من المسلم به أن الهدف الرئيسي لأي مستثمر عند قيامه بعملية الاستثمار هو الحصول على عائد على أمواله التي قام باستثمارها ، وفي الغالب فان هذا المستثمر يكون قد وضع في حساباته حد أدنى من العائد الذي يقبل به ، وقد يتحقق هذا العائد أو لا ، وقد يكون العائد المتحقق أقل من المتوقع ، وفي الحالات الأسوأ قد يخسر المستثمر جزءاً من استثماره أو كامل استثماره.
من أساسيات الاستثمار الواجب معرفتها أن هناك علاقة طردية بين العائد الذي يطلبه المستثمر ودرجة المخاطرة التي يمكن أن يتحملها: وبالتالي فكلما زاد مقدار العائد الذي يطلبه المستمر زادت درجة المخاطرة التي يتحملها ، وزادت درجة المخاطرة التي سيتحملها يقوم بطلب عائد أعلى للتعويض عن تحمل مخاطر إضافية.
من الطبيعي أن يسعى جميع المستثمرين لتحقيق أعلى عائد عند مستوى معين من المخاطر أو تخفيض المخاطر إلى أدنى مستوى ممكن عند مستوى معين من العائد.
وهناك اكثر من تعريف لمخاطر الاستثمار: منها عدم التأكد من التدفقات النقدية المستقبلية المتأتية من الاستثمار والتي يمكن أن تكون على شكل أرباح مقبوضة مثل توزيعات الأسهم النقدية والفوائد المقبوضة من السندات ، وكذلك يمكن تعريف المخاطر على أنها درجة التذبذب عدم الاستقرار في العائد المتوقع ، فعلى سبيل المثال كلما كان سعر سهم معين يتذبذب صعودا وهبوطا بشكل كبير ومستمر كانت مخاطر الاستثمار في هذا السهم كبيرة.
كذلك يمكن تعريف المخاطر على أنها درجة اختلاف العائد المتحقق للمستثمر مقارنة بالعائد المتوقع من قبله ، فلو كان العائد الذي يتوقعه المستثمر على الاستثمار 10 في المائة وحصل على عائد فعلي 5 في المائة فهذا يعني وجود انحراف للعائد الفعلي عن المتوقع وهذا يشكل خطورة على المستثمر الذي يكون قد بنى خططه المستقبلية على أساس أن العائد سيكون 10 في المائة.
إن معظم الاستثمارات تحتوي على درجة معينة من المخاطر وتتفاوت هذه المخاطر حسب نوعية الاستثمار ، فالاستثمار في السندات الحكومية مخاطره أقل من الاستثمار بسندات الشركات ، والاستثمار في الأسهم مخاطره أعلى من الاستثمار بالسندات بكافة أنواعها ، كذلك فإن مخاطر الاستثمار في الأسهم تختلف من سهم لآخر.
وبالتالي فإنه لا يوجد استثمار بدون مخاطر ، لذلك فانه يجب على المستثمرين دراسة مخاطر الاستثمار ومعرفة أسبابها وإدارة هذه المخاطر وليس تجنبها والهروب منها لأنه لا يمكن إلغاؤها.
بهدف معرفة كيفية التعامل مع المخاطر فإنه يجب على المستثمر أن يحدد درجة المخاطر التي يمكنه تقبلها ، وذلك على الرغم من صعوبة قيامنا بتحديد درجة المخاطر التي يمكننا تحملها.
ولكن يمكننا وضع بعض النقاط الرئيسية التي تساعدنا على ذلك منها: ماذا لو انخفضت قيمة استثماراتنا بنسبة معينة؟ وماذا لو ارتفعت بنسبة معينة؟ إن وضع مثل هذه الأسئلة قبل البدء في عملية الاستثمار يساعد المستثمر في معرفة درجة العائد الذي يقبل به ودرجة المخاطرة التي يستطيع تحملها. لقد أثبتت الدراسات أن المستثمرين بالأوراق المالية بشكل عام لا يكترثون بالمخاطر التي قد تواجههم عندما تكون أسواق الأوراق المالية في حالة الصعود ويكون تفكيرهم منحصرا في العائد الذي سيحصلون عليه ، وهذا قد يسبب لهم خسائر كبيرة نتيجة لتجاهلهم الجزء المهم في عملية الاستثمار وهو المخاطر واهتمامهم بجانب واحد هو العائد.