حذر النائب رسمي الملاح من "استمرار تدني مستوى النظافة في مخيم إربد "العودة" وسط مدينة إربد، بعد تقليص وكالة الغوث (الأونروا) لخدماتها أخيرا، الأمر الذي بات ينذر بحدوث كارثة صحية وبيئية بين المواطنين في ظل تناقص عدد عمال النظافة، وقلة الحاويات المنتشرة في المخيم".يأتي هذا في الوقت الذي وعدت فيه وكالة الغوث "بتحسين وضع النظافة في المخيمات العام المقبل، لافتا إلى "تخصيص سيارات وكابسات نفايات تابعة للوكالة بتبرع من الاتحاد الأوروبي لجمع النفايات ونقلها خارج المخيم، إضافة إلى "دراسة وضع شفت نظافة في الفترة المسائية".وأشار الملاح إلى "سوء أوضاع شبكة الصرف الصحي من حيث تكرار فيضان المياه إلى الشوارع نتيجة لعدم استيعاب المياه الخارجة من المنازل". وطالب "باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من معاناة سكان المخيم"، محذرا في الوقت ذاته من "خطورة تدني مستوى التعليم المدرسي والجامعي لأبناء المخيم، الأمر الذي ينذر بمزيد من الفقر والبطالة في حياة الأجيال المقبلة ".وأكد النائب "أهمية توفير الخدمات الخاصة بالأطفال كإنشاء حديقة أو أندية لتعليم الأطفال مهارات علمية ورياضية حفاظا عليهم من الانتشار في الشوارع وتحديدا خلال العطلة الصيفية".وأشار إلى "أهمية التنبه لظاهرة تدني مستوى التعليم المدرسي والجامعي بين أبناء المخيم، في إشارة منه إلى أن "عدد طلبة الجامعات وكليات المجتمع في المخيم محدود جدا"، مؤكدا أن "المكرمات الملكية لأبناء المخيم أسهمت بالتخفيف على أبناء المخيم لقبولهم في الجامعات".وقال الملاح: إن "كثيرا من طلبة المدارس يضطرون إلى ترك مدارسهم والتوجه الى سوق العمل بحثا عن قوت يومهم، فيما يحجم كثير ممن اجتازوا مرحلة الثانوية العامة عن متابعة دراستهم الجامعية إذا ما تمكنوا من توفير أقساط دراستهم من خلال القروض والمساعدات المختلفة".وحذر النائب الملاح من "خطورة استمرار تدني مستوى التحصيل العلمي لطلبة المخيم، الأمر الذي سيؤدي بهم للانحراف في ظل ما يعانونه من فقر وبطالة، موضحا أن "نتائج امتحانات الطلبة غالبا ما تكون متدنية فيما ترتفع نسبة الرسوب في امتحانات الثانوية العامة، لأن مدارس الوكالة تعتمد على نظام الفترتين".ولفت إلى أن "منطقة المخيم وما حولها تضم أربع مدارس تابعة لوكالة الغوث، اثنتان تعملان بنظام الفترتين الصباحي والمسائي، إلا أنها غير كافية كونها تضم عددا كبيرا من طلبة المناطق المجاورة للمخيم كالحي الشمالي وحنينا"، مشيرا إلى "وجود أكثر من 47 طالبا في الغرفة الصفية الواحدة".ويعتبر الفقر الصفة الغالبة لسكان المخيم حيث يرتفع عدد أفراد كثير من الأسر إلى أكثر من ستة أفراد فيما يقل الدخل أو ينعدم نظرا لوفاة رب الأسرة أو عدم وجود العمل.واعتبر الملاح أن "جميع سكان المخيم فقراء وتقل دخولهم عن 150 دينارا"، موضحا أن "لجنة الزكاة والمؤسسات الخيرية وجمعية آفاق الخيرية ولجنة الأيتام وجمعية الفاروق الخيرية ومن خلال مجموعة من المشاريع التي تنفذها تتولى إعالة الآلاف من الأسر الفقيرة في المخيم"، مطالبا "وكالة الغوث الدولية بزيادة خدماتها من صحة وتعليم وإغاثة لتحسين أوضاع سكان المخيم".ويعاني سكان مخيم إربد العديد من المشاكل والمتمثلة بتكدس النفايات يوم الجمعة، وأزمة المرور الناتجة عن دخول السيارات الكبيرة للمخيم ومشكلة الصرف الصحي وغيرها.كما يعاني سكان المخيم من تدني مستوى الخدمات من حيث سوء أوضاع شبكة الصرف الصحي وضيق الشوارع إلى جانب عدم توفر الخدمات الخاصة بالأطفال.ويشكو سكان في مخيم إربد من تردي أوضاع سوق الخضار وبقائه ضمن الشارع العام، مطالبين بتحسين أوضاعه وعمل سقف له لحماية السلع والبضائع المعروضة فيه من التلف جراء تساقط الأمطار.وبحسب سكان فإن "مخيم إربد يخلو من مقر خاص لسوق الخضار كوجود "حسبة" مغلقة أو مجمع للبسطات مما يبقي سوق الخضار ضمن أحد الشوارع الضيقة في وسط المخيم، بحيث تنتشر فيه بسطات الخضار والفواكه والسلع والمواد المنزلية بجانب بعضها من دون متسع لحركة المتسوقين مما يحدث أزمة، فيما يحول انتشار المحال المختلفة من محال البقالة والألبسة على امتداد الشوارع المجاورة لسوق الخضار دون إمكانية توسع أصحاب البسطات والمحال إلى مكان آخر".وتأسس مخيم إربد "العودة" إلى الشمال من وسط مدينة إربد عام 1951 بعدد سكان 4 آلاف نسمة، فيما يقدر عدد سكانه حاليا بحوالي 26 ألف نسمة على مساحة 244 ألف متر مربع.وطالب الملاح بضرورة وضع رقيب سير في منطقة المخيم من اجل تنظيم حركة المرور، جراء ما يعانيه المخيم من أزمات مرورية خانقة في أوقات الصباح"، مشيرا إلى "وجود مركز احتياجات خاصة أسهم في خدمة العديد من الأشخاص في المخيم".من جانبه، أكد مصدر في وكالة الغوث الدولية "الأونروا" في الأردن أن "مستوى التحصيل العلمي لطلبة المخيمات في الأردن يعتبر جيدا بشكل عام، في إشارة منه إلى "تفوق طلبة المخيمات في امتحان الجودة الذي تنفذه وزارة التربية والتعليم على ما يزيد عن 600 مدرسة في المملكة".ويضم مخيم إربد أربع مدارس تابعة لوكالة الغوث تضم 4700 طالب وطالبة في المرحلة الإلزامية و142 معلما ومعلمة فيما تضم المدينة 9 مدارس تابعة للوكالة تضم 5280 طالبا وطالبة و206 معلمين.وأكد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن "وكالة الغوث لم تقلل من حجم خدماتها المقدمة للاجئين إلا أن الوكالة باتت تواجه صعوبات في الحصول على موارد لتلبية احتياجات اللاجئين المتزايد لخدمات الصحة والتعليم والإغاثة من خلال الدول المانحة".وأشار إلى أن "احتياجات اللاجئين تنمو بوتيرة أسرع من نمو موارد الوكالة"، مؤكدا أن "وضع مخيمات اللاجئين في الأردن يعتبر الأفضل مقارنة بوضعها في دول الجوار"، داعيا سكان المخيم بالتعاون مع الوكالة الى الحفاظ على خدمات البنية التحتية والحفاظ على نظافة المخيمات والتوجه للعمل".وأشار إلى أن" 92% من مدارس الوكالة في المملكة تعمل بنظام الفترتين، إضافة إلى اكتظاظ بعض الغرف المدرسية، نظرا للإقبال المتزايد على مدارس الوكالة التي تتميز بكفاءة مدرسيها".وفيما يخص وضع الصحة في المخيم، أكد المصدر أن "الخدمات الصحية والأدوية في المراكز الصحية في المخيم تقدم مجانية للمواطنين، وبالتالي من الطبيعي أن تزدحم المراكز الصحية ويقوم طبيب المركز في مخيم اربد بمعالجة ما يزيد على 100 مريض يوميا".

تفاصيل الخبر هنا...