اوباما يعرض مقايضة (الدرع الصاروخية) ببرنامج ايران النووي ومدفيديف يرفض
عواصم - وكالات - اعتبر الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف في مدريد امس ان ربط المباحثات بشان مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ بالبرنامج النووي الايراني، كما تريد واشنطن، امر غير بناء . غير ان مدفيديف رحب باستعداد ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما لفتح محادثات حول مشروع الدرع الصاروخية الاميركية الذي اطلقه سلفه جورج بوش. واعرب عن تاييده لدرع صاروخية مشتركة لصد التهديدات الشاملة .
واعلن مسؤول اميركي كبير امس ان الرئيس اوباما وجه رسالة الى مدفيديف تربط مستقبل الدرع الاميركية بموقف روسيا من الخطر الايراني. وقال المسؤول رافضا كشف اسمه ان الرئيس اوباما وجه رسالة الى مدفيديف تتناول عدة مواضيع بما فيها الدرع المضادة للصواريخ والطريقة التي تربطها بالخطر الايراني . وكان يرد على سؤال حول مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز امس وجاء فيه ان الرئيس اوباما وجه رسالة الى نظيره الروسي ابدى فيها استعداد الولايات المتحدة لعدم نشر الدرع المضادة للصواريخ في اوروبا مقابل مساعدة روسيا في الملف النووي الايراني. ولم يعط المسؤول مزيدا من التفاصيل حول فحوى الرسالة ولا تاريخها لكن الصحيفة قالت انها ارسلت الى موسكو قبل ثلاثة اسابيع.
وقبل تصريحات ميدفيديف كانت وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس نقلت عن ناتاليا تيماكوفا المتحدثة باسم الرئيس الروسي قولها إن الخطاب الذي أرسله أوباما يحوي سلسلة من المقترحات والتقديرات حول الأوضاع الحالية في العالم. وذكرت المتحدثة أن خطاب أوباما كان ردا على خطاب سابق من ميدفيديف. وأضافت المتحدثة أن روسيا تأمل مناقشة مبادرات محددة خلال الاجتماع المرتقب بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون وأيضا خلال اجتماع أوباما وميدفيديف في قمة العشرين المقررة مطلع نيسان المقبل في لندن.
ويظهر الربط الاميركي بين الدرع الصاروخية وبرنامج ايران النووي من تصريحات كلينتون امس في القدس المحتلة التي كررت فيها عزم الولايات المتحدة على منع ايران من امتلاك اسلحة نووية لكنها احجمت عن التعليق على تقرير النيويورك تايمز . وقالت كلينتون ان واشنطن تشارك اسرائيل مخاوفها من ان ايران تسعى لامتلاك اسلحة نووية. وأضافت كلينتون ما قلناه تحديدا فيما يتعلق بالدفاع الصاروخي في أوروبا ان الغرض منه كان دوما التصدي لاي صواريخ قد تطلق من ايران. ومازال هذا هو موقفنا.
شرحنا ذلك للروس من قبل . وقالت عن الاجتماع المزمع مع لافروف في جنيف هناك جدول اعمال واسع سنناقشه مع الروس. سنبدأ هذا من الجمعة .
ومن ناحية أخرى رحب وزير الدفاع الألماني فرانس جوزيف يونج الذي يقوم حاليا بزيارة لروسيا بإشارات تهدئة التوتر في الخلاف المستمر حول الدرع الصاروخية التي تخطط الولايات المتحدة لإقامتها في شرق أوروبا. وقال يونج عقب اجتماعه مع نظيره الروسي أناتولي سرديوكوف امس في موسكو: يتعين على أمريكا وروسيا وأوروبا أيضا التوصل إلى قرار مشترك حول هذا الأمر . وأكد يونج ضرورة التشاور بين روسيا والغرب حينما يتعلق الأمر بموقف جديد تجاه إيران.
وفي براغ أبدت جمهورية تشيك تحفظها إزاء العرض الاميركي لروسيا . وقالت زوزانا أوبليتالوفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية التشيكية : لم ترد لدينا معلومات حول هذا الشأن وإننا ننتظر زيارة أوباما لبراغ . وذكرت أوبليتالوفا أنه من الطبيعي تماما أن تدرس الحكومة الأمريكية الجديدة خطط نشر صواريخ دفاعية في شرق أوروبا.
وفي وارسو أعرب مكتب الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي عن خيبة أمله إزاء الأنباء التي ترددت بشأن خطط الولايات المتحدة للتخلي عن إقامة الدرع الصاروخية. وقال فلاديسلاف ستاسيكا نائب رئيس المكتب الرئاسي البولندي إن هذا نبأ سيء ، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة أن تستمر بلاده في المحاربة من أجل الدرع الصاروخي.
واتهم ستاسيكا حكومة رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بإطالة المفاوضات مع واشنطن حول هذا الشأن
مواقع النشر (المفضلة)