي. ويسرني بهذه المناسبة، أن أتوجه بتحية الإعتزاز والتقدير والشكر إلى كل واحد منكم، للمعلم والطالب والجندي والمزارع والعامل والموظف، وإلى كل من يساهم في بناء الوطن.
أشكركم كل الشكر على وقوفكم إلى جانبي ودعمي ومؤازرتي في مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات، فقد كنت أستمد العزم من عزيمتكم والقوة من إرادتكم والأمل من الشباب الأردني الواعد المنتمي.
وقد تعلمنا جميعا في مدرسة الحسين الباني، طيب الله ثراه، أن المسؤولية عمل وعطـاء، وأن خدمتكم والعمل لتحقيق طموحاتكم، هو شرف لا يساويه الا شرف التضحية من أجل الأردن العزيز.
وقد كانت زياراتي الميدانية لكم في البادية والريف والمدن والمخيمات، فرصة للتعرف على أحوالكم وأوضاعكم، وكانت معنوياتكم العالية ترفع معنوياتي، وكنت أستمد منها العزم والقوة، لتحقيق طموحاتكم، وتوفير أسباب الحياة الكريمة لكم، فأنتم أهل الكرامة والجباه العالية، وكرامتكم عندي فوق كل التضحيات، وأنتم أهلي وعشيرتي الذين صبروا على كل الشدائد والمحن، وقالوا "فدوى لعيونك يا أردن".
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
لقد كانت السنوات العشر الماضية، استمرارا لمسيرة البناء والتنمية، التي بدأها الآباء والأجداد، وقد حققنا خلالها الكثير من الإنجازات، وبنينا على ما بناه الجد المؤسس والحسين الباني، رحمة الله عليهما.
والحمد لله، فالأردن اليوم أقوى وأحسن حالا مما كان عليه، فقد تجاوزنا الكثير من التحديات والظروف الصعبة. وهذا هو الأردن، الأردن الذي لا تزيده التحديات، إلا قوة وثباتا وإصرارا على تحقيق أعظم الإنجازات، ولو بأقل الموارد والإمكانيات.
إن مسؤولية بناء الوطن وتحقيق التنمية الشاملة، هي ليست مهمة القائد وحده، بل هي واجب على كل فرد، وكل مواطن يتحمل جزءا من المسؤولية، وعلى الشباب أن يكون لهم الدور الأكبر في بناء الوطن والـمستقبل.
أيها الإخوة والأخوات المواطنون الأعزاء،
لقد كانت ومازالت أولى أولوياتنا، هي تحسين مستوى معيشة المواطن ومعالجة مشاكل الفقر والبطالة، وتقديم أفضل الخدمات الصحية والتعليمية للمواطن.
لقد بنينا رؤيتنا لأردن المستقبل، على الاستثمار في الإنسان الأردني وفي تعليمه وتدريبه، وتوفير فرص العمل لكل الشباب، ومأسسة المشاركة في صنع القرار، وإعتماد مبدأ اللامركزية في الإدارة، وترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة والمحاسبة، وتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع.
وبالرغم من كل ما حققنا وأنجزنا خلال السنوات العشر الماضية، إلا أنه ما زال أمامنا الكثير من العمل والأهداف التي نسعى لتحقيقها. ونحن عازمون في المرحلة القادمة، على مراجعة شاملة لتقييم تجربتنا في السنوات الماضية، وتجنب الأخطاء والتقصير أينما كان، وتفعيل دور المؤسسات وأدائها، لتسريع عملية الإصلاح والتحديث والتنمية، التي تنعكس آثارها على المواطن، وتجعل من الأردن الوطن القوي المزدهر.
أيها الإخوة والأخوات،
إن مسيرتنا الديموقراطية هي الضمانة لحماية حقوق الإنسان الأردني وحرياته وكرامته، وإن الإلتزام بروح الدستور هو الضمانة الحقيقية لحماية هذه المسيرة من التراجع، أو الإنحراف بها عن مسارها الصحيح. وقد قلت من قبل إن العمل والعطاء هو المقياس الحقيقي للمواطنة والإنتماء، وأن الحفاظ على الوحدة الوطنية هو واجب مقدس، وهو فوق كل الاعتبارات.
أما النشامى والنشميات رفاق السلاح في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، فيسرني أن أتوجه إليهم بتحية الفخر والإعتزاز والتقدير، إلى كل جندي وضابط صف وضابط، في كل المواقع والخنادق، فهم رمز التضحية والعطاء والإنتماء، وهم حماة الوطن والمسيرة، وهم راية الأردن التي ستظل مرفوعة بعون الله، شامخة بالعز والكرامة، مثل جبال الأردن وهامات الأردنيين التي لا تنحني الا لله.
أيها الإخوة الأعزاء،
لقد كان الأردن ومازال، أردن العروبة والإسلام، الوفي لرسالته وثوابته العربية والإسلامية، وسيظل على وفائه للقضية الفلسطينية، فهي قضية الأردن والأردنيين، مثلما هي قضية الفلسطينيين، وقد قدمنا في سبيلها قوافل الشهداء مثلما قدموا، وتقاسمنا لقمة العيش معا، وتحملنا معهم ما هو فوق طاقتنا، ومن حقهم علينا أن نستمر في دعمهم، حتى يقيموا دولتهم المستقلة على ترابهم الفلسطيني، فهم أهلنا وأشقاؤنا، ونحن الأقرب إليهم في الدم والقربى والمعاناة والمصير.
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
إن تحقيق الأهداف الكبيرة مرتبط بالإرادة والعمل والتضحية، وأنتم أهل الإرادة والعزيمة والتضحية، وأنا واثق بأنني معكم وبكم، ويدا بيد، سنبني أردن المستقبل القوي المنيع المزدهر، الأردن الذي نريده لنا ولأبنائنا وأحفادنا. الأردن الذي ينعم فيه الإنسان بالأمن والحرية والحياة الكريمة، الأردن الذي يجسد إرادة الإنسان الأردني وكرامته، الإنسان الأردني الأقوى من كل التحديات، الإنسان الأردني الذي يكدح ويشقى، وربما يعاني من الفقر والحاجة، ولكنه يظل شامخا مرفوع الرأس، فكرامة الأردني أعز وأغلى من الدنيا وما فيها.
وبارك الله فيكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مواقع النشر (المفضلة)