يستذكر أبناء العراق خاصة ومئات الملايين في العالم عامة يوم سقوط عاصمة الرشيد بأيدي الغزاة الجدد لبغداد يوم احتلت العراق بالكامل... يستذكر الملايين يوم سقط تمثال صدام في ساحة الفردوس في بغداد معلنة نهاية حقبة ذلك النظام وبداية مرحلة جديدة في تاريخ العراق. يومها رأينا الفرح والابتهاج واضحين على وجوه أهالي بغداد والعراق بسقوط من أسموه ديكتاتور العراق ونظامه ويومها قلنا أن الديمقراطية الحقة لا تأتي على ظهر دبابة وإنما نابعة من إصرار شعب ذلك البلد على الديمقراطية ولذلك سقطت كل الأقنعة حول هذه الحرب وأصبح جليا أن نظام صدام ذهب دون رجعة بمبررات أو غير مبررات. ولكن قلنا أيضا أن هؤلاء العراقيين الذين اخذوا يفرحون لدخول القوات الأمريكية الغازية المحتلة سيأتي اليوم ويقاومونها لان شعب العراق حر لا يقبل الاحتلال والمهانة والذل والاستعمار وما قلناه في ذلك الوقت لم يمضي وقت طويل لتحقيقه فقبل أن يحتفل المحتل بمرور عام على احتلاله افسد أبناء العراق العظيم الفرحة عليهم وجعل بلاد الرافدين نقمة فمن سقوط العروش في عدد من دول العالم إلى ما يدور من مقاومة عظيمة يشهد لها الجميع ضد قوات لاحتلال كل ذلك يؤكد أن المعركة على الأرض قد بدأت الآن وان الغزاة سيحرقون على أرضها.
المعركة بدأت والأقنعة سقطت ولم يبقى إلا أن يتحمل الجميع مسؤولياته وتبعات هذه المعركة فأبناء العراق يواجهون الآن الاحتلال الغربي بصدور عارية وإيمان كبير بالنصر يقدمون الشهداء والجرحى على مذبح الحرية العراقي وهم بذلك يجددون عهد أجدادهم برفض الاحتلال وأشقاءهم الفلسطينيين المصير نحو الاستقلال والحرية ورفض الظلم. وفي المقابل على الدول التي تشارك بهذا العدوان والتي أملت أن تحصل على نصيب من الكعكة العراقية أن تيقن الآن أن ما ذلك إلا هراء وسراب وأنها ستخرج عاجلا أم آجلا تجر أذيال الفشل والخيبة وان أمريكا التي سقطت سابقا في مستنقع فيتنام أن تعلم أن المستنقع العراقي أصبح موحلا أكثر من فيتنام لها وان عليها أن تغادر ارض العراق قبل أن تسقط فيه والى الأبد عندها لن ينفع أي وسيط أو دليل لإرشادها نحو أبواب الخروج.
كما أن على الدول العربية شعوبا وحكام أن تتحمل مسؤولياتها تجاه ما يحدث من مجازر على ارض العراق الأبي علها تخرج بكربة الوجه على الأقل مع العلم وعلى ما يبدو أن احتلال العراق ودماء أبناءه أصبح أمرا اعتياديا لها لا يمح لها حتى بقول كلمتها الفصل والوقوف إلى جانب أشقاء لهم ورغم معاناته لا يجد بدا" من الوقوف إلى جانب أشقاءه الآخرين في الدول العربية والإسلامية. فإذا كان شلال الدم الأحمر القاني الذي يسيل ويتدفق في العراق لم يحرك ساكنا لدى الشعوب العربية فما الذي يحركهم إذن. قد أيقن الجميع وخاصة أبناء العراق وفلسطين أن سبات الشعب العربي أصبح لا يطاق وانه إذا أراد شعب أن يفيق من سباته فانه يجب أن يخضع للاحتلال على ما يبدو – لا قدر الله - كي يصحو من نومه مع العلم أن كل الدول العربية محتلة بطريقة أو بأخرى غير الاستعمار العسكري ولكن إذا كان كل ذلك لم يحرك ساكنا الشعوب العربية فان السؤال الآن متى سيتحركون. صحيح أن الشعبين العراقي والفلسطيني لا يتمنون للدول العربية ذلك ولكن أيضا لا يستطيعون أن يصل الاعتقاد بتلك الشعوب إلى حد أن لا ينظروا إلى أشقاءهم في هذين البلدين ولكن قد يكون المثل صادقا الآن والذي يقول: أكلت يوم أكل الثور الأبيض والا لما هذا العجز العربي المقيت فحتى مجرد اجتماع لا يقدم ولا يؤخر لا يستطيعون عقده هؤلاء الحكام فأي خزي قد وصلنا إليه. ومن هنا فان على الجميع أن يتحمل مسؤولياته نحو ما يدور على ارض العراق وفلسطين دون وازع.
وإذا كان شلال الدم العراقي النازف حاليا لا يحرك ساكنا. أيمكن أن تسمح تلك الدول ومثيلاتها الإسلامية التدنيس الذي يقوم به المحتلين للعتبات المقدسة فهل ذلك لا يحرك ساكنا لديهم. ألا يوجد حمرة خجل.
نعم الدم العراقي النازف حاليا يعري الجميع دون استثناء وإذا كانت الفلوجة الآن تعيد إلى الأذهان لدى الشعب الفلسطيني والعالم كله ما حصل في مخيم جنين فان ما تتعرض له العتبات المقدسة الآن هو نفس ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك. فبالله عليكم إلى متى ستبقون في سباتكم يا عرب إلى متى ستبقون راضين عن حالكم هذه؟؟؟ إلى متى؟؟؟.
الآن وبعد عام على احتلال العراق فباعتقادي أن النور نور الحرية للشعب الفلسطيني قد بدا يظهر في نهاية النفق المظلم رغم انف المعتدين وأعوانهم وعندها لن يكون هناك مسامحة ولن ينفع لا الندم ولا صريف الأسنان لان كافة الوجوه قد سقطت عنها الأقنعة وظهر زيفها وبالتالي سيحدث الزلزال المتوقع أصلا للجميع وما شلال الدم النازف في الفلوجة وانتفاضة الجنوب إلا أول الغيث والبادىء اظلم.
مواقع النشر (المفضلة)