قال دولة رئيس الوزراء في لقائة مع مجلس نقابة الصحفيين حرفياالحكومة لا يغضبها النقد الموضوعي ، بل انها ظاهرة مفيدة يمكن أن تثري العمل ، شرط أن لا يكون النقد شخصيا) وأكد ايضا: (ان من شغل المنصب العام يجب أن يتحمل النقد الموضوعي).ونقل عنه انه قال ايضا ، في اشارة الى القضية التي رفعها رئيس مجلس النواب – بإسم المجلس- على الزميل خالد محادين ، قال دولته: (لو ان خالد محادين كتب عن الحكومة ما كتب عن مجلس النواب لقبلت رأسه). انتهت الإقتباسات .
طبعا، يسرنا جميعا ان نعرف ان الحكومة لا يغضبها النقد الموضوعي ، لكني لم افهم كيف يمكن ان يكون النقد الموضوعي شخصيا ما دام يطال الأشخاص في المنصب العام ، اذ اننا مهما ابتعدنا عن ذكر الأسماء فنحن في الواقع ننتقد اشخاصا ما بصفتهم الوظيفية ، اما اذا انتقدناهم شخصيا وفي أمور لا علاقة لها في الأداء فيحق لهم المطالبة بحقوقهم قضائيا وعشائريا او تحصيلها يدويا .
اما بالنسبة للزميل محادين الذي قال دولته انه كان سيقبّل رأسه(افترض انا ان ليس هناك خربطة في احرف كلمة قبلت) لو كتب ناقدا الحكومة ، فأقول ..ما حدا احسن من حدا ، فقد كتبت اكثر من اربعة مقالات نقدا للحكومة حول مضاعفة رواتب السادة الوزراء ، وكتب الكثير من الزملاء في جميع الصحف والمواقع الأليكترونية ،حول ذات الموضوع ناقدين .لذلك – وعلى قاعدة ما حدا احسن من حدا- أطالب ان يبوس دولة رئيس الوزراء رأسي حسب وعده للزميل محادين ، لا بل ان يجمع كل من كتب حول الموضوع في الصحف والمواقع الأليكترونية ،ويفتتح مبوسة وطنية على باب رئاسة الوزراء ويشرع في تبويسنا واحد واحد…ع الدور، فوعد الحر دين عليه، الا اذا رغب دولته بتأجيل دفع هذه الديون وإضافتها الى ديون الخزينة ، مما قد يضطرنا الى تقديم شكوى الى البنك الدولي او صندوق النقد الدولي ..من اجل جدولتها.
يقولون في المثل الشعبي (بوس الدقون ضحك على اللحى) ، وغنى محمد عبد الوهاب (لا تبوسني في عيني ..دي البوسة في العينين تفرق)، أما الفاضلة هيفاء وهبي فتطلب منا أن نبوس (الواوا) دون ان تحدد مكانه ، وغنى المرحوم فارس عوض (حبحبني عالخدين شو هالجسارة)…. وهناك الكثير من انواع البوس وأماكنها، لكن احد لم يحدد ولم يغني ولم يحذر أو يحبذ بوس الرؤوس.
لا ننكر ان قصة بوس الرؤوس انتشرت في عهد رئيس وزراء سابق ، وصارت موضة وطنية ،لكنها تضاءلت مع الزمن، واختفت مع اختفاء شعار الدفع قبل الرفع. لكننا ننكر على الرئيس وعده ان يبوس قرعة زميلنا خالد محادين ، ويحلق لي ع الناشف،مع اني احظى بكشة بيضاء تصلح لاستخدامها ليفة جلي أو حمام على الأقل.ننكر على دولة الرئيس هذا الكيل بمكيالين ، ولا نعذره حتى لو كان القصد ببوس الرأس هو الإرضاء، كما هو مفهوم في المصالحات الشخصية، حيث تبوس رأس من اسأت اليه دلالة على الإعتذار، وهذا العذر لا يصلح في حالة الزميل محادين ..ولا يصلح لنا جميعا بالتأكيد.
افضل بوسة من دولة الرئيس لأي كاتب صحفي هي أن ترد وزارته على كل مقال مكتوب ، أما للتكذيب ، او للتبرير ، أو للتصديق ، او للإعتراف ، او لأي سبب آخر….أما ان يتركوننا نكتب بعض ما نشاء (ويوافق رئيس التحرير على نشره)، دون ان ان يأبه بنا احنا احد او يوضح لنا احدد أو يرد علينا احد..فهذه اهانة للكاتب وللناس جميعا، ونفضل عليها ان تقام علينا الدعوات القضائية ونستدعى للأجهزة ، او حتى، يقام علينا الحد.
حتى الآن، لم ترد الحكومة سلبا ولا ايجابا ، حول زيادة رواتب السادة الوزراء ، وقد نشرت الصحف مع تصريحات دولة الرئيس ،خبرا اخر يقول ان مضاعفة رواتب الوزراء صارت نافذة المفعول منذ شهر وبأثر رجعي شمل الوزراء الذين طاروا في اخر تعديل. وكنا نتمنى ان ترد الحكومة على الموضوع بأي شيء .
والى حين ان تقرر الحكومة الرد على النقد الصحفي الموجه ضدها بشكل رسمي، ينشر في مكان المقال او التحقيق الصحفي ، فأننا نقبل ببوس الرؤوس، على سبيل محاولة تنشيف ريق الحكومة.
اوحط راسك بين الروس وقول يا بوّاس الروس.
مواقع النشر (المفضلة)