عمون - صالح الخوالدة - لم يكن علي عارف رويق الخوالدة //28 عاما// يعلم انه لن يرى ابنته الاولى ولم يكن يتوقع انها سترى النور بلا أب عندما ترك زوجته تعاني الآم المخاض في قريته "الراية"وذهب الى منطقة عين الباشا شمالي عمان لاحضار مستلزمات الولادة وصهريج ماء احتياطا منه لادامة توافر المياه في منزله بهذه المناسبة حسب ما افاد بذلك والدته واشقاؤه .
ويقول شقيقه عبدالله ان أخي أوصى والدتي أن تتدبر امور زوجته حتى يعود اليها، وطلب منا نقل زوجته الى اقرب مستشفى ان استدعى الامر لذلك . خرج وهو يردد انه سيعود على عجل ومعه بعض الاشياء التي ينبغي عليه احضارها.. كان يتصل مع زوجته بين الحين والاخر للاطمئنان عليها حتى يعود . المفاجأة التي نزلت كالصاعقة على والدة علي واشقائه واقاربه ومحبيه انه في الوقت الذي نقلت زوجته الى المستشفى لتضع مولودتها نقل هو الى مستشفى جرش حيث ودع الحياة ضحية من ضحايا الحادث المروع الذي وقع اول من امس بالقرب من جسر مرصع/ جرش عندما اصطدمت حافلة الركاب بصهريج الماء الذي كان علي قد ذهب لاحضاره .
وفي الوقت الذي كانت زوجته //اخلاص 22 سنة // تتنظره ليشاهد طفلته الاولى ويهنئها بالسلامة كان علي جثة هامدة في مستشفى جرش يجري التعرف على هويته من قبل اهله وذويه .. استقبلت الام ابنتها وودعت زوجها .. كان قدرها ان تعيش ابنتها الاولى يتيمة منذ لحظة ولادتها .. وان تعيش هي ارملة وهي في بداية حياتها كل ذلك بسبب حادث السير المجنون الذي اودى بحياة الابرياء وهم في طريق العودة الى ذويهم. ويضيف عبدالله ان شقيقه كان يقلب الاسماء في ذهنه متسائلا : ماذا يختار اسما لابنته التي انتظرها منذ زواجه؟ وسجل عدة اسماء لنختار اسما منها للمولودة البكر .
ويقول شقيقه نادر "ان علي الذي يحمل درجة البكالوريوس في القانون وتدرب في احد مكاتب المحاماة كان يحلم بان يكون محاميا يعمل لتحقيق العدالة والدفاع عن المظلومين او يحصل على وظيفة يخدم من خلالها الوطن ويعتاش منها هو وزوجته وابنته التي لم يرها ولم تره .. ولكنه لم يكن يعلم ان القدر له بالمرصاد وان الاستهتار بارواح الناس وعدم الالتزام بقوانين السير سيضع حدا لحياته وحياة الاخرين".
كان علي قد ترك سيارته مع شقيقه اكرم ليركب الى جانب سائق الصهريج وقبل ربع ساعة كانت تفصله عن الوصول الى بيته وقع الحادث المفجع الذي أنهى حياته وحياة السائق الذي جلس بجانبه. والسؤال المطروح الآن : الى متى تبقى حوادث السير المجنونة تزهق ارواح زهاء الف مواطن سنويا في الاردن ؟ والى متى تبقى الاردن في مقدمة دول العالم من حيث اعداد الحوادث ؟ وماذا ستقول الأم "اخلاص" لابتنتها عندما تسألها عن ابيها .
رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الى رئيس الوزراء امس والتي تدعو الى وضع حد لظاهرة حوادث المرور تعكس عدم رضى جلالته عما يحدث على طرقاتنا وتتطلب تطبيق مضامينها فورا لمكافحة هذه الظاهرة التي تخلف الالم والحزن يوميا للمواطنين وتخلف خسائر كبيرة بشرية ومادية وترهق الاقتصاد الوطني. (بترا).
مواقع النشر (المفضلة)