فالعربي في أدب الأطفال الصهيوني يرتدي من الملابس "الشروال، والكوفية، والعقال، والعباءة"، التي يَعدُّها أدباء الصهيونية وإسرائيل من أبرز الدلائل على عدم معاصرته، على نحو ما جاء ذلك في قصة تُدرس في مناهج التعليم عند الصهاينة، بعنوان: "القرية العربية"، فمؤلِّفُها يقرر أن "شروط النظافة والمحافظة على الصحة تكاد تنعدم بين العرب، والإجراءات الصحية التي لا يستطيع الإنسان العيشَ ساعة واحدة بدونها غيرُ متوفرة في أي قرية عربية، حتى في القرى الكبرى الغنية، ولعدم وجود المراحيض؛ يقضي العرب حاجاتِهم في أي مكان، فالأولاد يقضون حاجاتهم في الساحة، أو في الحظيرة، أو في البيت، أما الكبار فيأخذ الواحد منهم إبريقًا ويخرج إلى الحقل، وعادةُ الاستحمام تكاد تكون غيرَ مألوفة عند العرب.

وهناك بعض الفلاحين الذين لم يمسَّ الماءُ أجسادَهم منذ زمن طويل، وامرأة عربية أقسمت بالله أنها ولدتْ ستةَ أولاد دون أن يمس الماء جسدها، وهناك مَثَلٌ عند العرب يقول: "الطفل الوسخ أصح وأشد"! العرب يرتدون الثياب، ولا يغيِّرونها إلى أن تبلى، حيث يغدو مليئًا بالقمل والبراغيث، ويكلح لونه، والعربي صانع القهوة يبصق في الفناجين؛ كي ينظفها!".

والغريب حقًّا أن الصهاينة يرتِّبون على ذلك المظهرِ - غير اللائق في رأيهم - ذريعةً لنفيِ أي حق للعرب في فلسطين، كما فعل الأديب الصهيوني الأمريكي "شاؤول بيلو"، الحائز على جائزة نوبل عام 1977م، حين قال مسوغًا نفي "جولدا مائير" لوجود شعب فلسطيني: "العرب لا حق لهم في فلسطين؛ لأن ملابسهم غير أنيقة، وأصواتهم مرتفعة"!

وليس علينا أن نُفاجَأ بظهور العربي في معظم نصوص أدب الأطفال الصهيوني، بتلك الملامح المنفِّرة التي تبديه، ذَكرًا كان أم أنثى، في صورة مخلوق قبيح الوجه، والجسم، والملابس معًا؛ لأن قبح الخلقة والملابس يُمهِّد لديهم لما سيُلصقونه بالعربي من صفات سلبية أخرى، يُشوِّهون بها الجانبَ العقلي لشخصيته، بالإضافة إلى جانبيها النفسي والسلوكي، انطلاقًا من نزعتهم العنصرية، التي تملأ رؤوسهم بتصورات مرَضيَّة، تُوهِمُهم بوجود جنس بشري أحطَّ من جنس، وآخر أرقى.‏

حعفر عايد المعايطة