عمل الطلبة الجامعيين اثناء الدراسة يساعدهم في تحمل جزء من نفقاتهم الشخصية والدراسية ويسهم في تخفيف العبء عن كاهل ذويهم في الوقت الذي يعارض فيه بعض اولياء الامور عمل ابنائهم اثناء الدراسة لما له من اثر سلبي على تحصيلهم العلمي وفق قولهم .فأم جمال التي ترفض كليا عمل اي من ابنائها اثناء الدراسة قالت انها توافق على عملهم اثناء العطلة بين الفصلين وليس اثناء الدوام لئلا يؤثر ذلك على دراستهم مؤكدة انها على استعداد تام لتوفير المال اللازم الذي يحتاجه ابناؤها من خلال عملها في تصنيع المواد الغذائية ( المخلل والشطة والزيتون ) .اما ام راكان المصري فقالت انها تشجع ابناءها الذكور على العمل اثناء العطل المدرسية الصيفية قائلة ان عليهم ادراك قيمة المال ليكونوا منطقيين في اسلوب صرفه . واضافت ان عملها في احدى الوزارات وعمل زوجها في القطاع الخاص لا يؤمنان المبلغ اللازم لدراسة ولديهما في الجامعة مبينة ان راتبهما يوفر الاحتياجات الاساسية ، وعلى الابناء المساهمة في توفير احتياجاتهم الشخصية الاخرى مشيرة الى ان ولديها اللذين يدرسان في الجامعة يعملان في محلات لبيع الالبسة الرجالية مساء .وقالت انها لا تطلب من ابنائها الدراسة بشكل مضاعف اذ انها مقتنعة وزوجها بان لكل قدراته في الدراسة وبالتالي فان المهم نجاحهما وليس الحصول على علامات متميزة اما الطالب في احدى الجامعات الخاصة فارس قال انه يحاول من خلال عمله تامين جزء من اقساط الجامعة وجزء من مصروفه الشخصي اذ يتكفل والده بالباقي موضحا انه يعمل في احدى الشركات بدوام يبدأ الساعة الخامسة مساء ويستمر ثماني ساعات . واضاف فارس الذي يعمل في تعبئة المواد التموينية انه نظرا لمحدودية دخل والده فانه ارتأى التخفيف من اعبائه المالية ومساعدته في اعالة الاسرة التي تتكون بالاضافة اليه من خمسة افراد جميعهم في المدارس . واشار الى ان دراسته تأثرت في بداية عمله بالشركة لانه لم يتمكن من ادارة وقته بشكل سليم حيث تراجع اهتمامه بدراسته في الفصل الاول لكنه سرعان ما تدارك ذلك واهتم بدراسته وعمله .وتقول مديرة التوظيف وتدريب الطلبة في كلية الاردن الجامعية التطبيقية للتعليم الفندقي والسياحي رولا الريحاني قالت ان اكثر من خمسين بالمئة من طلبة الكلية يعملون اثناء دراستهم مبينة ان طريقة التعامل مع الطالب الذي يعمل اثناء الدراسة لا تختلف عن الطالب الذي لا يعمل اذ ان عمله يجب ان لا يتعارض مع اوقات دوامه . واضافت ان الكلية تساهم في توفير فرص العمل للطلبة الراغبين بحيث لا يتعارض مع اوقات الدراسة . اما الطالبة الجامعية ساهرة وتعمل في احد مطاعم الوجبات السريعة القريبة من جامعتها فقالت انها عملت في المطعم لتوفير متطلباتها الجامعية والشخصية مشيرة الى ان اهلها لا يستطيعون تلبية احتياجاتها بالكامل ولا سيما ان شقيقها يكمل تعليمه خارج المملكة .استاذ علم الاجتماع ودراسات المجتمع الاردني في الجامعة الاردنية الدكتور مجد الدين خمش قال ان الطلبة الذين يعملون اثناء الدراسة هم شباب (انجازيون) ورأى انهم سيكونون في المستقبل من اصحاب المبادرات الفردية وانشاء المشروعات الاستثمارية بينما سيكتفي الاخرون بالوظائف الكلاسيكية ( بمعنى انهم سيكتفون بالراتب الحكومي). واشار الى ان نظام الساعات المعتمد في الجامعات نظام مرن ولم يصمم لاعطاء الطلبة وقت فراغ اطول بين المحاضرات بل صمم لكي يتمكن الطالب من العمل بدوام جزئي ويبرمج وقت عمله ليتناسب مع محاضراته التي غالبا ما تكون اما صباحية او بعد الظهر ، وغالبا ما يختار الطلبة اماكن عمل تكون قريبة من الجامعات . وبين ان الطلبة العاملين يكونون انشط اكاديميا ومتحملين للمسؤولية موضحا انهم يتعلمون ذلك من خلال العمل ، فيما يميل الطلبة غير العاملين الى الكسل وعدم تحمل المسؤولية ونحاول توجيههم لاستغلال وقت الفراغ لديهم بحيث يعود بفائدة عملية ومالية على الطالب نفسه .وفاء مطالقة / بترا

تفاصيل الخبر هنا...