تتفاوت معدلات نشاط الأسواق والقطاعات التجارية في المملكة تبعا لاتجاهات المواطنين وسلوكهم الاستهلاكي تجاه السلع خلال شهر رمضان المبارك.فبينما يشهد قطاع المواد الغذائية وأدوات التنظيف حراكا نشطا وطلبا متزايدا من قبل المواطنين بعد صرف معظم رواتب العاملين في القطاعين العام والخاص، يعاني قطاع الألبسة من حالة ركود وضعف الإقبال عليه.وحالة الركود هذه لا تقتصر على قطاع الألبسة بل تمتد إلى قطاع القرطاسية الذي يشكو العاملون فيه من ضعف الطلب عليها رغم اقتراب موعد دخول التلاميذ إلى المدارس، ويعزونه إلى مضاربة المولات وكذلك البسطات في الشوارع. حيث اكد أصحاب أسواق تجارية (مولات) على نشاط الحركة التجارية من قبل المواطنين على شراء المواد الغذائية بخاصة الرمضانية خلال هذه الايام. وقال صاحب أحد المولات، زاهر الدرباشي، إن الحركة التجارية تشهد نشاطا جيدا من قبل المواطنين على شراء المواد الغذائية، مرجعا ذلك الى صرف معظم رواتب العاملين في القطاعين العام والخاص. وبحسب الدرباشي، تعتبر اللحوم بأنواعها، الدجاج، الأجبان، والألبان، قمر الدين، الجوز، اللوز، الأرز والمعلبات من اكثر الأنواع التي تشهد طلبا من قبل المواطنين.واشار إلى أن الحركة لا تقتصر على المواد الغذائية فقط وإنما طالت سلعا أخرى مثل المنظفات والادوات المنزلية. فيما رأى صاحب أحد المؤسسات التجارية، محمد الطالب، انه من الطبيعي ان تنشط الحركة في شهر رمضان المبارك مقارنة بالشهور الأخرى وبخاصة على المواد الغذائية. وعلى عكس ما يتداول، بين الطلاب ان اسعار المواد الغذائية تشهد استقرارا منذ بداية العام الحالي عند مستويات منخفضة مقارنة بالعام الماضي. وان الأسعار حافظت على مستواها خلال هذه الفترة مقارنة مع ما قبل شهر رمضان المبارك. ذلك النشاط في الحركة التجارية على المواد الغذائية المنظفات لاينسحب على سوق الألبسة الذي تسوده حالة من الركود بانتظار الثلث الأخير من أيام رمضان حيث تنشط الحركة التجارية على الألبسة استعدادا لعيد الفطر. وقال نقيب تجار الألبسة والأقمشة، صلاح حميدان، إن قطاع الألبسة يعاني من ضعف إقبال المواطنين عليه خلال هذه الفترة.وأرجع حميدان ضعف الاقبال على شراء الألبسة الى انشغال المواطنين مع بداية شهر رمضان المبارك بالمناسبات الاجتماعية.وتوقع حميدان ان تبدأ الحركة التجارية على قطاع الألبسة في أواخر شهر رمضان وقرب عيد الفطر. وبيّن ان حالة الركود التي أصابت قطاع الألبسة ادت إلى تهديد مستقبل العديد من أصحاب محال الالبسة العاملين في المجال لعدم قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم المالية المترتبة عليهم من ترخيص ونفقات وأجور.لكن ضعف الحراك والنشاط التجاري في قطاع الالبسة أصاب بالعدوى قطاع القرطاسية الذي يعاني ضعفا في الطلب من المحال والمكتبات الصغرى والمتوسطة بالرغم من انطلاق العام الدراسي الجديد في المملكة بعد غد (الأحد). وبين نقيب تجار القرطاسية والأجهزة المكتبية، غازي قاقيش، ان حالة من الركود تخيم على قطاع القرطاسية في المملكة بالرغم مع قرب العام الدراسي الجديد.وأرجع قاقيش الركود الى انتشار عدد كبير من البسطات غير المرخصة والنشاطات التجارية المضللة التي تقوم بها بعض المولات والتي أثرت على نسبة مبيعات التجار.ووصف صاحب احد محال القرطاسية، إبراهيم الأطرش، الإقبال على القرطاسية بالضعيف جدا، مشيرا إلى انخفاض نسبة مبيعاته مقارنة بالعام الماضي من الفترة نفسها. ويبلغ عدد المولات في المملكة 80 مولا، إضافة الى توفر قرابة 120 فرعا للمؤسسات الاستهلاكية موزعة في جميع أنحاء البلاد. وكانت وزارة الصناعة والتجارة عقدت قبيل حلول شهر رمضان المبارك سلسلة من الاجتماعات مع عدد من المستوردين وتجار المواد الغذائية وأصحاب الأسواق التجارية دعتهم الى ضرورة توفير السلع خلال شهر رمضان بكميات تغطي احتياجات المملكة وبأسعار معقولة. واعدت الوزارة خطة شاملة لمراقبة الاسواق خلال شهر رمضان المبارك على مرحلتين وتهدف الى مراقبة المواد التموينية الأساسية والتأكد من وفرتها بكميات وبأصناف متعددة تلبي حاجة المستهلكين خلال شهر رمضان المبارك تفاديا لحدوث أي نقص فيها وبيعها بأسعار معتدلة تكون في متناول جميع المستهلكين.وقامت وزارة الصناعة والتجارة أخيرا بوضع برنامج لعمل فرق الرقابة والتفتيش خلال شهر رمضان يغطي الفترتين الصباحية والمسائية بهدف ضبط حركة السوق.وأكدت الوزارة في وقت سابق انها لن تتهاون في اتخاذ جميع الاجراءات القانونية بحق التجار المخالفين لقانون الصناعة والتجارة وتحويلهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، مشيرة الى أن فرق الرقابة والتفتيش ستعمل على مدار الساعة لضبط التجار المخالفين.

تفاصيل الخبر هنا...