تعتبر حوادث الغرق في كل عام من الحوادث المؤسفة والمتكررة وخاصة خلال فصل الصيف، وواقع الأمر أن حجم هذه المشكلة يتضح من خلال الإشارة الى إحصائيات إدارة العمليات في المديرية العامة للدفاع المدني والتي تضمنت خلال السنوات الخمسة الماضية ولغاية 15/80من هذا العام ( 536) حادث غـرق نتـج عنهـا إصابـة (317) و ( 289) حالة وفاه . هذا وقد تعاملت المديرية العامة للدفاع المدني منذ بداية العام الحالي 2009م ولغاية تاريخ 15/8/2009م من خلال أقسامها ومراكزها المنتشرة في مختلف أنحاء المملكة مع (40) حادث غرق و(22) إصابات و(25) حالة وفاه ، ويكمن خطر هذه الحوادث في أن نتائجها المؤلمة تكون في العادة فورية عندما تتعرض حياة الشخص الغريق للخطر والموت خلال دقائق معدودة لا تتجاوز في أقصى الأحوال خمس دقائق .وفيما يلي جدول يبين عدد حوادث الغرق التي تعاملت معا المديرية العامة للدفاع المدني خلال الأعوام الخمسة الماضية وحتى 15/8 من هذا العام وجدول يبين مكان وقوع هذه الحوادث خلال نفس الفترة من هذا العام : جدول يبين عدد الحوادث الغرق الذي تعاملت معها المديرية العامة للدفاع المدنيالعام عدد الحوادث الإصابات الوفيات2004 86 55 422005 115 64 662006 110 68 662007 80 46 402008 105 62 501/1/2009-15/8/2009 40 22 25حوادث الغرق حسب مكان وقوعها لعام من1/1/ 2009 الى 15/8/2009 ممكان الحادثعدد قناة بئر ماء بركة ماء بحار سيول سدود مسابح المجموعالحوادث 1 11 12 4 3 7 2 40المصابين 0 9 2 5 1 4 1 22الوفيات 1 4 10 1 2 6 1 25يُعرف الغرق بأنه الموت عن طريق الاختناق نتيجة الإغراق في الماء. وهنالك تصنيفان للغرق :الرطب و الجاف ،ففي الغرق الرطب يستنشق الفرد الماء الذي يتداخل مع التنفس و يتسبب في انهيار الدورة الدموية ، و في حالة الغرق الجاف و هو الأقل شيوعاً ينغلق المجرى الهوائي نتيجة تقلصات يسببها وجود الماء.و قد تحدث حالة شبه الغرق نتيجة تلف عصبي ، و يتوقف الشفاء الناجح على الإنقاذ السريع و التدليك القلبي الرئوي. وبحسب ما أفادت إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي في المديرية العامة للدفاع المدني فإن أسباب الغرق في أغلبها تعود لاستهانة بعض الأشخاص بمفهوم السلامة الشخصية وعدم التقيد بالتعليمات والإرشادات الوقائية الخاصة بممارسة رياضة السباحة بعيداً عن المغامرة بالأرواح والتعرض للخطر وخاصة في التجمعات المائية الخطرة كالسدود وقنوات المياه وغيرها.ولا تقتصر حوادث الغرق على الأشخاص الذين لا يتقنون رياضة السباحة فحسب وإنما يتعداه أحياناً لأشخاص متمرسين على هذه الرياضة ؛حيث انه من الممكن أن يتعرض الشخص أثناء ممارسة السباحة الى الإصابة بتشنج عضلي او جلطة مفاجئة وبالتالي يصبح غير قادر على النجاة. لذا تؤكد إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي في المديرية العامة للدفاع المدني على الاخوة المواطنين الى ضرورة ممارسة رياضة السباحة في الأماكن المخصصة لذلك كونها أكثر أماناً وتحت إشراف المنقذين .ونظراً لازدياد وتكرار حوادث الغرق في البرك الزراعية المستخدمة لري المزروعات والأشجار وبخاصة في المناطق الغورية حيث يقوم بعض الأشخاص بالسباحة داخل هذه البرك دون ان يدرك ما في داخلها من جراثيم وما قد تسبب له من أمراض وأنها قد تعرض حياته لخطر الغرق الأمر الذي يستدعي من أصحاب المزارع بضرورة وضع الأسلاك الشائكة حول هذه البرك ووضع الإشارات التحذيرية التي تمنع الاقتراب منها.ونظراً لخصوصية حوادث الغرق وارتفاع عدد الوفيات الناجمة عنها وبهدف اتخاذ كافة الإجراءات المناسبة للحد من وقوعها والتعامل معها بشكل سريع اتخذت المديرية العامة للدفاع المدني سلسلة من الإجراءات العملية للنهوض بواقع الغوص بدءاً من تأهيل المرتبات واستحداث مهنة غطاس بالإضافة الى استحداث ( 23 ) نقطه غوص منتشرة في كافة محافظات المملكة وخصوصا في المواقع التي تكثر فيها المسطحات المائية القريبة من مناطق التنزه بحيث تكون كل نقطه مزوده بفريق من الغطاسين وبأحدث الأجهزة والمعدات والآليات اللازمة للتعامل مع حوادث الغرق بأسرع وقت ممكن .وتسعى المديرية العامة للدفاع المدني الى زيادة عدد نقاط الغوص عبر التقارير التي تقدمها المديريات الميدانية حول إنشاء نقاط غوص جديدة في المناطق التي تحتاج الى ذلك بالإضافة الى إعداد الغطاسين عن طريق إشراكهم في دورات محلية وخارجية متخصصة لإكسابهم الخبرات المتميزة في هذا المجال .وفي هذا المجال تهيب إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي بالاخوة المواطنين ضرورة اتباع كافة الإرشادات والتعليمات الوقائية التي قد تحد من وقوع حوادث الغرق بالإضافة الى تجنب السباحة العشوائية في الأماكن الغير مخصصة للسباحة كالسدود والبرك الزراعية وقنوات المياه الجارية وغيرها من الأماكن المائية المشابهة إضافة الى ضرورة إغلاق كافة أماكن تخزين المياه داخل المنازل كالآبار والخزانات وعدم تركها مكشوفة .كما تذكر إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي الأهالي بمراقبة الأطفال خلال الرحلات للمواقع المائية وتوخي الحيطة والحذر وعدم السماح لهم بالاقتراب المباشرة من التجمعات المائية او السباحة فيها حفاظاً على حياتهم ، كما وتحذر من القيام بعملية الإنقاذ العشوائي الذي قد يؤدي في أحيان كثيره الى تعرض اكثر من شخص لخطر حوادث الغرق .
تفاصيل الخبر هنا...
مواقع النشر (المفضلة)