الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد.
يوقن كل مؤمن صالح ومؤمنة صالحة أن شهر رمضان هو الموسم السنوي الإيماني المبارك ، الذي ينتظره المؤمنون والمؤمنات بفارغ الصبر ، وفي غاية الشوق. ليستغلوا أيامه وساعاته ودقائقه في التقرب إلى الله والتسابق إلى جنة الله.
وصح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خاب وخسر من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له".
وإننا نوقن أن كل ساعة من أيام هذا الشهر غالية ثمينة نفيسة مباركة. وعلينا أن نحرص حرصاً أكيداً على استغلال كل ساعة في الخير والبر والتقرب إلى الله.
إن الفرائض لا تنافس ولا تسابق فيها ، لأن كل واحد منا يؤديها ، فالصيام واجب. وليس فينا أحد يسابق في الصيام ، والصلوات الخمس واجبة. وليس فينا أحد يسابق الآخر فيها.
التسابق والتنافس في أداء السنن والإكثار من النوافل والطاعات والقربات إلى الله تعالى ، هذه هي الباقيات الصالحات التي يتنافس فيها المتنافسون ، ويتسابق فيها إلى الجنة المتسابقون.
فلننو التسابق في أداء السنن والنوافل ، وليسابق كل منا أخاه في ذلك ، ولتسابق كل أخت مسلمة أختها في الله ، وليحرص كل منا أن يزيد رصيده من هذه النوافل والطاعات بحيث لا ينتهي هذا الشهر المبارك إلا وصار رصيد كل واحد منا "مليارات المليارات" من الطاعات والحسنات.
وأنبه إخواني الصائمين وأخواتي الصائمات - - إلى وجوب تحقق الإخلاص لله فيما تؤديه من الطاعات والسنن والنوافل ، واستحضار النية الخالصة لله ، عندما "نتسابق" في جمع الحسنات ، وأن لا يكون هدف أحدنا الرياء والمباهاة أمام الآخرين ، ونيل عبارات الإطراء والثناء منهم ، فإن هذا الرياء محبط لعبادته ، ماحق لأجره وثوابه.
وأقدم لأخواني وأخواتي هذا البرنامج النموذجي العبادي المقترح لليوم الرمضاني الإيماني ، ليحرصوا على أداء معظم فقراته ، وبإمكان معظمهم أن يؤدوها كلها ، مع مزيد من الجهد والمجاهدة والهمة والعزيمة ، وأنه ليسير على من يسره الله عليه.
برنامجك لكل ليلة يبدأ بـ
1 - الحرص على الاستيقاظ قبل الفجر بساعة ونصف ، وأداء الفقرات التالية:
- صلاة ثماني ركعات تهجد ، كل ركعتين بتسليم ، قال الله تعالى :{أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه}.وكذلك تستغل وقت ما قبل الفجر بقراءة جزء من القرآن فيها عن حاضر من المصحف.
- صلاة ثلاث ركعات وتر.
- ثم تخصص ربع ساعة للاستغفار تقول مائة مرة: استغفر الله العظيم ، ثم الدعاء الخاشع المنيب إلى الله ، وهذا أفضل الأوقات للدعاء. الثلث الأخير من الليل (وبالأسحار هم يستغفرون)
- الحرص على أكلة السحر ، مهما كانت خفيفة ، لأن أكل السحور عبادة. (تسحروا فإن في السحور بركة) متفق عليه
2 - الحرص على صلاة الفجر في المسجد للرجال ، وقراءة جزء من القرآن قبل أو بعد صلاة الفجر للأخوان أو الأخوات.
3 - أداء الأذكار والتسبيحات المسنونة بعد الفجر . قال الإمام النووي رحمه الله (اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح)
4 - بعد شروق الشمس بثلث ساعة صلاة الضحى ثماني ركعات ، كل ركعتين بتسليم. : (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة ، تامة ، تامة) رواه الترمذي.
5 - قراءة جزء من القرآن قبل الخروج إلى العمل أو الوظيفة أو الدراسة.
6 - الحرص على القيام بالعمل الإداري الوظيفي ، بمنتهى الإتقان والإجادة والانتباه والوعي والنشاط والحيوية،،
7 - الحرص على السنن والأذكار والتسبيحات المسنونة في صلاتي الظهر والعصر ، وقراءة جزء ثالث من القرآن بعد صلاة الظهر.
استغلال وقت ما بعد العصر ، في القراءة والتعليم ، وقراءة جزء رابع من القرآن ، ثم الإقبال على الله في الربع ساعة الأخير قبل المغرب ، بالاستغفار مائة مرة ، ثم الدعاء الخاشع المنيب إلى الله. ثلاثة لا ترد دعوتهم وذكر منهم الصائم حتى يفطر) أخرجه الترمذي.
8 - برنامج بعد غروب الشمس :
9 - صلاة المغرب ثم تناول طعام الإفطار بدون تخمة أو إرهاق للمعدة.
10 - الحرص على صلاة العشاء والتراويح عشرين ركعة.
11 - قراءة جزء خامس من القرآن عند العودة من المسجد.
12 - النوم المبكر حوالي الساعة التاسعة والنصف ، للاستيقاظ في الثالثة والنصف لصلاة التهجد.
هذه الكيفية المثالية لاغتنام المسلم يوماً من رمضان حقاً كما ينبغي.. مستغلاً كل ساعة فيه بأداء طاعة وعبادة أو نفع متعدي للآخرين تتقرب به إلى الله تعالى راجياً بذلك الأجر والثواب .
قال ابن مسعود رضي الله عنه (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي) الوقت ثمين في الوقت في حياة المسلم . أن كل ساعة من أيام هذا الشهر غالية ثمينة نفيسة مباركة.
فاليوم الواحد من رمضان يعد فرصة سانحة ومجالاً واسعاً للتقرب إلى الله بأنواع من الطاعات وتنوع العبادات فيكون الأجر الأعظم والثواب أكبر.
فيا أخي المسلم : "إن استطعت ألا يسبقك أحد إلى الله في هذا الشهر فافعل" فاللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم من رمضان فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه.
مواقع النشر (المفضلة)