لما قطفت من جفون الورد أنغاما ندية
وشدوت للطرف الكحيل وعَبرتي رجع المنية
والآه تمخر في عروق الليل تنزف شاعرية
امسيت مكسور الجناح وبت أجنحتي الخفية
لما جمعت حطام قلبك واستمعت إلى رؤاه
ولمحت في ركن الصبايا قبلة وسمعت آه
ورأيت أنقاض العناق على طلول من شفاه
أدركت أني قد قضيت ولن أعود إلى الحياة
لما توسَد صدري المطعون طيف الذكريات
وظننت أن البحر يسعفني بشيء من فتات
وسريت في الم المدى وطنا تناثر في الشتات
ودعت شطآن الوجود مهاجرا وكتبت : مات
لما تمرد في رفاق الليل إيحاء طريف
وتسللت نفحاته حلما يداعبه رفبف
وسرت تباشير الحياة بنبض أغصان الخريف
لملمت بعض ملامحي ورجعت في أمل ضعيف
لما صلبت على جدار الصمت أقنعة الخنوع
ودفنت أوسمة التهافت في أخاديد الركوع
وسئمت كل قبائلي ونفيت من عيني الدموع
صليت في الأقصى العشاء ونمت في مهد اليسوع
لمت اطَلَّ على يقين الشك شك من يقين
والصمت يهتف في الفيافي لن نهون ولن نلين
وتزاحمت نوب الزمان وذُب في الوتر الحزين
أقسمت أن القدس سيدتي على مر السنين
كوني الإشارة والضمير وحال امتنا الهزيلة
كوني الضياع على فراش الزيف في جسد الفضيلة
كوني السفينة والشواطئ والمنازل والقبيلة
كوني لشمشون العروبة نزوة وهوى دليلة
عبثا أحاول أن أعود إلى مدارات المدار
والنفس تنزف بالشجون ونفح مولدها احتضار
وعباءة التطواف بالية المعالم والقرار
وأنا المسافة بين أشلاء المنى وأنا الحصار
فلترحلي يا شمس من افقى فان الليل ارحم
وليأتني حلمي المطوِّف بسمة تهفو لمَبسَم
وليغمر الالق المهيمن بالدجى أحلام مغرَم
فالليل بِدءٌ للجمال وخفقة بشغاف مُلهم
اسأل دمي هل عانق النجوى على نغم سواك
واسأل جراح القلب كم باتت تبتل في رؤاك
واسأل مدى الخطوات في دربي إذا ارتسمت خطاك
أخبا اللهيب بمهجتي أم أن قلبك قد جفاك؟!
ماذا اقول إذا غدا التغريد فينا كالعويل
والأمس فيض مرارة وغدُ السعادة مستحيل
عبثا أقيم على سفوحك أيها الليل الطويل
ولمن اردد "عائدون" ونحن في ركب ذليل
هل يورق الوتد الأبي وتستريح المطرقة
ويحيل صمت الأرض في شفة الخمائل شقشقة
فالحرف في وطني جحود والكتابة زندقة
لا تيأسوا فلكل من عشق الحقيقة مشنقة
مواقع النشر (المفضلة)