مع توسع إمبراطورية بوابة "غوغل" الإنترنتية وازدياد أنواع البرامج المجانيّة التي تقدمها، ومع الثقة شبه العمياء التي يضعها المستخدمون في منتجاتها، فإنّ كميّة المعلومات التي تمرّ عبر أجهزة شركة "غوغل" تقدّم لها تقريرا مفصلا عن مستخدميها، بمن فيهم بعض القرّاء. وإن كان هذا الأمر مخيفا بعض الشيء، فإنّ معرفة أنّ اعتماد الشركات على منتجات "غوغل" المجانيّة يزداد في كلّ يوم هو أمر مرعب، وذلك بسبب سهولة وصول "غوغل" والحكومات والقراصنة وبعض الأفراد والشركات المنافسة إلى معلومات المستخدمين السريّة، ومن دون وجود طريقة قانونيّة لمنعهم من ذلك. والأمر الأسوأ من ذلك هو أنّ "غوغل" قد قامت بشراء شركة "دبل كليك" DoubleClick المتخصّصة في الإعلان على مواقع الإنترنت، ما يسمح لـ"غوغل" بمعرفة النزعات الشرائيّة للمستخدمين، وربطها مع معلومات المستخدمين الموجودة لديهم عبر أسطول كبير من البرمجيّات والخدمات المجانيّة التي تقدّمها الشركة، بالإضافة إلى قيام المستخدمين باستخدام برنامج "غوغل ديسكتوب" Google Desktop الذي يقوم بنسخ الملفات إلى أجهزة الشركة الخادمة بعد مواقفة المستخدم على ذلك من دون أن يدقق في ما وافق عليه. وبعد معرفة ما تمّ ذكره، هل ما زال بإمكانك الوثوق في خدمات "غوغل"، أو التأكد من عدم كشف معلوماتك "بالخطأ" للجهات الأمنيّة أو القراصنة، أو حتى أمام القطاع الخاص؟
* ربط معلوماتك الشخصيّة
* بعد شراء "غوغل" لشركة "دبل كليك" الإعلانيّة، فإنّه يمكن القول انها حصلت على منجم غنيّ بالمعلومات عن متصفحي الإنترنت، مثل تكرار زياراتهم لمواقع محدّدة، وأوقاتها، ومعرفة ما اذا قام المستخدم بالنقر على إعلان ما أم لا، أو هل قام بشراء سلعة ما من الصفحة أو لا، بالإضافة إلى معرفة اسم المستخدم وكلمة السرّ الخاصّة به، ووجود القدرة على قراءة الآلاف من ملفات الـ"كوكيز" Cookies (الـ"كوكي" هو ملف صغير جدّا تقوم صفحة الإنترنت بوضعه ثم ايجاده على جهاز المستخدم بدون علمه، يقوم بحفظ معلومات عن هويته أو بعض المعلومات الأخرى، وذلك لتقوم الصفحة بتحليلها عندما يعود المستخدم إلى نفس الموقع مرّة أخرى) للمواقع الأخرى.
وإن قامت "غوغل" بتحليل هذه المعلومات الموجودة وربطها ببعضها البعض وبالمعلومات الموجودة على أجهزتها المركزيّة، مثل بريد "غوغل" Gmail و"تقويم غوغل" Google Calendar وبرامج "غوغل" المكتبيّة لتحرير النصوص وجداول الحسابات والكثير غيرها، فإنّ باستطاعتها معرفة تاريخ وصول بريد إلكترونيّ من شخصّ ما، ونوع الصفحات التي قام المستخدم بالنقر عليها بعد ذلك، وقراءة الملفات التي قام بحفظها على أجهزتها المركزيّة أو على كومبيوتره الشخصيّ (بفضل برنامج "غوغل ديسكتوب" الذي يقوم بتسريع عملية البحث عن الملفات ونسخها إلى كومبيوترات "غوغل" المركزيّة)، أو معرفة البلد الذي اختاره المستخدم عبر برنامج "خرائط غوغل" Google Maps بعد تصفحه لصفحة محدّدة على الإنترنت. هذا ومن الممكن معرفة رقم بطاقة المستخدم الإئتمانيّة بعد قيامه بشراء سلعة ما عبر الإنترنت، ومعرفة تاريخه الشرائيّ بشكل مفصل. وهذا الأمر يجعل من "غوغل" الشركة الأكبر التي بإمكانها جمع معلومات عن المستخدمين في أسرع زمن ممكن
مواقع النشر (المفضلة)