عمان 12 ايلول(بترا)
يشكل العيد لدى الأردنيين المغتربين حالة من الشد العكسي للوطن تتقاذفهم مطرقة عاطفة الحنين إليه والذكريات الجميلة في رحابه وسندان الغربة وواقعها المرير الذي يبعدهم عنه.
واكد عدد منهم لوكالة الإنباء الأردنية (بترا)على أن الوطن لا يفارقهم في بلاد الاغتراب لحظة واحدة ويشكل لديهم الجانب الروحي والوجداني ويجمع بينهم مشاعر وذكريات وأحاسيس العشق والحب الأبدي للوطن الذي يساوي عند الكثير منهم جنة الدنيا ومسقط الراس الغالي والملاذ الآمن.
ويفضل أخصائي جراحة العظام في ألمانيا الدكتور محمود النعسان الأردن على أي بقعة في الأرض مهما كانت مغرياتها وانه ما غاب عن خاطره لحظة واحدة منذ أكثر من عشرين عاما لأنه بالنسبة إليه الأهل والعشيرة ومسقط الراس الذي لا يعادله مكان في الدنيا.
يقول في العيد تشتعل الذكريات وتتأجج مشاعر الحنين لأنه يقضيه بين جنبان الغربة القاسية بعيدا عن الأهل والأحبة.
ويضيف بان للغربة طعم مر وتزداد مرارتها أكثر في المناسبات والأعياد تجد نفسك وحيدا وأحيانا تشعر بان أحاسيسك مقيدة حين تشتاق ويعتصرك الحنين للوطن وللأحباب والأهل والأصدقاء الذين عشت وكبرت معهم والغربة هي التي تجعل المرء يذرف الدموع بغزارة وينتابه الألم والملل أحيانا وقد لا تجد من يحس بإحساسك إلا من عاش ألغربه وذاق طعم الشوق والحنين.
وتقول المغتربة في الولايات المتحدة الأميركية إيمان السوداني بأنها تعيش في الغربة منذ عشرات السنين والوطن يشكل لديها هاجسا مسكونا بالحنين الذي يحتضنه القلب وتتقاذفه حياة الطفولة بين والديها اللذين غرسا في ضميرها الانتماء والولاء للوطن.
ويرى الدكتور عمر العجلوني الذي يعيش في المملكة العربية السعودية أن الوطن هو عنوان وهوية وبأنه مهما طالت الأيام لا يمكن ان ينسى ترابه ومهما اشتدت قساوة الغربة فأنها تزيدني تعلقا وولاء لوطني الحبيب لأنه يمثل الأهل والحياة الحقيقية ففيه ذكريات الطفولة التي احتضنتها حاراته وبيوته القديمة بكل ما فيها من طيبة وخير ورحمة مبينا أن للغربة وحشة قاسية تغرس الألم في الروح لأنها تبعدها عن الوطن.
ويعبر المخرج التلفزيوني منذر جرادات المغترب في المملكة العربية السعودية عن شعوره بالغربة والحنين للأردن في العيد وعن معاناته الوجدانية الصادقة من خلال الجو النفسي الحزين الذي يسيطر عليه لفراق الوطن وتشتد معاناته بشكل كبير في مناسبات الأعياد.
ويقول كلما مرت الأيام التي يعد ثوانيها ويحسب لياليها كلما زاد حنينه وشوقه إلى نسائم الأردن العليلة وان قلبه دائم الخفقان كلما هلل المكبر للعيد وبدأت تراتيل الصباح وتوجع الغربة بقبضتها على الفؤاد الخافق حبا للأهل والوطن .
وتصف ميسر الخطيب التي تعيش منذ أربعين عاما في المغرب العربي مشاعرها في العيد بأنها حزينة تتمازج فيها مشاعر الزهو والبكاء لشدة الحنين للوطن معتبرة الوطن مثل القلب والروح والوجدان.
وتنتابها الدموع وهي تشدد بكلماتها " يعلم الله بان صورة الأردن لم تغب عن عيوني لحظة وان حبه لم يفارق روحي رغم بعدي وزواجي هنا وكثرة الولد إلا انني اشعر بالوحدة وان حبي لوطني كبير لا يشغلني عنه شيء في هذه الدنيا ".
ويصف المهندس الدكتور محمود الطاهات الذي يعيش في بريطانيا منذ أكثر من أربعين عاما الأردن بالوطن السعيد والحضن الآمن والقلب الحنون مبينا أن العيد يذكره بأهله وبكل أحبائه الذين يسكنون في وجدانه ويعيشون في أعماقه.
ويوضح المهندس رامي كنعان المغترب في دولة الإمارات العربية المتحدة بانه يحن باستمرار للوطن والأهل خاصة في الأعياد التي اعتاد أن يقضيها مع أهله وخلانه معتبرا إياه الحضن الرحيم ويبقى يرافقه أينما حل ويوكد بأنه كلما جاءت المناسبات والأعياد يزداد الم الغربة ولوعة الحنين لديه.
ويعترف طالب الطب عمار محمد عبد الكريم الذي يعيش في مدينة فينتسيا بأوكرانيا بان الغربة تقبض بيديها بشرايين فؤاده المشتاق للأهل والوطن في أيام العيد وبأنه قد أدركُ أن الروحَ في غيرِ زوايا الوطنِ العاشقِ والمعشوقِ لا تلقى جَسدا آمنا تلجأ إليه.
--(بترا) ز.
مواقع النشر (المفضلة)