آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

تحميل برنامج الغاء تثبيت البرامج من الكمبيوتر Should I Remove It » آخر مشاركة: اردني وافتخر دردشة وتعليله وسواليف.. » آخر مشاركة: عاشق الحصن بريد الاعضاء » آخر مشاركة: محمد العزام اهلا بكم ..رمضان كريم » آخر مشاركة: حسان القضاة شو عم تسمع هلا » آخر مشاركة: حسان القضاة ما هو سبب تواجدك في المنتدى والى اي حدّ يستمر او ينتهي إنتسابك له ؟ » آخر مشاركة: قلعتي أبدية مرحبا » آخر مشاركة: محمد العزام " أميــــرةُ قـوسِ النَّصـــــر" » آخر مشاركة: قلعتي أبدية ~ إبريـــــــــــــــــل ~ » آخر مشاركة: حسان القضاة اسئلة مهمة بالفوتوشوب في المطابع 2019 » آخر مشاركة: المصمم يزن جبريل صاحب المركز الاول فى مجال تنزيل الملفات كامل مدي الحياة IDM 6.32 » آخر مشاركة: siiin همسات وأشوق » آخر مشاركة: حسان القضاة ""أيلـول""... » آخر مشاركة: قلعتي أبدية تبليغ عن رسالة زائر بواسطة راشد مرشد » آخر مشاركة: أميرة قوس النصر اشتقنالكم » آخر مشاركة: Mahmoud Zaben تُراهات ما قبل النوم ... » آخر مشاركة: قلعتي أبدية شو مزاجك اليوم... » آخر مشاركة: قلعتي أبدية قبول بلاغ عطل ثلاجات كلفينيتور 01092279973 & 0235700997 وكيل كلفينيتور (م .الجديدة) » آخر مشاركة: الوكيل1 قبول بلاغ عطل ثلاجات هوفر 01154008110 & 0235699066 وكيل هوفر (م.6اكتوبر) » آخر مشاركة: الوكيل1 قبول بلاغ عطل ثلاجات جنرال اليكتريك 01207619993 & 0235700997 وكيل جنرال اليكتريك (الز » آخر مشاركة: الوكيل1
صفحة 1 من 21 12311 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 205

الموضوع: المقاله اليوميه للكاتب احمد حسن الزعبي

  1. #1
    عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    33

    افتراضي المقاله اليوميه للكاتب احمد حسن الزعبي

    حرب شوارع


    في عام واحد ، بلغ عدد الوفيات 900 حالة وفاة - بينهم 250 طفلاً - وعدد الجرحى (18000) جريح..هذه المجازر البشرية هي حصيلة جمع (98000) حادث سير في عام2006 ، بمعدل حادث سير واحد لكل 50 شخصاً- بعيد الشرّ عنكم - مما يعني أننا في حرب شوارع حقيقية...

    أمريكا ، بدباباتها ومصفحاتها وطائراتها وناقلاتها واقتحاماتها لا تفقد (900) جندي سنوياً ولا تخسر 18000 جريح...رغم أنها دولة غازية وتواجه مقاومة شرسة في بلد واسع..هل هذا يعني أن حرب الشوارع عندنا أشرس من حرب الشوراع عندهم؟.. ربما!! فقد لاحظنا أن حصيلة الحوادث التي وقعت على اتوستراد الزرقاء يزيد عن حوادث بعقوبة وحصيلة الحوادث التي وقعت على طريق الطفيلة تزيد عن حوادث الرمادي...

    * **

    ترى ماذا بعد ؟ هل المطلوب من مواطننا إذا ما اراد أن يتوجه (غازياً ) الى دوامه كل صباح أن يرتدي خوذة وأن يضع على ظهره مظله - في حال السقوط من مرتفع- ويتدرّع بواقي مواسير بدلاً من واقي الرصاص، حتى يعود الى أهله سالماً معافى؟؟!!..أما عندما يستقل الحافلة بنجاح فعليه أن يرفع شارة النصر للكاميرا والناس ، وقد يؤخذ بعدها كبطل لفيلم وثائقي اسمه (مارينز الكوستر: قصة حياة ) يتحدث فيه عن تجربته في حرب المواصلات العامة ..

    بدون فلسفة ، الأمر مفزع ، لأننا نتحدّث عن آفة موت يستحيل مكافحتها: منذ عشرات السنين ونحن نتكلم بذات الموضوع ، انبرت ألسنتنا ووقعت ... حلوقنا دون جدوى... فلا المخالفات تردع ، ولا الحوادث تعظ ، ولا التوعية تجدي..وكل يوم هناك حادث يحطم الرقم القياسي بمأساويته عن الحادث الذي سبقه ..ترى ماذا تفعل ادراة السير معنا ؟ هل تدعو (فصائل) السائقين الى طاولة مفاوضات سرية وبرعاية دولة اوروبية علّها تصل معهم الى حلّ توافقي...لست أدري..

    ***

    أخيراً، لفت انتباهي أن الحوادث الأعلى رقماً والأكثر تكراراً ودمويةً يقف وراءها ثلاثة اسباب أولى: السبب الأول للحوادث ،التتابع القريب حيث سجّل (14591) حادثاً ..تلاه عدم اعطاء الأولوية وسجل(11542) حادثاً ..ثم تلاه اتخاذ المسرب الخاطىء (11076) حادثاً..القراءة المتأنية للأسباب الثلاثة الأعلى تكراراً في الحوادث ، تبين أن العيب ليس بالطريق ، ولا بالمركبات..وأنما العيب بأمزجتنا أثناء القيادة و طباعنا وسلوكنا القائم على نظرية (المعابطة)...نعم نحن رواد في (المعابطة)...



    أحمد حسن الزعبي

  2. #2
    عضو مميز الصورة الرمزية منار المومني
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    183

    افتراضي

    الرجل المناسب


    بينما كان دخان سيجارته يتصاعد من (مكتّة ) قريبة ، كانت فروته مشلوحة على كرسي خلف الطاولة ،و شماغه وعقاله موضوعان في أحدى كفتي الميزان. للوهلة الأولى لم أستدل على وجوده الاّ من خلال فردة شبشبه اليمين ذات النمرة 45 المقطوبة بخيط أبيض، والمرمية قرب صناديق البيبسي الفارغة..

    تقدّمت خطوة الى الداخل فوجدت ابا يحيى يقوم بإفراغ كيس كمون في (قطرميز) بلاستيكي مكتوب عليه الوقيه ب60، هناك كومة من الكمون الناعم مسكوبة على الأرض تقدر بضعف الكمية الداخلة في القطرميز كان قدّ سكبها خارجاً لقلة الخبرة.. تقدّمت أكثر فألفيته ، يتمتم ويشتم ويلوم نفسه ويلعن اليوم الذي وافق فيه على شراء الدكان من أبي طايل ..قائلاً بصوت مرتفع دون أن ينتبه لوجودي: ( ما أنا كنت مكيّف ، أمدّ الحصيرة باب الدار لصلاة الظهر وأقعد مكيّف .. شو اللي قردني وخلاّني أشتري الدكانة مش داري...شغلة ما بفهم فيها شو الي فيها..ميله عليّ).

    قلت له مغافلاً : * مبروكة الدكانة ، حجي.

    * أبو يحيى ملتفتاً :- من هو انت؟..تعْ ولكْ.. تع جاي ..لُمّ اللي كبيتهن وحطهن بالقطرميز..

    * أنا :- مالك معصّب؟.

    * أبو يحيى :- أنا مش معصب، أنا (ماكل....) .. ثم ناولني كيس آخر وقال : هاك ولك شُمّ هاظ الكيس شو في؟ يانسون! ولا كركم ؟! * أنا :- هاظ يانسون..بس قولي مالك معصّب؟.

    * أبو يحيى:- ولك صارلي اسبوعين مشتري الدكانة من الزلمة ومش عارف..الكمون من اليانسون من السماق، ولا عارف مكان الملح ، ولا سعر التايد ، ولا مطرح زيت الخروع.من الصبح نبشت النصبات وأنا بدوّر على اقلام البيك ما لقيتهن.

    * أنا :- طول بالك حجي كله بترتّب! بس شو قصّة فردة شبشبك اللي جنب صناديق البيبسي.

    * أبو يحيى:- أجاني ولد زغير بدّه حلو سوس وأنا مقرمز وطفران ، تناولته بالشبشب! * عفيه! طول بالك حجي اللي بدّه يفتح دكانه بده يطول باله!.

    * أبو يحيى :- ولك مش هاظ القاهرني ، القاهرني يوم يجيبوا وزير و يسلموه وزاره ما عمره فاتها ولا سمع فيها ، بسرعة بصير يفهم فيها ، بكون تخصصه تربية بحطوه بوزارة الصحة بصير يفهم بالصحة ، بيجيبوا واحد دكتوراة بالاقتصاد بحطوه بالأوقاف بصير يفتي بالأوقاف..

    * أنا:- المعنى؟.

    * أبو يحيى:- المعنى أنه صارلي أسبوعين مش عارف أدير دكّانه..همّه كيف بديروا وزارة من أول يوم بدون ما يدروا شو فيها مش عارف!!!.

  3. #3
    N_tarawneh
    زائر

    افتراضي


    بنت الجبل ، منار المومني ...
    شكرا ً لإدراجكما ...
    راجيا ً تقبل نشر احدث المقالات لأستاذنا المبدع والمميز في تسخير الموروث الشعبي وتوضيفة في خدمة أهم قضايانا وابرزها ...
    ولمبدعينا في مجال الأدب الساخر خالص التوفيق والمحبة (يوسف غيشان ، أحمد حسن الزعبي ، عبد الهادي راجي المجالي) .

  4. #4
    N_tarawneh
    زائر

    افتراضي اجازة موت

    اجازة موت




    .. ( دفتر أرقام الهواتف الخاص بي أصبح خاليا. من بين 50 رقما لم اجد سوى اسم واحد من الأطباء المتخصصين الذين أعرفهم) ..هذا ما قاله طبيب عراقي لأحد الصحفيين..

    **

    منذ أن مرت تلك الدبابة على رصيف التاسع من نيسان، وداست دُمى الباعة المتجولين، وأراقت الندى من عروق عشب الطرقات،منذ أن قسّمت سمك دجلة طائفياً، وسمك الفرات سياسياً.. والموت لا يفرّق بين المهن،ولا يقرأ الوجوه، بل أن المهنة الأولى للموت-المستورد-هي: ألاّ يفرق بين المهن..والاّ يقرأ الوجوه..

    منذ ذلك التاريخ، منذ أن ظفر ذلك الفتى بمزهرية ورد ورقص بها أمام فضائيات الدنيا -والتي كانت نصيبه من وطن بحجم الفردوس- منذ ذلك التاريخ : والطبيب يموت نازفاً، والطاهي يموت جائعاً، والشرطي يموت محتجزاً، والخياط يموت عارياً،والسباح يموت غارقاً، وحارس الموتى يموت خائفاً، ودجلة يموت عطشاناً، والعراق يموت قهراً، و(الأنا العربية) تموت صمتاً... فاين الغرابة اذا ما اختفى الأصدقاء من دفتر صديقهم!! في وقت قد اختفى فيه الوطن من دفتر التاريخ كله...

    من بين خمسين رقماً ..لم يجب الاّ صديق واحد..قال الطبيب !! ربما تحوّلت العيادات، الى مكاتب وساطات مالية أو وساطت أمنية، أو مستودعات ذخيرة .. فعلاً، ماذا يفعل (الروب) الطبي أمام الكفن؟ والعملية الجراحية مقابل العملية الانتحارية ؟ وعبوة الدواء مقابل العبوة الناسفة؟ والكبسولة مقابل الرصاصة ؟و''التحميلة'' مقابل القذيفة ...والابرة مقابل الصاروخ.. والسرير مقابل الحمالة؟..ماذا يفعل الطب أمام السفك اليومي؟..وماذا تفعل سماعة رقيقة ترصد دقات القلب..مقابل قنابل الصوت التي ترهق ذاكرة القلب؟...

    عيادات فارغة وأطباء راحلون : لقد اصبح القتل بمثابة ''بورد'' عراقي جديد..يضعه الأطباء منحوتاً فوق شواهد قبورهم ..ومكتوب هكذا: ((صاحب هذا القبر حاصل على ''البورد'' العراقي بتاريخ 28-11-2006))..أي انه قتل /بامتياز بتاريخ 28-11-2006.

    **

    على زجاج باب العيادة يقرأ مريض - اعتاد مراجعة طبيبه - ورقة صغيرة كتبتها السكرتيرة على عجل: ''ملاحظة : الطبيب في إجازة موت''...


    لكاتبنا المبدع أحمد حسن الزعبي خالص المحبة والتوفيق ...

  5. #5
    عضو مؤسس الصورة الرمزية شذى البنفسج
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    Canada
    العمر
    37
    المشاركات
    3,611
    مشكور عالموضوع ..
    تحياتي ..
    __________________
    أحب حرف ::~ الذال ::~ليس لأن الحرف يعنيني كثيراً..
    أو أنني أحـب شخصاً بهذا الإسم..

    ولـكن لأنني أجده بعيداً عن كل صراعات الحروف ..
    حيث يقطن في الركن الأيسر من (( الكيبورد ))
    أحـــب أن أعيش مثله ..
    بعيداً عن مشاكـل البشـر..



  6. #6
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    226

    افتراضي

    عزيز وغالي


    بينما تراوح سعر الخروف البلدي (المعتعت) أي السمين ، بين ال 170 وال190 ديناراً.. بقي سعر الخروف البلدي (المورور) أي الهزيل يتأرجح بين الـ140 والــ150 ديناراً وذلك حسب اغلاق بورصة سوق الحلال ليوم أمس. (المعتعت) ذكرني بمزيج ''برنت'' و(المورور) ذكرني بنفط دبي خفيف والاختلاف بين السعرين ناتج عن الاختلاف في المواصفات طبعاً...

    وبما أن سعر الخروف ما زال بارتفاع ،وان ثمن شرائه يعادل راتب شهر في وظيفة حكومية، أقترح على من يقتني هذا ''العزيز الغالي '' أن يراعي فيه ارشادات السلامة العامة وأن يوفر له أساليب الراحة و السعادة والرفاهية الممكنة : * مثلاً عند العودة من سوق الحلال ، ضع خروفك في الكرسي الأمامي من المركبة ثم تأكّد من ربط حزام الأمان ، وتعديل وضعية جلوسه ليتاح له رؤية الطريق من النافذة القريبة.. مع الأخذ بعين الاعتبار أن تضع باقي الأولاد في صندوق ''البكم'' خلال مشوار العودة فالأولوية ''للضيف''...

    * لا تحاول استفزازه بالأغاني الهابطة مثل ''بحبّك يا حمار'' لسعد الصغير و'' قطّعت قلبي'' لبوسي سمير، احرص على أن تسمعه الأغاني الطربية الأصيلة مثل اغنية (ليلة العيد) و(يابور قلي رايح على فين) وما شابه!!.

    * عند نزولك الى أقرب سوبرماركت ،لا تنس أن تشتري لك باكيت دخان ''وينستون'' أبيض لغايات'' التعفيط'' وكيس فوط ''كومفورت'' لغايات ''التفويط''...

    * جنّب خروفك مشاهدة ''الملاحم'' ومحلاّت ''الكرش والكوراع'' بطريق العودة فهي بالنسبه له..ارهاب منظّم.

    * عند وصولك البيت ''تنحنح'' وافتح طريقاً ''للعزيز الغالي''..واجعل الحريم يتخذن غرفة منفصلة، فالخروف البلدي من النوع الخجول والمحافظ جدّاً.

    * حاول أن تواري عن انظاره جميع الجواعد الممدودة في الممرات أو الفراء المرتبّة على ''المطاوي'' احتراماً لمشاعره..

    *أجلسه في ''صدر البيت'' وافتح له على قناة ''سبيس تون'' وسلّمه قيادة ''الريموت'' فيما إذا رغب في مشاهدة شيء آخر.مع التذكير بضرورة تشفير القنوات الاخبارية كي لا ''يتكدّر خاطره'' .

    * اطلب من أم العيال بصوت منخفض أن تضرب له على ''المولينكس'' كم ورقة ملفوف ، خوفاً من يسقط أحد أسنانه أثناء المضغ فيفقد شرطاً من شروط الأضحية.

    * اقترب منه بودّ واسأله ان كان يرغب شرب ''سفن أب'' مع الأكل أم لا، ولا غرابة أن يقول لك : ''فيه ميّة شعير''؟ لذا احرص ان تحفظ عبوتين على الأقل ''ميّة شعير'' من باب الاحتياط.

    * آخر الليل أكثر له من المواعظ الحسنة تحديداً :عن الموت والحياة ، وأن الأعمار بيد الله.

    * في صبيحة العيد خذه على لحام ''سبور''، يرتدي بنطلونا خصرا ساحلا..و''بودي'' أحمر ، وحالق'' فرساتشي''..أوهمه بأن هذا الرجل مجرّد حلاق..وان كان بالفعل هو ''حلاق أرواح''..

    ***

    اخيراً.. عند ذبحه ، اقترب من بقعة دم كبيرة ...وشاهد نفسك في مرآة الدم...''ايها الانسان العربي''.
    حب الاردن يجمعنا

  7. #7
    المدير العام
    رئيس مجلس الادارة
    الصورة الرمزية حسان القضاة
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    العمر
    41
    المشاركات
    3,262

    افتراضي

    لا طلعة ولا عبرة


    بانوراما العيد:-

    ***

    أكثر جملة سمعتها هي ''والله لا طلعة ولا عبرة''!! والتي كانت بمثابة جواب عن سؤال تقييمي للعيد..الغريب أن كل الذين طلعوا على بعضهم وعبروا على بعضهم الآخر أكّدوا أن هذا العيد (لا طلعة ولا عبرة) وعزوا ذلك لسوء الأحوال الجوية..السؤال، لو كان الطقس على ما يرام هل سيكون هناك (طلعة وعبرة)؟...طبعاً لا!

    ***

    أكاد أجزم أن خمسة ملايين اردني قاموا بنفس الطقوس التي قمت بها..بعد أن صلّوا صلاة العيد وعايدوا أهل الدار..وقفوا محتارين (على مين بدنا نروح هسّع)؟..وبعد طول مناقشات اتفقوا أن (يمسكوهم قصص)؟..في كل عيد نحتار (على مين بدنا نروح هسّع) ثم نتفق أن (نمسكهم قصص)...ولا مرّة مضينا بشكل تلقائي وسلس.. فلا بد من التفكير والحيرة طويلاً ثم نتخذ القرار التاريخي والحكيم وهو أن (نمسكهم قصص)..لا الذين نزورهم نقصوا ولا نحن زدنا.. فلماذا نحتار دائماً (على مين نروح هسع)؟؟..

    ***

    ورطتي الحقيقية هذا العام،عندما ذهبت - معايداً- على ابي يحيى وقد نسيت أنه أدّى مناسك الحج العام الماضي، بعد ان عايدته بثوانٍ ''فتح على قناة السعودية الثانية'' وبدأ يشرح لي وهو جالس عن اتساع جسر الجمرات، وعن أمواج البشر القادمة والمغادرة هناك، وكيف حمى أم يحيى بكل صلابة وبقي ''ماسكاً يدها'' خوفاً من الضياع، ثم قام من مكانه وجلس (القرفصاء) امام التلفزيون ليشرح لي ماذا تحت جسر الجمرات، ثم أشار بإصبعه على الشاشة ليريني طرف عمود كان بمثابة علامة بارزة للإلتقاء بمرشد الحملة ، وعندما انتقلت الصورة على حاج ''ماليزي'' يبتهل الى الله،شرح لي عن سلوك الحجاج الماليزيين هناك وكيف ''ضرب صحبة'' مع أحدهم،وعندما انتقلت الصورة الى حاج باكستاني ذكر لي عادة من عاداتهم، ولما ظهرت لقطة على حنفية ماء وأحد الحجّاج يشرب منها..أكّد لي أنها ذات الحنفية التي ضاعت عندها ''الحجة أم يحيى''..وعندما استأذنته بالخروج..أمرني بالجلوس حتى يريني أين وجد اخته ''صيته''..وبعد الحاح شديد مني بضرورة المغادرة.. أشار الى خارج اطار الشاشة /مكان كبسات التلفزيون تحديداً / ليقول لي ''هون لقيت صيته''!!..

    ***

    خلاصة القول : ما بين التذمر من الجو حيث ( لا طلعة ولا عبرة)، والحيرة (وين بنا نروح هسع)؟، و ما أن وجد أبو يحيى أخته ''صيته''، حتى ضاع العيد..

  8. #8
    مشرف منتدى الكمبيوتر والأنترنت الصورة الرمزية ابوالشرع
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    irbid
    المشاركات
    404

    افتراضي المقالة اليومية

    توجيهي مزمن

    علينا أن نعترف بأن الحياة باتت صعبة وصعبة جدّاً، أصعب من التوجيهي علمي ايام زمان..كل يوم، تمر أمام أعيننا معادلات حياتية معقدة و مكونة من عدّة مجاهيل،لا حل لها أو تصريف.. والخبراء مثل مدرس رياضيات (تعيين جديد)، يهدر باكيت طباشير وعشرات الحصص في اثبات قدرته على ايجاد الحل دون جدوى..ونحن الشعب ننسخ ما يكتبون نتابع الحل خطوة خطوة ثم في نهاية الحصة نمزع صفحة من دفتر ايامنا..حتى يأتي غيرهم فيباطحون المسألة - اياها من جديد- دون جدوى، فننسخ وراءهم ما يكتبون نتابع الحل خطوة خطوة ثم في نهاية حصتهم نمزع صفحة ثانية من دفتر ستيرتنا وننتظر الذين بعدهم..وهكذا..

    بالواقع نحن أمام توجيهي مزمن ، في كل عام نخضع لامتحانين فصليين: الأول صيفي وما يتضمنه من شح للمياه والتسممات المائية والغذائية، والثاني شتوي وما يحتويه من سلس في اسعار البترول..و التغوّل اللا إرداي...

    بصراحة بات المرء منا بحاجة الى دروس تقوية في العيش ، ودوسيات مصورة لمنهج الحياة الكريمة ..ومسائل محلولة في مادة الضنك ...الشتاء وحده بحاجة الى عدّة دوسيات تشرح لنا كيف نتدبر أمر دفئنا من غير أن نشحد أو نجنح ؟..ليت أساتذة الاقتصاد ومنظري الترشيد يؤلفون لنا كتباً مساندة بهذا الخصوص: كـ (البديع في مواجهة الصقيع)، (الف باء حلول الشتاء)، (اسرار والغاز توفير الكاز)، (الوفير في مبادىء التوفير)، ( الحل الجاري في استخدام البواري)، (مختصر القواعد بفرش الجواعد)...الخ..

    أنا لا أمزح، نحن تائهون فعلاً، لا ندري ماذا ينتظرنا غداً، ولا نستطيع أن نتنبأ أو نتوقع لشبر زمني واحد، تحرير البترول يا جماعة..يعني تحرير كل شيء بدءاً من زر البندورة وانتهاءً بملقط الحواجب ..فكيف سنواجه هذا الإعصار القادم من الارتفاع والتحرير؟..لا ندري !! بزيادة الرواتب ؟ ان زيادة الراتب هذه مقابل ارتفاع الأسعار..يشبه من يواجه موج البحر بقشّاطة ..

    ماذا يفعل موظف القطاع الخاص الذي لا يتعدى راتبه ال140 ديناراً، في مواجهة جرة الغاز ام التسعة.. وتسعين قرشاَ ..ماذا يفعل موظف القطاع الحكومي رب الأسرة الكبيرة في مواجهة جلن الكاز أبو العشرة وعشرين قرشاً ؟؟..

    بالمقابل،لنكن واقعيين! ماذا تفعل الحكومة أمام هذه التسعيرة العالمية..وهذا التغول اللا إرادي.. لقد قلت انها معادلة معقدة وكثيرة المجاهيل..ونحن في امتحان توجيهي مزمن ..

    عندما أهديكِ شموعاً ..فاعلمي أني سأفصل الكهرباء ..

  9. #9
    N_tarawneh
    زائر

    افتراضي حجاً ( مبلولا )

    حجاً ( مبلولا )


    في رواية (الحب في زمن الكوليرا)..للرائع ماركيز، تبقى السفينة التي تقل البطلين تجول في عرض البحر ليلاً نهاراً دون الوقوف في مرفأ محدد..خوفاً من عدوى الكوليرا..أخيراً تنفد الرواية قبل أن ينفد وقود السفينة، ويظل القارئ يشرع مخيلته على نهايات كثيرة تسعده أو تحزنه حسب رغبته..

    يبدو أننا أمام رواية جديدة اسمها (الحج في زمن الكوليرا) الكوليرا السياسية التي تحجر على المواطن ابن الأرض ابن الوطن أن يعود الى وطنه بعد أن غسل ذنوبه في بحر التوبة وأدّى فرضاَ تقره وتحترمه كل الأديان...نعم نحن أمام كوليرا سياسية أهم أعراضها : (إبعاد) و(حجر) ..

    أكثر من 2000 حاج يتوقون منذ أيام لأن يطأوا اليابسة، يابسة غزّة،(ليسعوا) فيها من جديد،(ويطوفوا) حول شوارعها من جديد..2000 حاج أمنيتهم الكبرى أن (يتحللوا) يوماً من نقاط التفتيش..و(يتمتعوا) بوطنهم كباقي الأمم.. 2000 حاج ما زالوا يموجون على ظهر البحر، يتوقون للعودة الى بيوتهم مثل سائر البشر، يفرحون بالزينة المعلقة قبل أن ''تذبل'' وتذهب ألوانها، و يفرّحون أحفادهم الصغار بكاميرات تظهر صوراً بهية لمكّة والحرم الشريف، صرة ''حنّاء'' لعائشة أحضرتها الجدّة من هناك، وخواتم مقلّدة لصبايا الحي أحضرها أبو العبد من هناك ايضاً...2000حاج ينظرون الى هداياهم فوق السفينة ويتمنون وطناً مشرّع الحدود، لا وطناً محكوما ببوابة وقفل و سجّان يفتحه ويغلقه حسب المزاج..

    ويبقون يموجون في عرض البحر، وجوههم تتوسد اياديهم، وسفينتهم تتوسد يد الماء .. يحلمون بالأهل والأولاد، وسرد حكاوى السفر، يتمنون لو يمسدوا بماء زمزم على جرح فلسطين فيبرأ..

    حجاً مبلولاً بماء الصبر يا حجاج غزة ...

    كُل التقدير والمحبة للكاتب المُبدع دوما ً احمد حسن الزعبي ...

  10. #10
    N_tarawneh
    زائر

    افتراضي

    (شراك) الذاكرة





    ..لا أذكر يوماً أن نفد الخبز من بيتنا،كما لا أذكر أن نفد طعم ''الكماج'' من ذاكرتنا طيلة فترة الطفولة الطرية كقطعة عجين،يكاد يكون فرضاَ سادساً تؤديه أمي بعد صلاتها ،أن تتفقد الأرغفة الملفوفة بسجادة صلاة..وإذا ما لاحظت نقصانها، تبيّت عجنة الغد بكل رضا، تتناول المنخل المتكىء على نفسه فيتناثر الضوء من ثقوبه فجأة، تحضر الماء الدافىء كأمومتها، وتغرف برفق طحين صديق كانت قد ''سربت'' قمحه بيديها، ثم تبدأ بتقليب الطحين الأبيض بعتمة الليل الأسود بلون الماء المحايد..

    قبل الغروب، غالباً ما كنّا نقايض أمّي إذا ما طلبت منّا تحويش ''الدجاجات'' الى الخمّ..أن تخبز لنا ''شراكا'' بدلاً عن هذه الخدمة السهلة وغالباً ما كانت توافق.. كنّا نجمع لها حطباً بسيطاً: جذع زيتونة ميتا ''سحارّة'' مكسورة، خشب ''طوبار'' مرميا على ظهر الخم..ثم يقوم أشجعنا ويحضر ''الصاج'' المعلّق على صدر فرن الطابون المعتم،يقلبه على مربّع أحجار قرب السياج الطيني، تحضر أمي وعلى كتفها المعجن..تكنس ظهر الصاج بمقشة ''قيصوم'' ، ثم تمسحه بخرقة بالية، ''تدوزنه'' جيداً كسرير طفل لينام الرغيف نوماً هنيئاً على فراش الوهج..تميل أمي الى اليمين تقتطع من العجين ''العويص'' أقراصاً على عددنا و تنسى نفسها، أحياناً كانت تتذكر أبي المسافر فتخبىء له رغيفاً على ركبتها وعندما نسألها لمن هذا الرغيف كانت تقول: لي، له، ليأكله أبوكم إذا ما عاد، فأشبع أنا.

    الدخان الخارج من ''تحت الصاج'' كان بلون الغروب أزرق ومعتما لكنه مؤقت وسريع الذوبان في الليل.. فور أن يحلّق فوق رؤوسنا بشبر أو شبرين كان يتبدد كانه ليس هنا....كانت تخبز لنا ''شراكاً'' شهياً نأكله قبل أن يلامس ''منسفة القش''..كان الخبز مغمّساً بطعم الدخان المرّ..هناك طعم لخشب الزيتون وللحطب القديم، كان الرغيف مبخراً بدخان لذيذ يطفىء جذوة الجوع.. كثيراً ما كنت أتأمل ''رغيفي'' قبل أن آكله، أتخيل ''لذعات'' النار على أطرافه، وأقرأ ''علامات الترقيم'' المزروعة فوق محيطه، هنا فاصلة كبيرة بين الجوع والشبع، وهذه علامة تعجّب، هنا حروف غير مكتملة صنعتها النار، وهنا وجه أبي مرسوم بخطوط الليل والأمل والسفر..كنت أقرأ رغيفي عن ظهر قلب قليلاً ثم آكله..وعندما أجد نفسي وحيداً قرب الرماد..كنت أركض خلف أمي العائدة بمعجنها الى غرفتنا الوحيدة..

    لم نخف يوماً، أو نقلق، أو نبتزّ.. فقد كان القمح قمحنا، والنار نارنا، واليد يدنا.. لذا لم يكن يجرؤ الجوع على الاقتراب منّا أبداً..

    ***

    الآن إذا ما أغلق السوبر ماركت أبوابه باكراً أو نسينا موزّع الخبز، نامت العائلات بجوعها..بصراحة لم تعد هناك امومة حقيقية، غزيرة ومفعمة كما كانت..

    كُل المحبة لكاتبنا أحمد حسن الزعبي ...

صفحة 1 من 21 12311 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الشيخ تركي الكايد عبيدات
    بواسطة معاذ ملحم في المنتدى شخصيات أردنية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-14-2009, 11:07 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •