آخر ابتهالات الحب
جئتكِ وانا مُبعثر الروح مُحطَّم الحظ
مجهول الكيان مشرَّد الهوى
قد أضعتُ في الحب أوصالي
فانهارت افكاري تِباعاً من على
فما اقسى حنين الأمطار للبحر
و مثله غربة الطير في حالك السما
فسألتكِ و دمعٌ في القلب يتقدُ
أمحرمٌ على الزهور نشرُ الشذى
أمعيّبٌ على الأُفق احتضان الفجر
و كذا عزف النجوم من وحي الفضا
و ما ذنب العيونِ إذ وهبها الله حوَراً
يترامى كديم القطر على اكتاف المسا
فكأنهما متحفان لنفـــــيس الانوثة
قد فاضا بأسرار الجمال للــــــورى
فوالله – يا روضة أسراري – ما رأيتها
إلا شهقت مشدوهاً: سبحان من سوّى
اسرابٌ من غزلان الطفولة تسحقني
اذا بان وجهها كالقمر وسط الدجى
فراشٌ من ياسمين الشّعر ترفرف بي
لو تراقص اسمها على مسمعي و انحنى
فصنعت من اسمها ابجديةً للروح
وشيدت جبال دُرٍ احزانها نخلا
وراح قلبي يطاول بها نائي الكواكب
ولا هاب شهبَ القدرِ ولا اروعى
فاضفت لها مع كل صباح شمسَ قصيدةٍ
و من القوافي كل مساء غسقً كالرؤى
فاصبحتُ في غضون ثوانٍ قليلة من
الحب مُعمر عشقٍ و موطناً للجوى
ثم حط ببريد كياني ظرفٌ من عليين
" الى طفل القلب " عنوانه " لا "...
فعرفت أن كبريائي قد رجحت كفته
وأن عنفوان الخريف ونيسان لا يلتقيا
فأحدنا قد فاق الاخر قدسيةً
فتنافرنا مثل وردتين ذراهما الهوى
فلحبكِ لؤلؤ الشكر و خزامى الامتنان
فلولاه ما نهلت من قلبي جداول الضيا
لولاه ما لمحت خفقان روح الطبيعة
ولا فقهت لغة الاشجار و الندى
لولاه ما سكرت برائحة هدوء الليل
ولاختبأ في قعري المحار وما طفى
أما الان فلن أتقيأ قلبي أبداً
ولن ألجمه الحقد اذا صوته علا
فكما كنتِ مليكة على كل جوارحي
تفضلي- بكل تمجيدٍ- الى عرش الذكرى
محمد قسايمة
جميع الحقوق محفوظة
مواقع النشر (المفضلة)