الامـير فيصـل:نقـص الميــاه عالميــاً من أهــم القضايا الرئيسية فـي القرن الحادي والعشرين
لاس فيجاس، الولايات المتحدة الأمريكية - بترا- قال سمو الأمير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة الملكية للمياه إن وجود نقص في المياه عالمياً يعتبر واحدة من أهم القضايا الرئيسية في القرن الحادي والعشرين، لأنه يسبّب الكثير من المصاعب ويضع المحدّدات أمام قدرة العديد من البلدان على التنمية.
وحذّر سموه، في خطاب افتتاح رئيسي له في مؤتمر الإبداعات الذكية في مجال المياه، عقد في لاس فيجاس في ولاية نيفادا بالولايات المتحدة الأمريكية، بأنه لا بدَّ من القيام على الفور بعمل جريء يعتبر أساسياً مهماً لرفاه العديد من البلدان ومستقبلها.
واوضح انه مع تزايد السكان عشرة أضعاف على مدى الخمسين سنة الماضية في الأردن، وزيادة الطلب بصورة كبيرة على مصادر المياه المحدودة لديه، غدا الأردن في المرتبة الرابعة بين البلدان التي تعاني أكبر درجة من شحّ المياه في العالم، إذ أن الاستهلاك لديه يزيد بنسبة 20 بالمائة على ما توفره مصادر المياه العذبة المتجددة فيه.
وأضاف سمو الأمير فيصل قائلاً: في القرن الحادي والعشرين، أفاقَ العالم على حقيقة مفادها أن مصيرنا يمكن أن يتغير لا بسبب كفاية النفط وأسعاره المتقلبة أو عدم كفايته، ولكن بسب كفاية المياه أو عدم كفايتها، فالمياه غدت واحدة من أهم القضايا الأساسية في هذا القرن، وسواء كنا نتحدث عن نوعيتها أو كميتها، فنحن - شئنا أم أبينا- نتحدث عن الأمن، الأمن الوطني والأمن العالمي، والأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي، على المستوى الأبرز الأكثر تأثيراً في حياتنا، المستوى الإنساني.
وقال مخاطباً المؤتمر: لقد تبينا قبل فترة طويلة في الأردن أن ما نعانيه من نقص في موارد المياه يهدد التنمية الوطنية على جميع المستويات، مما جعل منا الروّاد الأوائل في المنطقة في الحفاظ على المياه، وفي مجالات كفاءة استعمال المياه، وإدارة الطلب عليها.
واشار الى اننا في الاردن نقوم بإدارة الموارد، كما نعمل على تطوير كل وسائل التزويد التي نتمكن من تحديدها والتعرّف إليها، بما في ذلك مصادر المياه قليلة الملوحة، والموارد التي تكون كلفة الإنتاج منها عالية جداً.
ولفت سموه إلى أن عمّان انجزت في الفترة الأخيرة برنامجاً لإعادة تأهيل أنابيب المياه على مستوى المدينة بأكملها، لتقليل الهدر، بينما عملت المناطق الزراعية في وادي الأردن على الاستفادة من المياه العادمة بعد تنقيتها ومن مياه الأمطار من سد الملك طلال في ريّ المزروعات، وهو مشروع أقيم بالتعاون مع القطاع الخاص.
وأضاف إن حاجتنا الماسة لتطوير واستعمال كل نقطة متاحة من المياه تسبّب لنا حالياً مشكلات بيئية خطيرة، وضرب مثلا على الأزمة التي قد نواجهها فيما يتصل بالمياه هو البحر الميت ، الذي يعتبر كنزاً إقليمياً له قيمة اقتصادية عظيمة، وقيمة تراثية أصيلة أعظم شأناً، ذلك أن هذا الكنز قد بدأ يعاني من انخفاض منسوبه بالتدريج،مشيرا إلى أن منسوب البحر الميت ينخفض متراً كل عام نظراً لأن جميع الروافد التي تصبّ فيه تقريباً حوّلت لاستعمال بني البشر ولم تعد تغذّيه، كما أن نهر الأردن أصبح مجرى موسمياً فحسب.
و حذّر سمو الأمير فيصل قائلا يُتوقّع حدوث الضرر الذي لا يمكن إصلاحه خلال الخمسة والعشرين عاماً القادمة إذا لم نقم بعمل شيء ما اليوم، مبينا أن مشروع قناة البحر الأحمر البحر الميت سيعمل لدى إنجازه على نقل بليوني متر مكعب سنويا من المياه شمالاً ،من خلال وادي الأردن، إلى البحر الميت.
وقال إن هذا المشروع حيوي وأساسي بصورة مطلقة لرفاه الأردن ومستقبله كدولة، ولكننا أيضاً نعي أن ما فيه من إمكانات ستؤدي إلى تغيير الأوضاع القائمة إذ لن يكون نقص المياه قضية تؤرقنا بعد ذلك، وسنكون قد أوجدنا مَعيناً إقليمياً قيّماً يمكن أن يفيد منه جيراننا في مجالي زيادة إمدادات المياه والفرص الاقتصادية التي سيتم توفيرها.
واضاف سموه نحن على استعداد للسير قُدُماً بهذا لمشروع العالميّ المستوى لتأمين المياه والذي سيكون أكثر مشاريع البُنى التحتية طموحاً لدينا- وهو مشروع سيشكّل- كما نأمل- عاملاً لتحقيق الازدهار والأمن المستقبليين في المنطقة.
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام خبراء من أرجاء العالم في مجال إدارة المياه والحفاظ عليها، وتستضيفه إدارة المياه في المقاطعة الجنوبية لولاية نيفادا، وهي ولاية جعلت من قضايا المياه أولويةً.
وكانت اللجنة الملكية للمياه انشئت بإرادة ملكية سامية أصدرها جلالة الملك عبد الله الثاني لرفع سويّة استراتيجية المياه في الأردن، ولتطوير سياسات وبرامج لهذا القطاع في ضوء شحّ موارد المياه في الأردن.
منقول عن جريدة الرأي
مواقع النشر (المفضلة)