حققت الملكية الاردنية حلم الكفيف مازن قطيشات الذي يتفرد على مستوى العالم في مجال حجوزات السفر باستخدام لغة (بريل) بأن ساندته في انشاء وكالة سياحة وسفر خاصة به في منطقة العبدلي. وكان الاربعيني مازن اليوم الاربعاء على موعد مع الفرح حيث افتتح المدير العام الرئيس التنفيذي للملكية الاردنية حسين الدباس المكتب الخاص به والمجهز بادوات وتقنيات حديثة تتواءم وحالته ككفيف. ومن حي القلعة القديم في مدينة السلط العريقة انطلق قطيشات كما يقول لوكالة الانباء الاردنية (بترا) في سبعينيات القرن الماضي الى ولاية بنسلفانيا الاميركية لوحده لاكمال دراسته الثانوية والجامعية في مجال الاقتصاد والكمبيوتر بعد ان قدم له سمو الامير رعد بن زيد كبير الامناء , رئيس المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين منحة للدراسة في افضل المدارس والجامعات الاميركية التي وفرت له سبل التعلم عبر وسائل متخصصة في تعليم المكفوفين. ويضيف : لم يكن من السهل علي ككفيف وانسان لا يعرف اللغة الاجنبية ان يسافر الى ما وراء البحار طلبا للعلم , فقد كنت اشتاق لاهلي في السلط وانا ادرس في مدرسة النور في منطقة العبدلي وكنت اشعر انذاك بالغربة, فكيف بي وانا مسافر الى اميركا ؟ , انها تجربة غنية اضافت الى شخصيتي الكثير فقد عززت ثقتي بنفسي وحملتني الى افاق رحبة استطعت بها تخطي حاجز الظلمة الى نور اضاء لي عتمة الطريق. واستمرت سنوات غربته بين الدراسة والعمل لاكثر من ثلاثين عاما, عاد بعدها الى مملكته الحبيبة كما يقول ليحقق حلمه في عالمه الخاص منوها الى انه سيوفر فرص التدريب والتوظيف في مكتبه لمكفوفين. وكان قد فقد بصره لسبب يجهله وهو في الثانية من عمره , ورغم ذلك التحق في سن السابعة بالدراسة في معهد النور للمكفوفين ومقره العبدلي وفقا لقوله , وان الصدفة لعبت دورا كبيرا في عودته الى منطقة العبدلي مقر مكتبه الجديد وهو بذات المنطقة التي تلقى فيها علومه منذ ما ينوف على الثلاثين عاما. وبعد ان قص الدباس وقطيشات شريط افتتاح المكتب قدم الاخير عرضا حيا لعملية الحجز الآلي ,واعرب الدباس عن فرحته واعتزازه بقدرته ومهارته العالية التي تحتاج الى الكثير من التركيز مضيفا ان الملكية تدعم وكلاء السياحة والسفر بشكل عام. بيد ان قطيشات استحق الدعم الاكثر وفقا لقول الدباس نظرا لطموحه وتميزه حيث قدمت له الملكية عقب الافتتاح مبلغا قدره سبعة الاف دولار لمساعدته على تخطي صعوبات بدايات عمله المستقل في مكتبه الخاص مبينا ان الملكية لن تتخلى عنه وستواصل رعايته ودعمه بشتى السبل الممكنة. يقول قطيشات الذي له من الاولاد سبعة : كان اول اجر لي عن عملي في مجال السياحة والسفر في اميركا 250 دولارا , وفرحت به كثيرا , وكنت محط اعجاب من عملت معهم من شركاء في اميركا ارادوا من خلالي تسويق منتجهم السياحي الى الشرق الاوسط والتجسير مع الملكية الاردنية منوها الى ان مبيعات احدى الشركات التي عملت معها وصلت الى الملايين . ويتقن مازن بالاضافة الى مهارته في الحجز الالي العزف على 16 آلة موسيقية , ومن مفارقات ما عاشه انه حين عاد من اميركا طلب منه احد الاصدقاء العزف على آلة العود التي لم تكن معه , فاعطاه عودا كان عزف عليه عند ذلك الشخص منذ ثلاثين عاما مقطوعة ( انت عمري ) لام كلثوم كما يتقن التعامل مع تقنيات الاتصال الحديثة بما فيها الانترنت والهاتف الخلوي. يؤكد انه لم يخطىء يوما في حياته في رقم او موعد حجز او معلومة رغم الدقة التي يتطلبها مجال عمله اذ انه يترجم ما يسمعه بيديه , لانجاز المعلومات اللازمة للحجز بدقة متناهية وبسرعة قياسية بحسب قوله. ويتمتع الكفيف مازن بسرعة البديهة والذكاء كما تقول رئيس دائرة التوزيع الوطني في الملكية الاردنية دينا عازر التي تؤكد ان دعم الملكية له بالشراكة مع شركة (ترفل بورت) ومقرها اميركا تمثل في توفير فرصة التدريب التقني في منزله الخاص من خلال موظفي الدائرة وتمكينه من تنظيم حجوزات السفر من شتى انحاء العالم باستخدام نظام ( جاليليو ) ولغة بريل. وتقول ان الملكية تتيح له الان العمل في مكتبه الخاص ليقوم بالحجوزات للمسافرين واصدار التذاكر بانتظار انتهائه من اجراءات ترخيص مكتبه التي ستنتهي قريبا. بترا

تفاصيل الخبر هنا...