كيف تعرف ابن عمّان؟
كيف تعرف ابن عمّان؟ سؤال ابكى الملايين ، يعني بسهولة ممكن تعرف الخليجي ، و اسهل من السهولة بتميز المصري ، و يا الهي كيف بتشيل اللبناني و السوري متل الشعرة من العجين ، بس ابن عمّان كيف تعرفه ، بما انه عمّان عبارة عن حضارة اختلاط لهجات ، ما في حدا بحكي زي التاني و مافي لهجة محدّدة ، هيك بتحسها لهجة سوريّة بس بدون مط للكلام و بدون “آل و أُلنا ” ، مرات بتحسها لبناني على خليجي ، و سعات بحس حالي بتكلّم مصري بس بدون هز وسط ، فاهمين علي؟ فش عنا لهجة محددة ، و الي بزيد الطين بلّة و بحط ملح على الجرح و اجا يكحلها عما ابوها هو انه ابن عمّان بتتغيّر لهجته حسب موقعه أو حسب مكان تواجده ، او حسب (الزرف- الظرف- الضرف) الي هو عايشه بلحظة معيّنة.
طيب خلينا نسرح شوي ، شو سبب هدا الحكي؟ ممكن اختلاط الأصول؟ ما بظن لأنه احنا تربينا مع بعض و تعلّمنا حكي مع بعض ، ممكن فش عنا لهجة اصلا؟ هل اضطراب لهجتنا هو السبب الرئيسي الذي جعل الراديوهات يجيبوا لبناني يحكي عنّا ، معنا ،لإلنا؟ يا سيدي مش موضوعنا الأسباب ، موضوعنا انه لازم نعمل لهجة نمشي عليها ، مش معقول في المقابلات الرسمية نحكي ” القاف قاف ” و في الشوارع نحكي “القاف مثل الجيم في مصر” و لما نكون مع بنت نحكي “القاف آاف” ، زكرتوني بشوفير التاكسي الي بتخوت على طنط فراح حكى تأسي بدل تكسي ، انه التكسي كاف مش قاف يا أهبل.
اوف كيف راحت عن بالي انه في ناس بحكوا القاف كاف و في ناس بحكوا “الكاف اتش” ، جد فش عنا لهجة و جد الحروف العربية كلهم صاروا يخابطوا في بعض و صار بدها عمّك ابو الحروف ، و شو بالنسبة لبنات عمّان الي بحكو عربي بس “انجلش اكسنت”؟ جد كيف زابطة معهم؟ بتكون في بيت اهلها بتحكي “شو هاظ زي الشبط بكاع المزبلة” بس تنزل على الشارع بتحكي “شو هاد يعو” ، خلينا نتخيل انو بنت بدها تحكي الجملة التالية “انا اليوم نزلت على سوق الخظرا و شريت كيلو بطاطا عشان اقليها لاخواني ، اجا واحد قليل أدب طقّص علي” ، شوفوا كيف رح تحكيها البنت و ركزوا منيح “انا اليوم نزلت على سوء خدرا عشان اخواتي جاي عبالهم فرايز ، بس فجأة اجا واحد مؤرف تأس علي .. يعععووووو”.
سؤال يطرح نفسه و حير علماء وابكا ملايين: مين حكم على اللهجات و قرر انو هاي لهجة فايعة وهاي لهجة حفرتلية وهاي لهجة زلام؟ و ليش احنا سكان عمّان كتير مزيفين و سطحيين لدرجة بتخلينا نغير لهجتنا (إلي مش موجودة اساساً) عشان نرضي الناس؟ عمرك شفت مصري بحكي أردني؟ لبناني بحكي اردني؟ سوري بحكي اردني؟ اذن لازم العمّاني يحكي عمّاني و بس.
انا كنت امزح لما حكيت انه ما في عنا لهجة ، لهجة غريبة من نوعها ، لهجة مخلّطة فلسطيني على اردني ، لهجة بنكهة عصرية و مفهومة لكافة الاذواق ، لهجة جميلة و راقية لو بس نفهمها وما نلبس قناع السطحيّة ، لهجة ذو ابعاد بتودينا لمكان بعيد ، مكان بدا في ترابط اخوي وطني منذ بداية المملكة الأردنية الهاشمية ، الموضوع مش موضوع لهجة و بس ، الموضوع تاريخ و حضارة ، نحن لسنا بحاجة الى خزنة او اهرامات حتى نحكي عن حضارة عريقة أهملها التاريخ ، نحن لسنا بحاجة الى اسهم ترفع مستوى الاخبار التجارية حتى نتكلّم عن عمّان ، ولكو هاي عمّان كلمة تزول تدريجيا بين سطور البرجوازية و السطحية ، و احنا اهل عمّان نمارس عمليّة تطور في الغلاف الخارجي فقط ، ولكو هاي عمّان في خزنة قصص منحوتة على جدرانها ، و الاف البيوت القديمة المائلة على و الى اصحابها ، ولكو هاي عمّان فيها قضايا معلّقة و سوق الطلياني العظيم ، دبي عندها ابراج بس عمّان عندها برجين السادس (أصبعين موجهين لأي مدينة ممكن تفكر حالها احلا منّا) ، و لكو هاي عمّان عم بتضيع من ادينا ، هاي عمّان وهاي لهجتنا الي بتزكرنا برابطة اخوية بدت مع بداية دولتنا ، انسوا القناع السطحي البشع لانو مش لألنا ، اتزكرو عمّان لانها حلو و لألنا .
مواقع النشر (المفضلة)