تبدي وزارة التربية والتعليم تخوفات غير مسبوقة من تفشي فيروس إنفلونزا الخنازير بين صفوف الطلبة وانتقاله إلى مدارس حكومية, بعد أن بدأ حربه خلال الأسبوع الماضي في المدارس الخاصة ووصل عدد الطلبة المصابين إلى 17 حالة خلال يومين.وبعد أن ظهرت وزارة التربية والتعليم غير ملتزمة في الأيام الماضية بتوزيع النشرات الإرشادية حول المرض على الطلبة أخذت تسارع في تعميم الإرشادات على المدارس والطلب من الهيئات التدريسية اقتطاع جزء من الحصص للحديث حول مرض إنفلونزا الخنازير وطرق الوقاية منه. ولم تكتف وزارة التربية والتعليم بذلك بل ذهبت إلى حد تمديد أيام عطلة عيد الفطر لتصبح 9 أيام بدلا من 4 في خطوة اعتبرها وزير التربية الدكتور وليد المعاني إجراء وقائيا من شأنه الحد من انتقال المرض إلى باقي الطلبة وفتح مجال أمام المصابين بالشفاء, الذي يحتاج مدة أسبوع بعد انقضاء فترة حضانة المرض على حد قول الدكتور المعاني.وفي خطوة استباقية للحيلولة دون مزيد من "الضحايا" قامت مدارس خاصة غير موبوءة بالمرض باتخاذ سلسلة من الإجراءات اللازمة لمنع انتقال فيروس H1N1 إلى طلبتها ووضع إستراتيجية صحية ووقائية تساهم في تفادي مرض العصر الحديث, فقد طلبت مدارس خاصة من الطلبة عدم القدوم إلى مدارسهم قبل أخذ الاحتياطات المطلوبة مثل استخدام "الكمامات" الطبية وقراءة التعليمات التي تم توزيعها عليهم حول المرض, فيما ذهبت مدارس خاصة أخرى إلى حد بيع هذه الكمامات على طلبتها بمبالغ قليلة.ورغم تأكيد وزارتي التربية والتعليم والصحة نجاح مجهوداتهما للحد من انتشار المرض في المدارس, تتزايد مخاوف الطلبة والأهالي من الوباء, مع ارتفاع ملحوظ في وتيرة الأصوات التي بدأت تطالب بتعطيل المدارس خاصة أن هناك دولاً عربية سارعت إلى تأجيل العام الدراسي مثل عمان ومصر, تحسبا من ازدياد الإصابات في المؤسسات التعليمية, فقد طالب نقيب أصحاب المدارس الخاصة منذر الصوراني بضرورة الإسراع بتعطيل المدارس على غرار ما فعلت دول أخرى مؤكدا أنه سيخاطب وزير التربية بشأن ذلك.كما فضل عدد غير قليل من الآباء والأمهات تعطيل أبنائهم عن الدوام بسبب مرض انفلونزا الخنازير وسط شكوك حول قدرة السلطات الصحية في البلاد على مجابهة الفيروس المعدي خاصة أن وزارة الصحة لا زالت عاجزة عن تحديد كيفية انتقال الوباء إلى المدارس بهذه السرعة, وتحذيرها من وصوله إلى مدارس أخرى.وكنماذج عن الطلبة, قال الطالب تيسير حياصات في الصف السادس في إحدى المدارس الخاصة إنه "لن يذهب إلى المدرسة يوم غد الأحد خوفا من مرض انفلونزا الخنازير", بينما أكد الطالب نعيم رشود في الصف الثامن في مدرسة خاصة أن ارتفاع عدد الطلبة المصابين زاد خوفه من المرض, في وقت يرى والده راتب رشود أنه "في حيرة من أمره أيرسل ابنه إلى المدرسة غدا أم لا?" إزاء ذلك أبدى عدد من الطلبة في مدارس حكومية خوفهم من انتقال وباء انفلونزا الخنازير إلى مدارسهم بعد أن انتشر في المدارس الخاصة الأسبوع الماضي. وقال الطالب أحمد جروان "في مدرسة حكومية" أنه يخشى هذا المرض, في حين تبدو علامات القلق واضحة على الطالبة كريمة أبو سويلم وهي تقول "إنها غير مطمئنة لإجراءات وزارة الصحة".العرب اليوم

تفاصيل الخبر هنا...