يختلف تقبل الأشخاص للتوقيت الشتوي، منهم من يرى فيه فرصة للراحة إذ يطول الليل ويجدون فيه ملاذا لنوم ساعات طوال، في حين ينفر منه كثيرون، عازين ذلك لارتباطه بمشاعر الإحباط والاكتئاب التي تتسلل إلى نفوسهم مع تحديده.وما بين مؤيد ومعارض تنتقل المملكة لتعمل اعتبارا من الليلة بالتوقيت الشتوي ويكون ذلك بتأخير عقارب الساعة 60 دقيقة. بفارغ الصبر تنتظر رشا (25 عاماً) هذا التأخير وترجع سبب رغبتها "حتى أحصل على ساعة إضافية أقضيها في الراحة والنوم"، أما زوجها فائق إبراهيم فيعترف أنه يكاد يصاب بالاكتئاب جراء هذا التوقيت إذ يقضي جل وقته في المنزل مبينا أن "النهار يختفي مبكراً". بيد أن الأمر؛ وهو تغيير التوقيت سواء أكان صيفيا أو شتويا، لا يعني أم وائل كثيرا، وتقول ممازحة "أنا لا أرتدي، أصلا، ساعة في يدي"، مضيفة "أعمل طوال النهار حتى فترة العشاء لأخلد بعدها للنوم".رئيس الجمعية الفلكية الأردنية د. حنا صابات يبين أن الجمعية "غير مسؤولة عن تغيير التوقيت" بل هو قرار من رئاسة الوزراء يقضي بتغيير الساعات أواخر شهري آذار وتشرين الأول من كل عام. ويعزو صابات التغيير إلى "استغلال فترة الصباح وكسبها في العمل والنشاط فضلا عن توفير استهلاك الطاقة وبخاصة الإنارة في الشوارع العامة والمنازل". وتتضاعف أهمية هذا التوقيت، وفق صابات، في الدول الصناعية التي تعتمد على الطاقة في إنتاجها. ويتفق المهندس علاء حكمت (33 عاماً) مع ما ذهب إليه صابات في أن الآلية المعتمدة في تغيير التوقيت مرتبطة بالإنتاج في مصانع البلدان الكبرى، إلا أنه يرى أن العمل به في المملكة "غير مجد". ويعود تاريخ تغيير التوقيت الصيفي والشتوي إلى المفكر الأميركي بنيامين فرانكلين، حين نشر مقالا حول الموضوع في العام 1784 إلا أن أحدا لم يقم له وزنا آنذاك.وفي العام 1907 أعاد وليام ويلليبت عرض الفكرة ثانية وقدمها إلى البرلمان الانجليزي العام 1908 غير أنه قوبل بالرفض، ونظرا لما خلفته الحرب العالمية الثانية اضطرت الدول الأوروبية إلى تطبيق تعديل الساعة لظروف اقتصادية وإنتاجية حينها.أما التحليل العلمي الذي تستند له فكرة تغيير التوقيت، بحسب دراسات، فهو متصل بالعمل على استثمار "ساعات الذروة" في نشاط الإنسان واستغلال ساعات النهار في الإنجاز وفقا لفصول السنة. ومع اقتراب إعلان التوقيت الشتوي تتسارع نبضات قلب أم إيهاب "31 عاما" خوفا واضطرابا، فسرعان ما تصاب بالإحباط وتشعر بعدها بعدة أعراض متمثلة في الكسل والخمول إلى حد شعورها بالاكتئاب. من جهتها تؤكد خبيرة الطاقة ريا خضر"أن الطاقة لا علاقة لها بتغيير الوقت بشكل مباشر، بل بتعرض الإنسان للشمس التي ترتبط بالظفيرة الشمسية والمسؤولة عن إمداد الجسم وتغذيته بالطاقة".وتشير خضر إلى أهمية التعرض للشمس يومياً ما لا يقل عن 20 دقيقة خلال فصل الشتاء وتحديداً من الساعة 9 حتى 11 ظهراً لما لذلك من دور في اكتساب الطاقة وانعكاس الضوء وأثره على الجسم وحيويته.وينفي اختصاصي علم النفس في جامعة العلوم الإسلامية العالمية د. حسن المجالي ارتباط الاكتئاب بالتوقيت الشتوي وإنما يصيب بعض الأشخاص لدخول فصل الشتاء.ويعزو المجالي المشكلة بـ"عامل الربط" الذي يحدث عند عديد من الأشخاص فيرون في الصيف فصل الفرح والنشاط بسبب الحفلات والنزهات وكثرة الخروج من المنزل للترفيه عن النفس، في حين يربط آخرون الشتاء بفصل البقاء في المنزل والانعزال وما يترتب على ذلك من ملل وخمول فضلا عن غياب الطاقة.وعلاج هذه الحالة وفق المجالي، يكون بتجنب ربط الفصول بالحالة النفسية، مبينا أن اختلاف الفصول وتنوعها يختلفان باختلاف الذوق العام والشخص.الـغد

تفاصيل الخبر هنا...