قال سمو الأمير الحسن بن طلال إن هنالك ضرورة لتحريك الناس نحو أولويات تخضير إقليم غرب آسيا وشمال إفريقيا في سياق كلي للتركيز على بناء المفاهيم الإقليمية التي تقود إلى المشاريع المشتركة.وأضاف سموه، خلال كلمته الرئيسة التي افتتح بها، اليوم الاثنين (9 – 11 – 2009) في عمّان، الحلقة التشاورية حول "تخضير إقليم غرب آسيا وشمال إفريقيا"، أن النهج الشامل في تقديم المشاريع التنموية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار العلاقات الثقافية تجاه حاجات الناس؛ مشدداً أنه إذا كان عصر التخطيط المركزي قد انتهى فإن ذلك لا يعني أن عصر الأولويات قد انتهى.وشدد سموه على حقيقة أن الناس يريدون إعطاءهم الفرصة لكي يمنحوا أفضل ما عندهم ويطوروا مواهبهم؛ معرباً عن أمله في أن يتم تطوير برنامج فاعل ضمن الإقليم لجعل القانون يعمل من أجل الجميع، بمن فيهم الأغلبية المُصمتة.وأكّد الأمير الحسن، خلال الحلقة التي نظمها منتدى غرب آسيا وشمال إفريقيا (وانا)، على حاجة المنطقة إلى مبادرة من أجل "الوظائف الخضراء"، بحيث يتم التوصل إلى برنامج عمل مشترك تلتقي فيه القواسم العالمية بالقواسم الإقليمية من خلال الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني، إلى جانب معالجة قضايا الفقر والهجرة والنزاعات والتغير المناخي ضمن إطار عمل فوق قطري يأخذ بعين الاعتبار العمل على التناغم بين الاقتصاد والمجتمع والثقافة والبيئة.وقال سموه إنه آن الأوان لتوضيب البيت العربي حتى يكون لدينا نقطة انطلاق فكرية وأخلاقية للمشاركة في صنع المستقبل البشري؛ مشيراً إلى ضرورة تطوير خريطة طريق تكون حساسة للتحدي الاجتماعي للهوية العربية حتى يتمكن العرب من المشاركة الفاعلة المبنية على قاعدة صناعية منتجة.ودعا سموه إلى تعزيز الوعي وتطوير التحرك نحو مناخ تشاوري وليس تفاوضياً حول القضايا المشتركة على مستوى إقليم غرب آسيا وشمال إفريقيا، من أجل التوصل إلى كينونة فوق قُطرية تعمل على تطوير القواسم الإقليمية من خلال الوعي بالمسؤوليات الإقليمية، وتقود إلى ترسيخ منهج محايد للتعامل مع الأسئلة الكبرى في المنطقة.وقال سمو الأمير الحسن إن المنطقة بحاجة إلى سياسة تنموية أصيلة تأتي من داخلها وليس من خارجها وتستند إلى تقصي الحقيقة الاجتماعية والاستماع إلى الناس والتضامن الاجتماعي وزيادة الوعي ضمن الفاعلين بضرورة التركيز على القضايا الأساسية بعيداً عن التنميط والتسميات العرقية المختلفة.من جهته تحدث سمو الشيخ عبد العزيز بن علي النعيمي، المدير التنفيذي لمركز الإحسان الخيري في دولة الإمارات العربية المتحدة، عن التحديات البيئية التي تواجه المنطقة بالإضافة إلى مناطق أخرى في العالم، بما فيها حجم السكان والتغير البيئي؛ مشيراً إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في تبسيط هذه التحديات إلى أساسياتها والنظر إلى البيئة من الداخل.وأبرز الشّيخ النعيمي التداخل والتشابك الذي يربط بين الاقتصاد والبيئة والتعليم خصوصاً في سياق منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا؛ مؤكداً أن البيئة دون أخلاق لا تكون فاعلة أو مستدامة؛ مبيناً أهمية التوحيد والاستخلاف والأمانة في هذا المجال.وقد جمعت الحلقة التشاورية خبراء ورجال أعمال وأكاديميين وشخصيات من بلدان إقليم غرب آسيا وشمال أفريقيا، من ضمنها الأردن ومصر وفلسطين وسوريا واليمن والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى شركاء من اليابان.وتهدف الحلقة إلى مناقشة طرق وأفكار حول "تخضير" المنطقة من خلال التعليم من أجل الأمن المائي والتنمية المستدامة وتحقيق قفزة نوعية نحو ثورة صناعية جديدة.وقد كانت قضايا التعليم البيئي وتأسيس قاعدة صناعية خضراء حديثة وبنية تحتية إقليمية خضراء من بين المواضيع ذات الأولوية التي اختارها المشاركون في منتدى "وانا" السنوي الأول والذي عُقد في عمّان في نيسان الماضي، وجمع أكثر من سبعين من الخبراء والباحثين من المنطقة وشركاء من خارجها لتحديد التحديات الإقليمية إلى جانب مناقشة وتقييم المقتربات العملية لمعالجتها وتعزيز التعاون الإقليمي.
تفاصيل الخبر هنا...
مواقع النشر (المفضلة)