صديقي…
كان صديقي
طول سنين
واليوم..
ضاع منه الحنين
ومات الوفاء فيه…
وظل صديقي
رغم الأسى
يزرع في الظهر
ألف سكين ..
كان أجمل من الورد
أرق من زهر الندى
بل أصفى من السماء
في ليل نيساني
حزين …
صديقي
أغواه السلطان
ببعض نقود
وكرامة تلين...
فشرب دماء الفلاحين
وأكل عرق المساكين
كفر وطغى …
بغى واستكبر
كالشياطين….
كان نظيفاً كالثلج
وأبيض كالياسمين…
كان …
صادقاً جداً
قبل أن يزور بلاط السلاطين ..
صديقي
قلبه طيب
يملئه الحنين ..
كنت أهواه
وأحب الإيمان في عيناه
تعلمت منه الكــثير
وفاء
وإخلاص
وتضحية
وحنين…
ولكني رضيت الآن
بما طوته السنين
فالصدق مفتاح نجاة العالمين …
فلما اليوم
عما علمني صديقي
عاد حزين…
فيوم تلاقينا من زمان
قبل سنين…
كان يحلم أن يبني
بيتاً من طين ..
ويزرع الأرض
ويطعم المساكين ..
فقد كان بسيطاً
يحفظ القـرآن
ويقرأ في الإنجيل ..
يعرف كيف يشكر ربه
ويحمده
كل حين…
حتى جاء الليل الغادر
زار صديقي
البيت الكافر
وبات هناك…
كنت أظن أنه سيعود
بعد حين ..
انتظرته طويلاً
لكن الحلم بات يموت
وينام في أحضان
الملاعين…
فقضيت العمر
مكسور الفؤاد
عليل…
أبحث عنه
ليل نهار…
كنت أبكي عليه دوماً
وأدعو الله
أن لا يطول الانتظار..
فسمعت أخباراً
لا أصدقها
ومخاوفي كبرت
في أحشائي …
إلا أن جاء الحق
ورأيت صديقي
يخرج من قصر السلطان
كان أشبه بصديقي
وحوله المنافقين
بكل الألوان…
عسس ومرابين
فعلمت أن صديقي
مذبوح من الوريد للوريد ..
فقد خرج ملطخاً
بدماء الفقراء والمساكين …
فقد أصبح كشارون
يشرب الدماء حين ينام
يأكل أرزاق المعتالين…
بعدما كان كالطفل اليتيم …
ناديت عليـه
فالشوق يحرقني
إشتياقاً إليه…
فنظر للوراء
رأيت الحقد
للماضي ..
ونظرة الاستعلاء
فأمر الجند ..
أن يقطعوا رأسي
حتى لا أروي لأحد
قصة بأسي
وحزني
ويأسي….
مواقع النشر (المفضلة)