لا يمكن الجزم بأن طفرة المواقع الالكترونية والاخبارية في الاردن هي المتسبب الوحيد بتراجع الصحافة الاردنية الورقية بشكل حاد.فثمة عوامل كثيرة باتت تضيق الخناق اكثر فاكثر على الصحف اليومية بما يهدد استمرار بعضها خلال السنوات العشر المقبلة بحسب خبير اعلامي .
الحديث عن مستقبل الصحافة الورقية لم يعد تنجيما ، والخلاف الاخير مع مجلس النواب كان بمثابة اشارة لافتة لحجم التخبط الذي تعيشه الصحافة الورقية الاردنية على *صحف اخرى تحاول التعويض باصدار ملفات متخصصة وملاحق متميزة والا فان ظاهرة الصحافة الالكترونية ستاخذها في طريقها .
اما صحيفة السبيل آخر الوافدين الى الصحافة الاردنية اليومية فانها تنافس كلا من العرب اليوم والدستور بقوة على المركز الثالث في سلم الترتيب .
الصحف الاردنية اليومية كافة لم تستفد من درس الانترنت ولم تحاول اي منها انتاج اذرع اعلامية رديفة على شبكة الانترنت ضمانا للاستمرار.
كما ان الكوادر المحترفة في الصحف اليومية باتت تبحث عن مصدر رزق سهل وسريع واضافي لذلك تعززت ظاهرة تسريب المندوبين لاخبارهم الى المواقع مقابل اجر مقطوع.
ازمة الصحافة الورقية ليست اردنية خالصة بل انها ضربت عواصم الصحافة العالمية في كل من نيوورك وباريس لذلك فان الحديث عنها يجب ان لا يشوبه اية حساسية.
*وفقا لاتحاد الصحف العالمي فان توزيع الصحف الورقية انخفض خلال الفترة من 1995 - 2003 بنسبة 3% في الولايات المتحدة و3% في اوروبا و2% في اليابان.*
*امام حقيقة تناقص التوزيع اليومي للصحف الاردنية مجتمعة الى اقل من 100 الف نسخة ثمة حقائق اخرى تشير الى تناسل سريع للمواقع الاخبارية** وتكاثر مذهل لعدد مقاهي الانترنت في المملكة وكذلك عدد المشتركين في الشبكة العنكبوتية.
وبإستثناء جريدة "الرأي" الأولى مبيعا وانتشارا في الأردن بقيادة المخضرم عبدالوهاب الزعيلات، فان الصحف الاخرى تعاني بصوت مرتفع وبشكل يمكن القول معه ان مستقبل الصحافة الاردنية اليومية بات مهددا.
الشائعات لا زالت تلاحق صحيفة الغد منذ اصدارها ، كان اخرها انها برسم البيع لمستثمر خليجي ، واذا ما صحت هذه المعلومات فان ذلك سينعكس سلبا بالضرورة على اداء المؤسسة والعاملين فيها لما لاي عملية بيع من استحقاقات كاعادة* الهيكلة وخفض السقف ربما والشروع في توجهات جديدة فضلا عن احتمالية الاستغناء عن موظفين .
* امام هذه المعطيات يبدو المشهد قاتما ، والخلل الذي تعاني منه صحافتنا ليس ماديا فحسب بل بنيويا يتطلب من القائمين عليها اعادة النظر باهدافها وادوارها كمنابر وطنية تقليدية لا يمكن ان تختفي فجأة.
لاكمال المقال الرجاء الضغط هنا...
مواقع النشر (المفضلة)