منذ الميلاد وأنا أزاول مهنة "بني آدم" وبانتظار الحصول على ترقية إلى رتبة "إنسان" والتي "عادة" ما يتزامن تاريخ الحصول عليها مع تاريخ الوفاة، ولا شيء جديد على الإطلاق سوى الصيف والحر والملل.................
الوجوه ذاتها تتكرر كل يوم ولم نعد نلتقي "بهؤلاء" الذين يشبهوننا باختلافهم المطلق عنا أو "أولئك" الذين تشعل حماستهم هدوئنا فنعطي: لأننا نقتدي بهم، لأننا نغار منهم أو ربما لمجرد الجكر، كل هذا غير مهم، المهم أن عطاءاً يحدث في النهاية!! ولكن على مايبدو أن "هؤلاء" و "أولئك" قد رحلوا مع مطر الشتاء أو ذبلوا مع الحر أو ربما جفوا على رصيف ما، فما عدنا نرى اختلافاً ولا حماسة وما عدنا نعطي أو نأخذ وماعادت هناك بهجة، وأذكر في إحدى المرات أنني رأيت شخصاً جديداً ففرحت! وظننته من جماعة "الهؤلاء أو الأولئك" ولكنني عندما تأملته جيداً اتضح لي أنه من القدامى "بتسريحة شعر جديدة"..........
الحر قاتل والنوم سيد الموقف، صوت المراوح وأزيز المكيفات ينخر الأدمغة ويدوخ الأفكار، كل شيء يتضجر حتى السيارات شعرت بالحر والضيق وقيل لي أن هناك مجموعة سيارات عازمة على تنظيم مظاهرة "سيارتية" ستتوقف في الشوارع لتشن أزمة خانقة مصحوبة بأدخنة حارة ومعلنة الاحتجاج بشكل رسمي عبر اطلاق زوامير على شاكلة هتافات: "أنا مشوبة وزهقانة ومابدي أمشي" كما سمعت أيضاً من "مازدا" كانت برفقة "فورد" أنه سيتم رفع عريضة إحتجاج بطول شارع الأردن إلى جمعية "حماية السيارات من الشوب" وقد تم جمع العديد من تواقيع "العجال والاطارات" بطرازتها المختلفة.............
كل شيء من حولنا محتج، كل شيء ذابل يستنجد ظلاً وكأس عصير، ماعدا "الخمول طبعاً" فهو في قمة نشاطه وقد حقق رواجاً عالياً هذا الصيف، هناك علب خمول في الباصات وملفات خمول على سطح المكتب ومخدات خمول على الأسرة وهناك حالة عامة من الكسل والزهق والبلادة
رحمة منذر مريان
مواقع النشر (المفضلة)