قصيدة من شعر الشاعر الشيخ وليد محمد الكيلاني وبها احيي كل من عبر السلط وكل من سكن فيها وسكنت به يا زائرَ السلطِ حَيّي كُلَّ من فيها واهدي سَلامي إِليها حينَ تأتيها
قصيدة يا زائرَ السلطِ
بأرضها عَلَتْ الأشجارُ باسقَةً سبحانَ ربي بماء المُزن مُرويها
تمُرُّ فَوقَ جبالِ السَلطِ ساكبةً سحابةٌ تَرتَوي منها أراضيها
فَتُخرِجُ الأرضُ أثماراً منوَعةً تيناً ولوزاً وزَيتونا بواديها
بها الكرومُ من الأعنابِ حاملةٌ من كلِّ لونٍ تجَلَّتْ في تدانيها
وَحينَ تطلَعُ شَمسُ الصُبحِ مُشرقَةً يأتي المُزارعُ في السَّلات يَجنيها
والطيرُ يَصدَحُ في أشجارها طَرِباً لما يُغازِلُ أتراباً مُناغيها
وفي السماءِ نجومٌ لا تُفارِقُها إذا ألمَّ سوادُ الليلِ يُبديها
كأنما السحرُ ألقى ظلَّه ومَضى وخلّفَ السِّرَ لُغزاً ساكناً فيها
فأصبَحت بعيونِ الناسِ ساحرةً تُصيبُ من سحرِها الفتانِ رائيها
سئمت من زَحمَةِ الدُنيا وزينتِها وزرتُها قربَ حُرشٍ في أعاليها
جَلَستُ في عُتمةٍ في الليل أرقبُها على بصيصٍ من الأنوارِ واهيها
والليلُ أطبَقَ في صمت تَخَللهُ عِواءُ ذِئبٍ تَعالى في ضواحيها
والعِطرُ من شَجَر الياسمينِ فاض بها مع النسيمِ الذي غَطى نواحيها
لما رأيتُ بعيني حُسنَ منظَرِها سَهِرتُ للفَجرِ في وَجدٍ أُناجيها
نَظمتُ أُغنيةً حينَ إنفَردتُ بها كعاشِقٍ جاءَ في هَمسٍ يُناغيها
ودَدتُ لو أن لي بالعودِ مَعرفَةً لكُنتُ أعزِفُهُ لما أُغنيها
عزفتُ أوتارَ قلبي في محبَّتِها وصرتُ من نبضِهِ الأنغامَ أُهديها
سُحِرتُ من سَحَرٍ غطى بروعته سماءَها بغيومٍ نَوَّرت فيها
وصاحَ عند طُلوعِ الفجرِ مُبتهجاً ديكٌ على رَبوةٍ يَرتادُ عاليها
يا من تأمَّلَ في الدُنيا وبهجَتِها وراحَ يَجري وراها كي يُجاريها
سعادةُ النَفسِ تأتي من قناعتِها ومن بهِ جشعٌ يَشقى ويُشقيها
مدينَةُ السَّلطِ حَبلُ الوُدِّ يَربُطُنا من أمةٍ قُسِّمَتْ قَسراً أَراضيها
يا أُختَ نابُلُسٍ والأُمُّ واحدَةٌ أرضاً وأهلاً ووداً في تآخيها
من زارَ نابُلُساً يَلقى طَبيعَتَها تُشابهُِ السَّلطَ حتى في مَبانيها
لكِنما الدَّهرُ لم تَرحم عوائِدُهُ ولم يَعُد أَحدٌ نابُلسُ يَحميها
فكَم بيوتٍ على أصحابِها هُدِمَتْ ولم تَجدْ أحداً يأتي ليبنيها
وكم قلوب على أحزانها صَبَرتْ وما أتى زائرٌ يَوما يُواسيها
متى تَعَودُ الى نابُلسَ بَهجَتُها وتَخلَصُ الناسُ فيها من مآسيها
مِنَ التهاوِنِ ضَيَّعنا بَقيتَها وَصارَ مطلبُنا منها بَواقيها
يا أمةً فرَّطَتْ في أرضها زَمَناً واليومَ بعد ضياعِ الأرضِ تَبكيها
لن يُرجِعَ الأرضَ مَن بالأَمسِ ضَيَّعَها ولا الذي سَلَبَ الأوطانَ يُعطيها .
بأرضها عَلَتْ الأشجارُ باسقَةً سبحانَ ربي بماء المُزن مُرويها
تمُرُّ فَوقَ جبالِ السَلطِ ساكبةً سحابةٌ تَرتَوي منها أراضيها
فَتُخرِجُ الأرضُ أثماراً منوَعةً تيناً ولوزاً وزَيتونا بواديها
بها الكرومُ من الأعنابِ حاملةٌ من كلِّ لونٍ تجَلَّتْ في تدانيها
وَحينَ تطلَعُ شَمسُ الصُبحِ مُشرقَةً يأتي المُزارعُ في السَّلات يَجنيها
والطيرُ يَصدَحُ في أشجارها طَرِباً لما يُغازِلُ أتراباً مُناغيها
وفي السماءِ نجومٌ لا تُفارِقُها إذا ألمَّ سوادُ الليلِ يُبديها
كأنما السحرُ ألقى ظلَّه ومَضى وخلّفَ السِّرَ لُغزاً ساكناً فيها
فأصبَحت بعيونِ الناسِ ساحرةً تُصيبُ من سحرِها الفتانِ رائيها
سئمت من زَحمَةِ الدُنيا وزينتِها وزرتُها قربَ حُرشٍ في أعاليها
جَلَستُ في عُتمةٍ في الليل أرقبُها على بصيصٍ من الأنوارِ واهيها
والليلُ أطبَقَ في صمت تَخَللهُ عِواءُ ذِئبٍ تَعالى في ضواحيها
والعِطرُ من شَجَر الياسمينِ فاض بها مع النسيمِ الذي غَطى نواحيها
لما رأيتُ بعيني حُسنَ منظَرِها سَهِرتُ للفَجرِ في وَجدٍ أُناجيها
نَظمتُ أُغنيةً حينَ إنفَردتُ بها كعاشِقٍ جاءَ في هَمسٍ يُناغيها
ودَدتُ لو أن لي بالعودِ مَعرفَةً لكُنتُ أعزِفُهُ لما أُغنيها
عزفتُ أوتارَ قلبي في محبَّتِها وصرتُ من نبضِهِ الأنغامَ أُهديها
سُحِرتُ من سَحَرٍ غطى بروعته سماءَها بغيومٍ نَوَّرت فيها
وصاحَ عند طُلوعِ الفجرِ مُبتهجاً ديكٌ على رَبوةٍ يَرتادُ عاليها
يا من تأمَّلَ في الدُنيا وبهجَتِها وراحَ يَجري وراها كي يُجاريها
سعادةُ النَفسِ تأتي من قناعتِها ومن بهِ جشعٌ يَشقى ويُشقيها
مدينَةُ السَّلطِ حَبلُ الوُدِّ يَربُطُنا من أمةٍ قُسِّمَتْ قَسراً أَراضيها
يا أُختَ نابُلُسٍ والأُمُّ واحدَةٌ أرضاً وأهلاً ووداً في تآخيها
من زارَ نابُلُساً يَلقى طَبيعَتَها تُشابهُِ السَّلطَ حتى في مَبانيها
لكِنما الدَّهرُ لم تَرحم عوائِدُهُ ولم يَعُد أَحدٌ نابُلسُ يَحميها
فكَم بيوتٍ على أصحابِها هُدِمَتْ ولم تَجدْ أحداً يأتي ليبنيها
وكم قلوب على أحزانها صَبَرتْ وما أتى زائرٌ يَوما يُواسيها
متى تَعَودُ الى نابُلسَ بَهجَتُها وتَخلَصُ الناسُ فيها من مآسيها
مِنَ التهاوِنِ ضَيَّعنا بَقيتَها وَصارَ مطلبُنا منها بَواقيها
يا أمةً فرَّطَتْ في أرضها زَمَناً واليومَ بعد ضياعِ الأرضِ تَبكيها
لن يُرجِعَ الأرضَ مَن بالأَمسِ ضَيَّعَها ولا الذي سَلَبَ الأوطانَ يُعطيها .
***
مواقع النشر (المفضلة)