ما عدت لخطوب الزمان ذاكرا مذ
أفرغت عيناك جام الطفولة علي
فكأن القمر هوى على كتفي
ونجوم الكون تستعر بين يـــدي
فما رأت عيناي يوما مزيج
طفولة و انوثه كالحلم خرافــي
وخدين بلونهما حرت فكأنهما
ضرب من الفجر به الزهر ندي
وقاتلي ومعذبي فيك كبرياءٌ
زادك فوق جبروت الجمال غَي
لكنه- والله- لأسمى مفاتنك
أكسبك وقار جمال قدســــي
وعيناك كلما وصفتهما بشيء
قال لي الجمال هما أسمى لدي
وثغرك إن أشرقت منه الالىء
باسما بات نور الشمس خفــــي
قالوا مالنا نراك بالورد صرت
مغرما تجمع منه الأحمر الــوردي
قلت انثر الورود و استجدي
بريقها علها عن نار خديها تغني
فقالت لي الورود: إننا من
وجنتيها نجمع الرحيق ونستقي
فلولا خديها ما عبـــق نرجسٌ
ولا زهى بقاني اللون وردٌ جــــــوري
و لولا تغريد شفتيها ما شدا
طائر ولا طاب لمسمع لحن شجي
فإذا ناظرت الشمسَ زاد ضياءُها
وإذا أعرضت بات الخلق بليل ابدي
وبيدها إذا طاولت النجومَ لغاية
بان من اردانها الأبيض النقـــــي
كأنها أذا رقد الثقلين ليلهم راحت
تجمع كل ياقوت و لؤلؤ ماسي
ثم تداريه أذا حل الصباح بوجنتيها
فان جانبت وجهها صار البريق جلي
ومن ظلام الليل تسرق الخيوط
فتنسجها للعيون رمشا مخملــــي
ومن القمر تجني النور شهدا
وفوق الجبين بعض النجوم كالحلي
تلك هي سيدة قلبي وذا
بعضُ ما كُتِبَ عن جمالها الأزلــــي
فهي وجدانٌ بالروح تخفق
لو رُمت إبدال ذاتي بقيت معـــــــي
محمد قسايمه
جميع الحقوق محفوظه
مواقع النشر (المفضلة)