أكد سفير الجمهورية اللبنانية لدى البلاط الهاشمي "شربل عون" أن الأردن سند لبنان في كل محنة, وأن العلاقات الثنائية متميزة وتنطلق من الترابط الشعبي بين البلدين الشقيقين.لكنه وفي حوار مع العرب اليوم طالب بتطوير العلاقات التجارية نافيا عودة نظام التأشيرة بين الأردن ولبنان... وأوضح السفير اللبناني أن الوقت قد حان لمراجعة اتفاق الطائف مثمنا دور الدوحة الذي وصفه من دون ثمن.وفيما يلي نص الحوار ... * كيف تنظرون إلى العلاقات الأردنية - اللبنانية?- العلاقات الأخوية بين الأردن ولبنان مميزة ومبنية على أسس متينة بفضل تنسيق قيادتي البلدين, وهي مميزة في كل المراحل والعهود. وهناك لبنانيون توطنوا في الأردن منذ ما قبل التأسيس وأصبحوا مواطنين أردنيين وتحديدا منذ العام .1930كان الأردن ملكا وحكومة وشعبا هو السند القوي للبنان إبان تفجر المشاكل فيه, وكان الدور الأردني يظهر جليا وله مفعول قوي في التهدئة سواء على الصعيد الإنساني أو الاقتصادي أو السياسي.ومع ذلك لا بد من تطوير هذه العلاقات لمصلحة الشعبين الشقيقين, ويجب اعتماد العمل الاقتصادي كأساس للتطوير. التبادل التجاري * هل أنتم راضون عن التبادل التجاري بين البلدين?- هناك تبادل تجاري بين البلدين لكنه ليس كبيرا, ولذلك نحن نطالب بتطوير العلاقات التجارية لأن العلاقات بيننا ترتكز على التبادل السياحي.لقد أصبح الأردن الشريك السياحي الأول على الصعيد العربي بالنسبة للبنان, وأن أعداد الأردنيين الذين يدخلون لبنان شهريا بعشرات الآلاف خاصة في الأعياد والعطل الرسمية.* هل من مشاريع تعاون مستقبلية بين البلدين?- هناك بحث بين الجانبين بخصوص المشاريع المشتركة خاصة أن الواقع اللبناني يعتمد القطاع الخاص, وكما هو معروف فان عددا من المستثمرين اللبنانيين استثمروا في الأردن منهم سياسيون كبار ورجال من القطاع الخاص إضافة إلى شركات كبرى حيث أن هذه المشاريع المشتركة تعتمد على القطاع الخاص.لأن لبنان يعتمد على هذا القطاع وعلى المبادرة الفردية وأن للبناني الحق في الاستثمار أينما كان. وهناك استثمار أردني في لبنانية في مجال التطوير العقاري. تعثر تشكيل الحكومة * ما أسباب تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية?- لو كنا نعلم أسباب تعثر تشكيل الحكومة لقمنا بالعمل عليها وتذليلها وكما هو معلوم فان لبنان ومنذ وقت طويل دخل في اللعبة الإقليمية والدولية والجميع يعلم ذلك, وبكل بساطة أقول أن الأوضاع في لبنان هي انعكاس للأوضاع الإقليمية والدولية.* ماذا طبق وماذا تبقى من اتفاق الطائف?- هناك من يتحدث عن إعلان الطائف وتوافق جميع اللبنانيين عليه لدرجة أنه أصبح دستورا مع أن الأمور ليست ثابتة لوجود تحولات وتغيرات كثيرة, فالمنطقة كما هو واضح, تتغير وتتحول باستمرار وبالتالي لا بد من إيجاد أفضل الأوضاع والمواقف التي لا تتعارض أساسا مع اتفاق الطائف. فاللبنانيون يجمعون على تطوير هذا الاتفاق لأن الدساتير ليست جامدة, وكذلك الاتفاقات كون الأمور تتغير, وتحولات كثيرة في المنطقة العربية ونحن نشهد هذه التحولات.وكما يرى العارفون والمخلصون فانه لا بد من تطوير هذا الاتفاق, ولكن بتوافق وإجماع وطنيين وفي ظروف مناسبة. جهود الدوحة * الدوحة بذلت جهودا لتحقيق المصالحة اللبنانية,كيف تنظرون إلى ذلك?- نحن نثمن جهود دولة قطر, ولا بد من التأكيد على أن الدور القطري في لبنان, لم يكن بمقابل أو ثمن, بمعنى أن قطر تحركت باتجاه لبنان من دون أي ضغوط من منطلق أن هناك مساعدات وحلولا مشروطة, لكن الدوحة تحركت في لبنان وغيره كاسرة هذه القاعدة.ولا ننسى أن لهذا الدور العربي امتداداته بالنسبة للمشاكل التي هي انعكاس للوضع الإقليمي على لبنان الذي أصبح مرآة وانعكاسا لهذا الوضع الإقليمي, تآزيما وانفراجا, شأنه شأن الدول العربية التي تتأثر بذلك بشكل أو آخر.التوطين المرفوض فلسطينيا * هناك لغط حول التوطين المرفوض فلسطينيا في لبنان لماذا?- أصبح التوطين هاجسا عند اللبنانيين وكلما تطورت الأمور بالنسبة لحل القضية الفلسطينية وتعقدت وتوضحت المواقف للجميع من الفرقاء, تعمّق قلق هذا الهاجس.يعلم الجميع أن الكثافة السكانية في لبنان هي من أعلى الكثافات في العالم, فهو من حيث المساحة لا يتمكن من استيعاب المزيد من السكان على أرضه, كما أن موارده ضعيفة, وامكانياته كذلك, لذلك نشهد استمرار هجرة اللبنانيين طلبا للعيش الكريم بسبب محدودية الامكانيات, ولذلك فان عدد المغتربين اللبنانيين يفوق عدد المقيمين على أرضه بأربعة أضعاف.ولا نغالي اذا ما قلنا أن هناك وضعا خاصا للبنان, فالكل يعرف النسيج الاجتماعي للبنان, وأن هناك موزاييكا ديمغرافيا هشا, ودقيقا لا يمكن تعريضه لأي هزة, لذلك نقول أن توطين الفلسطينيين في لبنان سيعرض هذا التكوين الديمغرافي في لبنان للكثير من الخلل, ناهيك عن موقفنا من حق العودة الذي نعتبره مقدسا, لأنه جوهر القضية الفلسطينية, وفي حال اسقاطه تضيع القضية برمتها.هناك العديد من الدول التي تحاول فرض التوطين علينا وجعله أمرا واقعيا ومن هذا المنطلق وضع لبنان رفضه للتوطين في مقدمة الدستور بمعنى أن هناك توافقا لبنانيا على رفض التوطين, وهذا ما يؤدي الى اللغط الذي تتحدث عنه. * في ظل المعطيات الحالية لبنان الى أين?- معروف أن لبنان ومنذ أكثر من ثلاثين عاما عانى الكثير من المشاكل ووصلت الأمور فيه الى مساحات كبيرة من الحروب والصراعات ناهيك عن الاعتداءات الاسرائيلية على أراضيه وسيادته لكن اللبنانيين أثبتوا في كل مرحلة أنهم قادرون على اعادة الأمور الى مسارها الصحيح, وأعتقد أن لبنان يستطيع متابعة مسيرة النهوض, وتأكيد دوره في المنطقة.وأؤكد أن لبنان سينهض من تحت الركام وهو عصي على الانهيار, ولو كان غير ذلك لانهار منذ زمن بسبب الضغوطات الكبيرة وغير المسبوقة التي تعرض لها ولا أكشف سرا اذا ما قلت أن وضع لبنان مرتبط بالمنطقة وعندما نقول لبنان الى أين فاننا نطرح السؤال: المنطقة الى أين? فكل الأمور مترابطة وأؤكد أن الانسان اللبناني قادر على النهوض مهما تكالبت الظروف عليه.أسعد العزوني / العرب اليوم
تفاصيل الخبر هنا...
مواقع النشر (المفضلة)