الرجوع إلى الله

عبدالكريم دراوشة







لقد سَئِمْتُ من نفسي ومن ذاتي سَئِمْتُ العيشَ في دُنيا مَتاهاتي عَكفتُ طَوعاً إلى المحراب أسكُنُهُ أُصلّي الفرضَ ثم أزيدُ رَكعاتي،


بالأمسِ كانت عيونُ الناسِ تَرقُبني تخشى الوصولَ إلى بحري وموجاتي

واليوم صارت عيون الناس جاهدةً تُطيل البحثَ عن ظلي وفيّاتي

تَراءت ليَ الأيّامُ في زَهواتِها فقلتُ خَلَت من الأحقاد دُنياتي

وغدوتُ ناسِكاً في ظلِّ رحمَتِه وقد جثثت من عيشي ملذاتي

لكي أفوزَ بجنةٍ ونعيمِها حشدْتُ لها من الأعماق طاقاتي

سلوتُ النفسَ والدنيا وزينتَها فكيف أسلو من يسمع مناجاتي

ويومَ يُنفخُ صورُها في ليلةٍ ويكون فيها جامعاً لرفاتي

يا غافرَ الذنبِ اٌغفِر ما أتيتُ بهِ فلن أعودَ إلى طَيشي وغاياتي

فاسمع نداءَ التائبينَ لربّهِم وإليك أرنو مُرسلاً نَظراتي

"إن عدتَ يا عبدي فإنّي غافرٌ تلقَ النعيمَ في رَوضي وجنّاتي

فكيف تشرك والآيات شاهدةٌ ألم أريكَ في خلقي وآياتي

ألم أريكَ في الإسراءِ معجزةً ألم أريكَ عجيباً في سماواتي

وقد رفعتُ سماءً بلا عمدٍ بَسطتُ الأرضَ فيها جلّ خيراتي"

على الرسولِ صلاةً لا نفاذ لها إلى رسولِ الهدى أسمى تحيّاتي

وأرجو الله في سرّي وفي علني أن يستجيبَ لدعوتي وصلاتي