التخفيض الأكبر وصل إلى 17% لبعض المشتقات
الأردنيون الأكثر سعادة بتراجع النفط بعد ثامن تخفيض في أسعار المحروقات
يبدو الأردنيون الأكثر سعادة بالتراجع المضطرد في أسعار النفط العالمية؛ إذ تنعكس الانخفاضات فورا على أسعار المحروقات التي تدخل في حياتهم اليومية، منذ أن قررت الحكومة تحرير سوق المشتقات النفطية، ورفع الدعم كاملا عن هذه المنتجات منذ بداية العام الحالي.
وقررت الحكومة في الأردن تخفيض أسعار المشتقات النفطية اعتبارا من اليوم الأحد 14-12-2008 بنسبة تراوحت بين الـ5% والـ17%، ليكون هذا التخفيض هو الأكبر الذي تشهده أسعار الوقود على الإطلاق، وسط ارتياح واسع في المملكة التي تستقبل فصل الشتاء البارد.
وقالت مصادر متطابقة في الأردن لـ"الأسواق.نت" إن السعادة تغمر آلاف الأردنيين الذين بدءوا بالتوافد اليوم الأحد على محطات الوقود لتخزين احتياجاتهم من مادتي الكاز (الكيروسين) والسولار (الديزل) المستخدمتين في وسائل التدفئة التقليدية بالأردن، واللتان حظيتا بالتخفيض الأكبر في السعر.
التخفيض الأكبر
وقرر وزير الصناعة والتجارة عامر الحديدي تخفيض أسعار المشتقات النفطية بما يتناسب مع توصيات "لجنة التسعير" التي أوصت بهذا التخفيض تناسبا مع الأسعار العالمية للنفط والذي هوى من حدود 140 دولارا في يوليو/تموز الماضي إلى حوالي 40 دولارا هذه الأيام.
وبموجب القرار الذي بثته وكالة الأنباء الرسمية فقد تم تعديل أسعار بيع كافة المشتقات النفطية ليصبح سعر لتر البنزين العادي 0.35 دينار، والبنزين الخالي من الرصاص 0.405 دينار، أما اللتر الواحد من مادتي السولار (الديزل) والكاز (الكيروسين) فيبلغ 0.355 دينار أردني (الدولار = 0.71 دينار).
وبهذا التخفيض يكون سعر الكاز والسولار قد انخفض بنسبة 17.4% عن سعره السابق، أما سعر البنزين العادي فقد انخفض بنسبة 5.4%، وانخفض سعر البنزين الخالي من الرصاص بنسبة 5.8%.
ومنذ مطلع العام الحالي رفعت الحكومة دعمها النقدي بشكل كامل عن المشتقات النفطية وشكلت لجنة تسعير تجتمع شهريا وتوصي بخفض الأسعار أو رفعها تبعا للسعر العالمي للنفط، وبموجب هذه السياسة الجديدة اضطرت الحكومة لرفع أسعار الوقود عدة مرات، وبلغت هذه الأسعار ذروتها صيف العام الحالي؛ إلا أن هذه الأسعار بدأت في الانخفاض التدريجي منذ عدة شهور.
وهوت أسعار المشتقات النفطية في الأردن منذ يوليو/تموز الماضي حتى الآن بنسبة تراوحت بين 60 و65%، تناغما مع الانخفاض الكبير لأسعارها عالميا.
8 تخفيضات
وقال الخبير والمحلل الاقتصادي الأردني سلامة الدرعاوي لـ"الأسواق.نت" إن الحكومة اكتسبت مصداقية جيدة خلال الشهور الماضية، وبدت ملتزمة فعلا بالأسعار العالمية؛ حيث رفعت الأسعار 4 مرات فقط، وخفضتها 8 مرات أخرى كان آخرها تخفيض اليوم.
وأكد الدرعاوي الذي تحدث من الأردن عبر الهاتف: "إن الانخفاض في الأسعار المحلية يتوافق مع الأسعار العالمية للنفط، حيث انخفض سعر البرميل عالميا بنسبة تراوحت بين 60% و65%، وانخفض السعر المحلي للمحروقات بنفس النسبة".
وأقر الدرعاوي بأن الأردن استفاد من الأزمة المالية العالمية، لكنه قال إن هذه الفائدة "على المدى القصير فقط"، مشيرا إلى أن لدى الأردنيين ارتياحا كبيرا وواضحا لانخفاض الأسعار.
وبحسب الدرعاوي فإن الفرد في الأردن ينفق نحو 26% من دخله المالي على الطاقة بمختلف أنواعها، سواء لأغراض التنقل أو التدفئة أو غيرها، مشيرا إلى أن فاتورة الأردن النفطية تدور حول 3 مليارات دولار سنويا.
سعادة وارتياح
ويتفق المحامي إبراهيم أبو حماد مع الدرعاوي في أن لدى الأردنيين سعادة وارتياحا جراء انخفاض أسعار الطاقة، لكنه يشير إلى وجود مخاوف من عودة الأسعار إلى الارتفاع، وخاصة مع التوقعات التي تتحدث عن ارتفاع متوقع لأسعار النفط لتتجاوز 75 دولارا.
وقال أبو حماد لـ"الأسواق.نت": إن الحكومة في الأردن ما زالت تحث الناس على الاقتصاد في استهلاك الطاقة خوفا من معاودة الارتفاع في المستقبل.
وأضاف: "لدى الناس مخاوف من ركود اقتصادي.. ارتفاع النفط في السابق أوجد أزمة، لكن الناس متخوفون الآن من أزمات جديدة مختلفة ترتبط بالركود وأزمة الائتمان وحالة الخوف والحذر التي يعيشها القطاع الخاص".
مواقع النشر (المفضلة)