مشاعر سامية

[أميرة قوس النصر]

حياتنا مليئة بالمشاعر الحقيقية والمزيفة على حد سواء ولعل "الحب" أحد ابرز تلك المشاعر التي تدور في افلاك يومياتنا بانتظام، ففي قلوبنا وفي بيوتنا وفي الفيلم والدعاية وعلى باكيت العصير حب، وعادة ما نبرر استهلاكنا المفرط لتلك المادة باعتبارها "مشاعر سامية" ترقى فوق اي شعور انساني آخر وتمثل قيم التضحية والاخلاص والترفع عن عيوب الآخرين.


وانا لا اختلف مع كل ما سبق ذكره ولست من اعداء "عمو حب" ولن اتطرق الى الحديث عن سمعته التي ساءت كثيرا في الآونة الاخيرة ولكنني اريد فقط ان الفت النظر إلى باقي الانواع المختلفة من المشاعر وأطالب بإيلائها بعض الاهتمام، فالتعاطي المزمن مع الحب جعله باهتاً خالي من النكهة، وبإسمه صرنا نتقبل الاهانة ونستوعب الاساءة ونخدع انفسنا بدعوى التسامح.............


لماذا لا نتحدث عن روعة الغضب على سبيل المثال؟ فعندما يتم شتم الذات الالهية "نزولاً عند رغبة ازعر" يصبح التسامح قبيحاً ويغدو الغضب نشوة، وفي الغضب لله وللدين والوطن والكرامة تصبح "الهوشة" مظهر حضاري مشرف نباهي به الأمم، كما تحلو المشاعر ايضاً اذا ما واجهنا شخصاً فظاً طويل اللسان واستشعرنا وجوب مساعدته بوضع حد لتماديه وعندها تصبح "المسبة" في منتهى الرقي لاننا استخدمناها في وقتها المناسب والي "أكلها بستاهلها"، ولن انسى ايضا استباحة عرض الامهات الفاضلات كلما رغب احدهم في مناداة صديق له حيث لا يمكن حينها ان يكون تبسمنا في وجه اخينا الذي "بهدلنا للتو ممازحاً" صدقة. ثم بعد كل ماذكر يرن موبايل على وقع نغمة عاطفية "تعصر القلب" ونبدأ بالمواء مثل "البسس" في حديث حب ...............


على اية حال فالحب على عيني وراسي ولكننا بحاجة الى شيء من التغيير، يعني لو يتوفر في حياتنا إلى جانب السيد حب "الله يطول عمره" رشة من الكبرياء على تصرفاتنا، صورة للآنسة "رقي" على لوحة اعلانات في الشارع، ان نشاهد السيدة "احترام" التي طال غيابها في برنامج هادف، أن نستشعر طعم"عزة النفس" في تعاملنا مع ذاتنا اولاً ثم مع في تعاملاتنا مع الآخرين، كما اتمنى ايضا ان تتوفر في مستودعات قلوبنا شوالات كراهية من العيار الثقيل لنتمكن من توزيعها على كل متأنسن على شكل انسان وعلى كل لص يطمع في سرقة فرحة من حلم و طفولة من امومة و أرض من روح ..........


وأخيراً نحن بحاجة إلى كميات كبيرة من "السمو" لنضيفها إلى مشاعرنا المختلفة، ذلك لأن المشاعر أياً كانت طبيعتها ومتى كانت صادقة فهي بكل تأكيد: "مشاعر سامية"...........


رحمة منذر مريان

[محمد العزام]

مشكورة مها