أكثـر من موضوع ، ولكن ..
عندما بدأت بكتابة مقالة هذا الأسبوع كانت هناك أكثر من فكرة، كنت سأكتب عن سيداو(اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة) واللغط الكثير حولها ، لدرجة أنها أصبحت تجابه بالرفض من أي شخص تطرق أذنه دون علم متعمق ببنودها أو ماهيتها أو المراد منها، علماً أن المادة التي رفعت الحكومة عنها التحفظ موجودة أصلاً في الشرط النافع في المادة 19 و37 من قانون الاحوال الشخصية وموجودة في الدستور الأردني، وللقارئ أن يعود للمادة السادسة والسابعة والتاسعة من الدستور ويطابقها بالمادة 15 من اتفاقية سيداو كي يتأكد بنفسه، لكننا ملغومون بحب الرفض.
كنت سأكتب عن التحرش بالنساء (الموظفات) في البيئة الوظيفية ، وهي احدى الذرائع التي تتناولها الأصوات المعاكسة والمطالبة بعودة المرأة إلى بيتها كي لا تتعرض لآفات (بعض) زملائها في العمل من معاكسات ومضايقات وإحراجات، مع أن من الأولى أن نشحذ أقلامنا لا لقمع المرأة ولكن لنشجع الرجل على احترام كرامة الإنسان ومعاملة زميلته بأقصى ما تقتضيه الأخلاق ومعايير الزمالة وأن نتخذ بحق هذه الانتهاكات الصادرة من ضعاف النفوس اجراءات عقابية رادعة تصل حد سحب الامتيازات الوظيفية.
كنت سأكتب عن قذارة حمامات المدارس التي تفتقر للشروط الصحية الأساسية وتسبب قرفاً عامّاً بين طالبات المدارس بشكل خاص، وبينما يكون عنوان الدرس على السبورة (النظافة من الإيمان) تكون مرافق المدرسة على بعد خطوات مكرهة صحية والبؤرة الأشد خطراً على صحة الطالب والأكثر بعداً عن مفهوم النظافة، ولا أعرف لماذا تهمل إعلاميّاً مثل تلك المشكلة الخطرة الموجودة تقريباً في جميع مدارس المملكة.
كنت مثلاً سأكتب عن العنف ضد الأطفال أو مراهقة الأزواج أو الكتاب الالكتروني أو سطوة المدونات أو عاملات المنازل....الخ، لكنني أستسمح القارئ أن أنآى اليوم عن طرق أي موضوع بالتفصيل، لأنني أردت أكثر من أي شيء أن أحَمِّله كثيراً من العرفان بالجميل وهو العمود الفقري لأي كاتب في أي جريدة والمحفز الأول على طرح القضايا والملهم والمحرك للكلمات والأفكار ، والذي لولاه يفقد الكاتب شرعيته ومصداقيته، وهو وحده الذي يجب أن نطلب صدقه لا إعجابه .
كل مرة أبدأ فيها الكتابة أضع القارئ، ثروتي الكبيرة، بيني وبين الورقة فأشعر بأنني أمسك آلة حسابية يجب أن لا تخطئ .. إنها مجرد مشاعر الامتنان وتحية محبة ووقفة تقدير لكل قارئ أشعر بنبضه ولا أراه، فهو المحرّك الحقيقي لكتابة أية مقالة وهو الدافع الأقوى كي يُشغَفَ الكاتب بالكلمة والحرف والفاصلة.
مـنـقــ ملطووووووش ــــول
بقلم الكاتبه رنا شاور
مواقع النشر (المفضلة)