طهران* - قالت ايران يوم الاثنين ان الولايات المتحدة تمنى بفشل في أفغانستان وان هناك حاجة لانتهاج اسلوب جديد بعد أربعة أيام من اعلان واشنطن انها ستدعو طهران لمؤتمر دولي لبحث الوضع في افغانستان.

ولم يوضح وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ما اذا كانت ايران ستقبل الدعوة الامريكية للاجتماع المقرر هذا الشهر بشأن افغانستان والتي تمثل مفاتحة سريعة من جانب الادارة الامريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما تجاه ايران.

وقال متحدث باسم الحكومة الايرانية يوم السبت الماضي ان بلاده ستدرس الدعوة وانها مستعدة لمساعدة افغانستان في مواجهة تعاظم تمرد طالبان.

وقال محلل ايراني انه يعتقد ان ايران ستحضر لانها "تريد الاعتراف بها كطرف رئيسي في افغانستان".

ولا تربط ايران والولايات المتحدة علاقات دبلوماسية منذ نحو 30 عاما وتنخرطان الان في مواجهة بشأن برنامج طهران النووي الذي يشتبه الغرب في انه يهدف الى انتاج قنابل وتؤكد ايران ان أغراضه سلمية.

لكن المحللين يقولون ان الغريمين يشتركان في مصلحة واحدة الا وهي تحقيق الاستقرار في أفغانستان.

وقال متكي ان الولايات المتحدة جاءت الى افغانستان قائلة انها ستقضي على التطرف وتحقق الامان وتنهي تجارة المخدرات.

وقال لمحطة تلفزيون حكومية "كل المؤشرات المتعلقة بهذه المجالات الثلاثة تظهر أن الاوضاع قد تدهورت بحدة."

وقال متكي ان هذا يوضح ان السياسة الامريكية في افغانستان "غير صحيحة".*

وأضاف انه ينبغي على المسؤولين الامريكيين ان "يشيروا الى انهم يريدون انتهاج توجه جديد."

وقال قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان الجنرال ديفيد مكيرنان لهيئة الاذاعة البريطانية يوم الاثنين انه رغم النجاح الذي تحقق في بعض مناطق افغانستان الا ان حلف شمال الاطلسي لا يحقق فوزا في مناطق من الجنوب.

وقال في مقابلة "هناك مناطق اخرى.. مناطق كبيرة في الجزء الجنوبي من افغانستان بصفة خاصة وفي اجزاء من الشرق لا نحقق فيها فوزا."

ودعت ايران في احيان كثيرة القوات الامريكية الى الانسحاب من المنطقة قائلة انها تزيد الاوضاع سوءا.

وقال أوباما فيما اعتبر تحولا كبيرا عن السياسة الامريكية السابقة انه يريد اشراك ايران في الامر. ومبادرة افغانستان ستكون بداية تقارب دبلوماسي مع طهران.

ورغم أن ايران والولايات المتحدة ناقشتا أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة الا ان ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش عملت على ان تبقي الحكومة الافغانية الجديدة الموالية للغرب ايران بعيدة.

وتوقع المحللون أن فريق أوباما من المرجح ان يبدأ حوارا مع ايران بشأن مسائل مثل افغانستان حيث تحاول الولايات المتحدة قلب موازين حرب قد تخسرها وحيث تعتزم ارسال قوات اضافية قوامها 17 الف جندي.

وقال المحلل الايراني الذي رفض ذكر اسمه "ايران لا تتمتع بنفوذ كبير في افغانستان."

وأوضح وزير خارجية افغانستان رانجين دادفار سبانتا رغبته في حضور ايران المؤتمر الذي قد يعقد يوم 31 مارس اذار الجاري وسيضم دول الجوار ومنها باكستان ودول أخرى

وقال سبانتا للصحفيين خلال زيارة لطهران "نحن نرحب بقوة بأي دور ثمين قد تريد ايران القيام به لتعزيز السلام في أفغانستان."

وقال محمد حسن خاني الاستاذ المساعد للعلاقات الدولية في جامعة الامام الصادق في طهران ان من مصلحة الدولتين الاسلاميتين والغرب ان تعمل طهران وواشنطن على حل مشكلاتهما.

وكتب في صحيفة واشنطن بوست يقول "الجهود التي تشمل نوايا طيبة وتعاملات ومفاوضات ستكون أكثر نجاحا بالتأكيد من استمرار العداء... الولايات المتحدة بدأت بدمج ايران في مناقشات تتعلق بافغانستان."

*

الحصن نيوز + رويترز

تفاصيل الخبر هنا..