لباس الفتاة الشرقية بين عادات المجتمع واللحاق بركب الموضة
معروفٌ عن النساء إجمالا اهتمامهنّ بمظهرهنّ الخارجي الذي يأخذ جلّ تفكيرهنّ وانشغال معظمهنّ بآخر صرعات الموضة، حيث يترقبنَ تصميماتها وكل ما هو جديد بالأسواق سواء كانت هذه الموضة أو تلك تناسب جسم الفتاة وطبيعتها أم لا..
وفي بيئة شرقية تحكمها عادات وتقاليد محافظة، فإن الكثير من يرى في لباس الفتاة واللحاق بركب الموضة نوعا من التحرر لا تتناسب مع طبيعتها كفتاة شرقية، ومنهم من يرى في ذلك حرية شخصية وليس بالضرورة أن يعكس المظهر الخارجي شخصية الإنسان لنحكم عليه من لباسه.
و يرى اختصاصي علم الاجتماع د. حسين الخزاعي، أن الفتيات عموما يلجأن للفت الأنظار إليهنّ إلى جانب تقليد الثقافة الغربية، ويعزو ذلك إلى "العولمة" التي غزت حتى طريقة لباسنا.
ويجد الخزاعي في صرعات بعض الفتيات "مغريات لا تتناسب مع طبيعة الفتاة الشرقية والتي قد تقود إلى مشاكل اجتماعية عديدة"، داعيا أن يكون اللباس في حدود المعقول ولا يشكل اعتداء على خصوصيات المجتمع وعاداته التي يجب احترامها.
ويرى أن اللباس يجب أن تكون فيه خصوصية، إذا تم ارتداؤه في الأماكن العامة، كون طبقات المجتمع غير متجانسة فهناك من يتقبل ذلك ومنهم من لا يستوعبها".
أما اختصاصي الطب النفسي د. محمد الحباشنة فيرى أن اختيار الفرد للباس تحكمه عوامل نفسية داخلية، ويؤكد أن الفتاة وإن كان من حقها التصرف بما يناسب قناعاتها، لكن مع مراعاة البعد الثقافي والديني والاجتماعي في مجتمع ما يزال "متمسكا بالكثير من القيود".
ويتحدث الحباشنة عن "مشكلة ثقافية" يعاني منها مجتمعنا، وهي "القراءة النمطية للباس والتي تجعل كثيرا من الشباب يرون في لباس معين دعوة إلى التحرش بالفتاة".
العشرينية منال فتيح تؤكد أن الموضة "شيء أساسي في حياة السيدات، ويجب مواكبة جميع أشكالها وحتى ما يصل منها إلى حدود المبالغة"، وتصف من يعمدن إلى لبس آخر خطوط الموضة وصرعاتها وإن لم تكن مناسبة لهن بـ "المنفتحات والمتطورات والمتحررات".
وترى الثلاثينية وفاء العلي أن الفتاة وحدها هي التي تحدد ما يناسبها من اللباس بغض النظر عن نظرة المجتمع للموضة، وبحسبها فإن المجتمع يستهجن كل ما هو جديد في البداية ثم يعتاد عليه مع مرور الوقت.
مصممة الأزياء هناء صادق ترى أن على الفتاة "أن تختار ما يناسب جسدها"، وتؤكد بأن "المباهاة أو إشباع الحاجات النفسية هي ما يدفع الفتاة لارتداء لباس ما".
وتؤكد أن الأزياء فن ولكل عمر ما يناسبه، فمثلاً الفتيات اللواتي في عمر الزواج تناسبهن الأزياء والألوان الجميلة والجذابة، واختيار قصات تبرز جمال جسدها، لافتة إلى أن الملابس تعكس شخصية الفرد".
وبنظر العشرينية رنا علي فاللباس ذوق وجمال، لكن "لا يمكن للفتاة أن ترتدي ما يحلو لها، لأن اللباس تحكمه عدة عوامل منها الأهل والبيئة، ويمكن للفتاة ارتداء ما تحب بشكل جميل ومعاصر، لكن ضمن الحدود".
في حين يؤكد محمد حسين (29 عاما) أهمية أن تكون الفتاة أنيقة دوما، وليس بالضرورة أن يعكس اللباس شخصيتها، مع "مراعاة ارتداء ما هو مناسب لأننا في مجتمع شرقي تحكمه كثير من الضوابط".
مواقع النشر (المفضلة)