هدوء عاصف - منتديات الحصن
إخوتي الأكارم السلام عليكم
بداية لم أرد أن اطرح الموضوع في منتدى (في حب الله نلتقي) لكونه جمعا للآراء وللحوار، ومن ثم نصحا وإرشادا للجميع، واتمنى أن أكون قد وفّقت.
راودتني عدّة أسئلة عمّا إنتشر في الآونة الأخيرة من تلك المسلسلات العديدة التي تجسّد قصص الأنبياء عليهم السلام.. ومن تلك القصص قصة السيدة مريم إبنة عمران عليها السلام وقصص الأنبياء مثل زكريا ويعقوب عليهم السلام وما تبعها بث مسلسل يوسف الصدّيق عليه السلام على الشاشات الإيرانية وقناتي المنار اللبنانية والكوثر الشيعية خلال شهر رمضان المبارك.
صورة الممثل الايراني الذي قام بتجسيد شخصية النبي يوسف عليه السلام
بصراحة إحترت بيني وبين نفسي بين جواز وحرمة هذه المسلسلات، وعند البحث عبر الشبكة تبين إلي الى ان تصوير الانبياء والملائكة محرّم، فإلى اي حد وصلت الفتاوى بين المسلمين لتحليل المرحم؟
ما لفت انتباهي قيام رجـل من الممثلين بتمثيل دور يعقوب عليه السلام دون ما عهدناه على قصص الأنبياء التي كانت سابقا يتم تغطية النبي(بضوء) حتى لا نتصور شكله أما في هذا المسلسل فالكل ظاهر...
حتى يوسف عليه الســـلام قام بتأديه دوره ممثل عــادي
صراحة واستغفر الله في بعض المواقف كنت أضحك على الممثلين منها
وأنسى للحظات أني اتابع قصة لنبي من أنبياء الله!
وإيضا تم تجسيد شخصية (عزرائيــــــــل) مَلَك الموت! ويقولون عند الشارة الممثل فلان قام بتأدية دور (عزرائيل)! ماذا ترون؟ هل الأمر عــادي؟؟ أم يجب أن نواجه ذلك الخطر الحاصل من تلك المسلسلات الإيرانية؟ هل ننتظر حتى يتطور الحال ويتم احباك القصص واضافة أحداث لا يفترض أن تضاف، أو أن يتم تجسيد الرسول الكريم (محمد صلى الله عليه وسلم)؟
وقد بدأت الإعلانات حول مسلسل النبي (سليمان عليه السلام) تلوح بالأفق وسيتم عرضه في رمضان القادم..
يجب أن نحترس وألا ننجرف نحو ما يتم حبكه في الخفاء، فديننا بيّن وتصوير الملائكة والأنبياء في الإسلام محرّم، فما دورنا نحن كمشاهدون؟ وما دوركم أنتم اخوتي في هذا المنتدى الغالي؟
يجب أن نحرص على (فلترة) أجهزتنا وأن نتحرّى الحلال والحرام، فهذه المسلسلات قد ننخدع أن قصص للأنبياء بينما يكون في مشاهدتنا لها حرمة وخصوصا انها تعرض في رمضان.. فانتبهوا اخوتي وجزاكم الله خيرا
هذه دلالات مقتبسة من موقع اسلام اونلاين عن حرمة تصوير الأنبياء والملائكة
بسم الله الرحمن الرحيم
التمثيل إحدى الأدوات الفنية التي لم يعرفها السلف الصالح، ولهذا فهو يعد من المستجدات العصرية التي يجب أن نعمل فيها آلة الاجتهاد بأدواته، خاصة أنه ليس فيه نص، وليس هناك ما يقاس عليه، وليس فيه إجماع من علماء الأمة في عصرنا بشكله العام، وهناك اجتهادات كثيرة في حكم تمثيل الأنبياء والصحابة، وهذا يدل على مكانة هذا العمل في حياتنا، وأهميته، وأنه وسيلة لا يمكن لنا أن نغفلها لما له من تأثير في حياة الناس.
والمتتبع لأقوال الفقهاء المعاصرين لا يجد خلافا في حرمة تمثيل أدوار الأنبياء بأشخاصهم، أو ما يطلق عليه "الإجماع السكوتي"، "ومُنطلق التحريم هو أن درء المفاسد مُقَدَّم على جلب المصالح، فإذا كانت الثقافة تحتاج إلى خروج على الآداب فإن الضرر من ذلك يفوق المصلحة، وأن عِصْمَةَ الله لأنبيائه ورُسُله من أن يتمثل بهم شيطان مانعة من أن يمثل شخصياتهم إنسان"، وأن تمثيلهم ليس مطابقا للواقع، فيغلب فيه جانب الضرر، وأن تمثيلهم قد يؤدي إلى إيذائهم وإسقاط مكانتهم وغير ذلك من الأدلة التي استند عليها.
ولكن هذا لا يعني ألا تكون حياة الأنبياء مادة لأحد أشكال الدراما من الفيلم أو المسلسل أو المسرحية أو غير ذلك؛ فهذا أمر يدخل في باب الإباحة أو المستحب على الأقل، ويمكن اتخاذ التقنيات الفنية المعهودة في إدارة القصة مع عدم ظهور بطلها، وهو أمر موجود في عالم الفن بعيدا عن طبيعة المادة الممثلة فيما يتعلق بحياة الأنبياء.
أما عن تمثيل الصحابة، فللعلماء المعاصرين فيه ثلاثة آراء:
الأول: المنع المطلق، فلا يجوز -عند هذا الفريق- تمثيل أشخاص الصحابة بالكلية، وهو ما يراه عدد من علماء الأزهر، منهم الدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور عبد الصبور مرزوق، والدكتور عبد العظيم المطعني، والدكتور عبد الفتاح عاشور، والدكتور محمد سيد أحمد المسير، وهو ما مال إليه الدكتور أحمد الريسوني من علماء المغرب، وهو أيضا رأي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية، ومثلها: الشيخ ابن باز والشيخ عبد الرازق عفيفي، والشيخ عبد الله بن غديان والشيخ عبد الله بن قعود، بل صدرت فتوى من هيئة كبار العلماء بالسعودية بذلك، واستندت لجنة البحوث والإفتاء إليها في فتواها.
الثاني: الإباحة المطلقة، وهو مذهب علماء الشيعة، نقله عنهم الشيخ فيصل مولوي في إحدى فتاواه.
الثالث: حرمة تمثيل البعض وإباحة تمثيل الآخرين. وفيمن يحرم تمثيله رأيان:
الأول: الخلفاء الراشدون وآل البيت.
الثاني: العشرة المبشرون، ومنهم بالطبع الخلفاء الراشدون وآل البيت.
ويمثل هذا الفريق الشيخ القرضاوي، والشيخ فيصل مولوي، والمفهوم من كلام الشيخ ابن عثيمين، ودار الإفتاء المصرية، ومجمع البحوث الإسلامية ولجنة الفتوى بوزارة الأوقاف الكويتية وغيرهم.
مواقع النشر (المفضلة)